صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي من اتساع النفوذ القطري عبر منتدى الدوحة والساحة الدولية

رصد إسرائيلي لاتساع رقعة النفوذ القطري في المنطقة وتأثيره السلبي على الاحتلال - قنا
راقبت المحافل السياسية الإسرائيلية الأحداث الأخيرة التي شهدتها قطر، وتبعاتها على اتساع رقعة نفوذها الإقليمي والدولي، مما يترك تبعاته السلبية على دولة الاحتلال، لاسيما من خلال منتدى الدوحة السنوي، وبطولة كأس العرب لكرة القدم، وغيرها من الفعاليات التي تكشف عن مزيد من التحركات القطرية التي تشهد سياسة معادية للاحتلال الإسرائيلية الذي يظهر تجاهها مترددا.

في هذا السياق ذكر أريئيل أدموني، الباحث في السياسة القطرية بمعهد القدس للاستراتيجية والأمن، أن "منتدى الدوحة 2025 أنهى فعالياته هذه الأيام، وهو يعد مبادرة سنوية تتويجا لجهود قطر الرامية لوضع نفسها في صميم الحوار الدولي من خلال دعوة صناع السياسات الدوليين والشخصيات البارزة في قطاعات الدبلوماسية والإعلام والاقتصاد وغيرها من المجالات، ويُقدم قطر ككيان دولي محترم ولاعب دبلوماسي من الطراز الأول، لكنه هذا العام ظهر استثنائيا من حيث نطاقه، لاسيما من حيث صانعي السياسات في الشرق الأوسط الذين حضروه، وأبرزهم الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع".

وأضاف في مقال نشرته “القناة  12 الإسرائيلية”٬ وترجمته "عربي21" أن "هذا النطاق الفريد في قطر تم استغلاله للتركيز على ما تسعى لتصويره على أنه العدو الأول، وهو دولة إسرائيل٬ حيث تحدث المتحدثون تباعا، في مختلف الجلسات، عن وحشيتها، سواء كان الشرع الذي أشار للعمليات في سوريا، أو قادة لبنانيون، أو وزير الخارجية الإيراني السابق جواد ظريف، الذي استغل المنصة لتحذيرها، مصرحا بأن إيران قدمت للفلسطينيين أكثر مما قدمته الدول العربية".

وأوضح أنه "على المنوال نفسه، وبالتزامن مع منتدى الدوحة، أقيمت بطولة كأس العرب لكرة القدم في قطر، حيث تم تسليط الضوء على "القضية الفلسطينية" بشكل تضمن توزيع أعلام الفلسطينيين، ومسيرات لإحياء ذكرى "الشهداء الفلسطينيين"، ودخول الفريق الفلسطيني إلى أرض الملعب حاملا صورا لمحمد ضيف ويحيى السنوار، وكالعادة، أتقنت قطر تسويق دعمها للمقاومة الفلسطينية، بلغة غربية منمقة".

وأشار أن "منتدى الدوحة تبنى قرار غرناطة، الهادف لمكافحة معاداة السامية والإسلاموفوبيا، صحيح أنه يبدو متوازنا ظاهريا، لكن مبرره أن اليهود يكرهون المسلمين لمجرد كونهم مسلمين، وبالتالي هناك حاجة لإطار موحد للنضال، ويظهر هذا الأمر كيف أن النسبية الأخلاقية في النسخة القطرية أداة لترويج فرية الدم والعنف ضد إسرائيل".

وأضاف أنه "في سياق مماثل، استغل رئيس الوزراء القطري منتدى الدوحة للضغط على إسرائيل للمُضي قدما إلى المرحلة الثانية، دون انتظار إعادة جثمان الجندي الاسرائيلي القتيل ران غويلي، مع أن إلقاء اللوم على إسرائيل٬ رغم عدم التزام حماس بالاتفاق، وتصويرها كعقبة أمام السلام، يتماشى مع الخطاب القطري، لكن هذه التحركات القطرية ضد إسرائيل عادةً ما تُقابل بالتجاهل".

وأكد أنه "رغم أن معظم المتحدثين الإسرائيليين، على عكس الماضي، ما زالوا ينتقدون قطر، بل إن القنصل الإسرائيلي في نيويورك يهاجم الدوحة باستمرار في مقابلاته، لكن تصريحات كبار المسؤولين القطريين ضد إسرائيل لا تُقابل برد فعل حقيقي، وهذه السياسة المتناقضة ليست جديدة، ففي محاولة لاسترضاء قطر، أجبر ترامب نتنياهو على الاعتذار في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء القطري، بحضور ممثل الحكومة القطرية، علي الذوادي، في المكتب البيضاوي".

وأشار أن "اعتذار نتنياهو يتزامن مع الطريقة التي تُصوَّر بها دولة إسرائيل على قناة الجزيرة، ودعم المواقف المعادية لها في الجامعات الغربية، ولكن ثمة مثال أكثر إشكالية على تناقض إسرائيل تجاه قطر، حيث لم تظهر صورة القيادة العليا التي التُقطت من مقر الكرياه بموافقة رئيس الوزراء وقت الهجوم على قيادة حماس في الدوحة، تواجد رئيس الموساد".

واستدرك بالقول إن "غياب ديفيد بارنياع عن اجتماع الهجوم على قطر أثار فرضية عدم تورطه في التخطيط للعملية، ورفضه إرسال عملائه هناك، رغم صعوبة الجزم بأنه لم يكن متورطا في الهجوم، على الأقل على مستوى جمع المعلومات في المراحل الأولى من الحرب عندما كان يُنظر في إمكانية شن هجوم على قطر، مما يرجح خيار أن الحكومة فضّلت أن يكون دور الموساد في التخطيط للعملية محدودا للغاية حتى لا تقطع العلاقات نهائيا مع الدوحة".

وأوضح أن "هذه المسألة تظهر النهج الإسرائيلي المزدوج والمتناقض تجاه قطر، سواء أكانت دولة معادية، أم شريكة في المنطقة، وقد تصاعدت هذه السياسة عقب التقاء رئيس وزراء قطر في نيويورك مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ورئيس الموساد ديفيد برنياع، الذي تمكن من تسوية الأمور، مما يكشف عن محاولته إقناع الدوحة، حيث لا يُمكن تجاهل الضغط الأمريكي على إسرائيل بشأنها".

وختم بالقول إن "سياسة إسرائيل المُتخبِّطة تجاه قطر، وانخراطها في غزة، كان أحد أسباب إخفاقاته التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر، حيث أحسنت قطر استغلال الثغرات والفرص المتاحة في هذه السياسة، مما يستدعي الحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى خطة مُمنهجة للتعامل مع قطر، باعتبارها دولة معادية".