ملفات وتقارير

"علماء المسلمين" يناشد أردوغان قيادة تحرك لرفع الحصار وإنقاذ الأرواح في غزة

ما يحدث في غزة هو "جريمة إنسانية مكتملة الأركان" تقع في وضح النهار أمام مرأى العالم، وسط صمت دولي مخزٍ وتخاذل مريع من الجهات الفاعلة عالميًا.
وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نداءً إنسانياً عاجلاً إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطالبًا إياه بالتحرك الفوري لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وقيادة مبادرة إنسانية إسلامية شاملة لإنقاذ المدنيين الذين يواجهون كارثة مأساوية غير مسبوقة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

وفي رسالة قوية ومؤثرة، استعرض الأمين العام للاتحاد العالمي  الاتحاد الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان غزة، من جوع ومرض وتشريد وقصف مستمر، معتبرًا أن ما يحدث هو "جريمة إنسانية مكتملة الأركان" تقع في وضح النهار أمام مرأى العالم، وسط صمت دولي مخزٍ وتخاذل مريع من الجهات الفاعلة عالميًا.

أردوغان.. صوت للمستضعفين

واستهل الأمين العام للاتحاد رسالته بالإشادة بالمواقف الإنسانية والمبدئية التي عرف بها الرئيس التركي على مدى سنوات، واصفًا إياه بأنه "كان دائمًا إلى جانب المظلومين لا ينتظر مناشدتهم"، مذكرًا بمبادراته في سوريا، الصومال، أفغانستان، وغيرها من المناطق التي شهدت مآسي إنسانية، حيث كان له فيها بصمة دعم وأمل للفقراء واللاجئين واليتامى.

وجاء في الرسالة: "لقد كنتم دائمًا قدوة يحتذى بها، عاملين بقول النبي ﷺ: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا". وكم من مشهدٍ رأيناه لكم وأنتم تمسحون دموع يتيم، أو تربّتون على كتف أم مكلومة..."

لماذا لا تبكي دماء المسلمين؟

وتوقفت الرسالة عند الحادثة الأخيرة لاستهداف كنيسة اللاتين في غزة، والتي أدت إلى سقوط عدد من الشهداء المسيحيين، مشيرة إلى أن هذا الحدث حرّك العالم الغربي، وتبعه تحرك دبلوماسي سريع، بما في ذلك اتصال مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتذار علني من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

لكن الصلابي تساءل بمرارة عن تجاهل العالم لمعاناة عشرات الآلاف من الشهداء المسلمين في غزة، الذين يُقتلون جوعًا أو قصفًا، متسائلًا: "لماذا لا نجد هذا القدر من الاهتمام عندما يُقتل عشرات الآلاف من المسلمين جوعًا وحصارًا وقصفًا، وكأن دماء المسلمين لا بواكي لها؟!"

دعوة للتحرك العاجل وفتح معبر رفح

وفي ختام الرسالة، وجه أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مناشدة عاجلة إلى أردوغان بصفته قائدًا مسلمًا صاحب كلمة مؤثرة، للتحرك على المستوى الدولي والإنساني والدبلوماسي، من أجل: فتح معبر رفح بشكل دائم لضمان تدفق المساعدات، وإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين في غزة، وقيادة تحرك دولي لكسر الحصار وفضح جرائم الاحتلال بحق المدنيين.

وأعرب الاتحاد عن ثقته الكاملة بقدرة الرئيس التركي على إحداث فارق حقيقي، مشيرًا إلى أن أهل غزة ما زالوا يرون فيه أملًا كبيرًا، ويثقون أن تركيا، بقيادته، قادرة على أن تكون منارة للحق وصوتًا للإنسانية في وجه آلة الحرب والخراب.




وأمس الأحد، قالت وزارة الصحة في غزة، إن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع أسفرت عن مقتل 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا، جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأفادت الوزارة، في بيان نشرته على تلغرام: "المجاعة تقتل في غزة 86 شخصا، (منهم) 76 طفلا، بسبب الجوع وسوء التغذية".

وأوضحت أن ذلك يعد "مجزرة صامتة" بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ سنوات.

ومنذ 2 مارس/آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.