كشف فيلم "
ردع العدوان"، الذي عرضته قناة الإخبارية السورية الأحد، تفاصيل عسكرية وسياسية "لم تروَ من قبل" حول العملية العسكرية التي أدت إلى الانهيار السريع للنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
وسلط الفيلم الضوء على مراحل التخطيط الاستراتيجي، والابتكارات العسكرية، والتحولات السياسية التي رافقت هذا النصر.
وأوضح الفيلم أن نقطة التحول بدأت بعد مراجعة شاملة لخسائر عامي 2019 و2020؛ حيث تبنت قيادة هيئة تحرير الشام مفهوم "القوة الهجينة" لمواجهة الجيوش النظامية بتكتيكات مبتكرة. وتوجت هذه الجهود بتشكيل "المجلس العسكري" لتوحيد الرؤية، وتحويل نظام الألوية إلى "فرق عسكرية" لضمان سلاسة القيادة وتقليل مركزية القرار في الميدان.
وأبرز الفيلم الدور المحوري لـ "جهاز الأمن العام" في اختراق منظومات اتصال النظام وإرسال أوامر مضللة، مما أدى لفقدان الثقة بين الجنود وقادتهم، وإيقاعهم بخديعة كبرى.
وبالتوازي مع ذلك، اعتمد الثوار على التصنيع المحلي لتأمين القذائف وصواريخ الكاتيوشا، مع دمج التقنيات الحديثة مثل المسيرات الانتحارية في العمليات الهجومية.
وكشف الفيلم تفاصيل دقيقة لليلة بدء معركة "ردع العدوان"، حيث تم حشد 8000 مقاتل وعشرات الدبابات تحت جنح الضباب وبسرية مطلقة، لدرجة أن قادة الكتائب لم يعلموا بساعة الصفر إلا قبل الانطلاق بوقت قصير.
ومن أبرز المفاجآت كان محور "الشيخ عقيل" والنفق الهجومي السري الذي مكن قوات المعارضة من اختراق الخطوط الدفاعية الثالثة للنظام خلال ساعات معدودة.
وتناول الفيلم سقوط مدينة حلب عبر 6 محاور رئيسية شتتت الطيران الروسي. وفي حماة، استعرض القادة تفاصيل "ملحمة مدرسة المجنزرات"، حيث نجحت قوات "العصائب الحمراء" في اقتحام الثكنة المحصنة بعد اشتباكات ضارية استمرت حتى الفجر، وصولاً إلى تحرير أكثر من 3000 سجين من سجن حماة المركزي.
على الصعيد السياسي، كشف الفيلم عن رفض قيادة "تحرير الشام" وعلى رأسها أحمد
الشرع لعروض دولية وأممية لإيقاف إطلاق النار كانت تهدف لمنح النظام فرصة لالتقاط الأنفاس. وفي لقاء حاسم، الشرع "ذكاءً سياسياً" بإبلاغ الجانب الروسي أن النظام سيسقط خلال 48 ساعة فقط، مما دفع موسكو للإسراع بإخراج بشار الأسد من دمشق بعد إدراكها أن الرهان عليه بات خاسراً، بحسب الفيلم.
وبث الفيلم مشاهد تظهر وقوف الشرع ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة وعدد من القادة على سير المعارك منذ اليوم الأول.