أثار أداء فرقة "بوب فايلان" في أحد أبرز مهرجانات
الموسيقى في العالم، مهرجان غلاستونبري، جدلاً واسعاً هذا العام بعد هتافات
اعتبرها الكثيرون معادية للسامية. خلال الحفل على مسرح "ويست هولتس"،
قاد المغني باسكال روبنسون-فوستر، المعروف بـ"بوبي فايلان"، الجمهور
بهتافات مثيرة للجدل ضد الجيش الإسرائيلي، مما دفع الحاخام الأكبر في المملكة
المتحدة، إفرائيم ميرفيس، إلى إدانة الأداء ووصفه بأنه "كراهية يهودية
بشعة".
ولم تقتصر الانتقادات على الفرقة فقط، بل شملت هيئة الإذاعة
البريطانية BBC بسبب بثها المباشر للعرض دون إيقاف
فوري، ما أثار موجة من الردود السياسية والاجتماعية حول حدود حرية التعبير ودور
الفن في التعبير السياسي.
فقد أدان الحاخام الأكبر في المملكة
المتحدة، إفرائيم ميرفيس، أداء فرقة "بوب فايلان" خلال مهرجان
غلاستونبري هذا العام، ووصف هتافاتها بأنها "كراهية يهودية بشعة"،
منتقدًا في الوقت ذاته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) على بث العرض دون تدخل فوري.
خلال أدائه على مسرح "ويست هولتس"
يوم السبت، قاد المغني باسكال روبنسون ـ فوستر، المعروف باسمه الفني "بوبي
فايلان"، الجمهور بهتافات مثل: "الموت، الموت للجيش الإسرائيلي (IDF)"، وعبّر عن
امتعاضه من عمله في السابق مع "صهيوني لعين"، على حد وصفه.
الحاخام ميرفيس وصف الحدث بأنه "لحظة
خزي وطني"، وكتب عبر منصة "X" (تويتر سابقًا): "بثّ كراهية يهودية بشعة على الهواء في
غلاستونبري، ورد BBC المتأخر
والمربك، يمثلان تراجعًا خطيرًا في الثقة بقدرة المؤسسة على التعامل مع معاداة
السامية بجدية."
وأضاف أن "التحريض العلني على العنف
والكراهية، حين يُقدَّم على أنه تعليق سياسي جريء، لم يعد فقط يُغض الطرف عنه، بل
يُحتفى به ويُشجَّع عليه"، معتبراً أن "الكراهية السامة لليهود تهديد
لكل المجتمع."
وقد انضم رئيس الوزراء البريطاني كير
ستارمر، والجهات الرقابية مثل Ofcom ووزيرة
الثقافة ليزا ناندي، إلى حملة الانتقادات ضد BBC، مطالبين بتوضيحات عن سبب السماح ببث تلك
المشاهد.
وفي رد فعل سريع، أعلنت الولايات المتحدة
إلغاء تأشيرات دخول أعضاء الفرقة المقررة جولة لهم لاحقاً هذا العام. وقال نائب
وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لاندو: "الأجانب الذين
يمجدون العنف والكراهية غير مرحّب بهم في بلادنا."
من جهتها، اعترفت BBC في بيان لها بخطئها، وقالت:"كان يجب علينا
وقف البث المباشر فورًا، ونأسف لأن ذلك لم يحدث. التعليقات التي أدلى بها بوب
فايلان كانت مهينة ومعادية للسامية، ولا مكان لها على منصاتنا."
الشرطة البريطانية أكدت أنها فتحت تحقيقًا
حول تصريحات أدلى بها كل من "بوب فايلان" وفرقة أخرى تدعى
"نيكاب" خلال المهرجان، وسط تزايد
الجدل حول حدود حرية التعبير والتحريض
في المشهد الثقافي البريطاني.
في المقابل، دافع روبنسون ـ فوستر عن أدائه،
ونشر على إنستغرام قائلاً: "رسالتي كانت
لتحفيز الشباب على رفع أصواتهم من أجل التغيير. يجب أن نُظهر لهم كيف نقف من أجل
ما هو صواب، على المسرح، وفي الشارع، وعلى كل المنصات."
ويتصاعد الغضب الشعبي في
بريطانيا ضد
استمرار الحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي بحق
الفلسطينيين في قطاع
غزة منذ أكتوبر 2023. هذا الغضب يتجلى من خلال المظاهرات الشعبية العارمة،
المؤتمرات الحقوقية، والعرائض السياسية التي تطالب بوقف العنف وإحقاق الحقوق
الفلسطينية.
وفرقة "بوب فايلان" هي ثنائي
بريطاني موسيقي يجمع بين أساليب الراب والبانك، ويشتهر بأدائه الموسيقي الجريء
ورسائله السياسية والاجتماعية الصريحة. يتكون الثنائي من باسكال روبنسون-فوستر،
المعروف باسم "بوبي فايلان"، وشريكه.
تتميز أغانيهم بالتعبير عن الغضب والاحتجاج
على قضايا مثل العنصرية، الظلم الاجتماعي، والفساد السياسي، مما يجعلهم صوتًا
معبرًا عن فئات الشباب المهمشة في بريطانيا. تعرف الفرقة بأسلوبها المباشر والصادم
الذي يثير الجدل في الوسط الفني والسياسي.
ومهرجان غلاستونبري هو أحد أكبر وأشهر
المهرجانات الموسيقية في العالم، يقام سنويًا في مزرعة بيدفوردشاير قرب قرية
غلاستونبري في إنجلترا.
تأسس المهرجان في عام 1970، ويستمر عادة
لعدة أيام، ويجمع آلاف الفنانين والموسيقيين من مختلف الأنماط الموسيقية، بالإضافة
إلى جمهور ضخم يصل إلى مئات الآلاف.
يتميز غلاستونبري بتنوعه الثقافي والفني،
حيث يضم عروض موسيقية، مسرح، كوميديا، وفنون بصرية، ويعتبر منصة مهمة للابتكار
والتعبير الفني والاجتماعي، فضلاً عن كونه حدثًا ثقافيًا واجتماعيًا بارزًا في
بريطانيا.