استضافت نقابة
الخبازين بولاية
ساو باولو البرازيلية ندوة قانونية بعنوان "77 عامًا على
احتلال
فلسطين"، بمشاركة نخبة من الشخصيات الحقوقية والنقابية والأكاديمية من
البرازيل وفلسطين وجنوب أفريقيا.
وجاءت الفعالية بتنظيم
مشترك بين مؤسسة الهوية الإنسانية العالمية والمنتدى اللاتيني الفلسطيني ونقابة
الخبازين في ولاية ساو باولو، بالتعاون مع التحالف القانوني الدولي لأجل فلسطين (ILCP)، في إطار التضامن مع
الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي في الأراضي
المحتلة، خاصة في ظل الجرائم الجارية في قطاع غزة.
افتتحت الندوة
بكلمة من رئيس
نقابة الخبازين في ساو باولو، فرانسيسكو بيريرا، الذي رحب بالحضور
وأكد دعم النقابة التاريخي للقضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مشددًا
على أهمية التضامن البرازيلي مع الشعب الفلسطيني حتى ينال حريته الكاملة وتحرّره
من الاحتلال
وقدّم الأستاذ
الجامعي والخبير الاقتصادي، الدكتور نيلسون أراوجو دي سوزا، قراءة تحليلية للجوانب البنيوية للاستعمار
الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، مؤكدًا على الترابط بين النضال الفلسطيني والنضالات
التحررية في أمريكا اللاتينية.
أما الكلمة
المسجلة التي وجهها من فلسطين نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور حسن
خريشة، فكانت من أبرز محطات اللقاء، حيث وصف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية
موثقة بالصوت والصورة، كما يحدث في الضفة الغربية أيضًا، مُشيرًا إلى صمت المجتمع
الدولي وتواطؤ التحالف الصهيو-أمريكي في سرقة مقدرات العرب وتجاهل القانون الدولي
بشكل سافر.
من جهته، أكد رئيس
مؤسسة الهوية الإنسانية، عبد الباسط جعرور، على أهمية توسيع الفضاء القانوني
الداعم لفلسطين، وبناء جسور مع المؤسسات الدولية والنقابات في أمريكا اللاتينية.
وفي مداخلته، شدد
أحمد هويدي، المدير التنفيذي للمنتدى اللاتيني الفلسطيني، على أن تنظيم هذه الندوة
في البرازيل يعبّر عن حضور صوت العدالة رغم محاولات التعتيم، داعيًا إلى تحويل
التعاطف إلى فعل قانوني وثقافي وسياسي حقيقي.
وشهدت الندوة
أيضًا مشاركة قوية من جنوب أفريقيا، حيث قدّمت المحامية شبنم باليسا محمد، منسقة
التحالف القانوني الدولي لأجل فلسطين (ILCP) في جنوب أفريقيا، كلمة مسجلة سلّطت فيها الضوء على الدعوى المقدمة من
جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية، مؤكدة ضرورة مساءلة
الاحتلال والدول المتواطئة قانونيًا وأخلاقيًا.
كما ألقى عضو
اللجنة التحضيرية لتحالف أسطول الحرية، الناشط البرازيلي ثياغو آفيلا، كلمة ختامية
دعا فيها إلى تعزيز العمل التضامني في الشارع والمؤسسات، وإنهاء التواطؤ الدولي مع
جرائم الاحتلال، مشيرًا إلى تاريخ بداية أسطول الحرية منذ أكثر من 17 عامًا،
ومسلطًا الضوء على النجاحات التي حققتها لمحاولات كسر الحصار عن قطاع غزة.
اختتمت الندوة
برسالة واضحة تؤكد أن العدالة لفلسطين تبدأ بكسر الصمت، وتُبنى على القانون
والضمير الحي، في وقت أصبحت فيه غزة رمزًا لصراع البشرية مع الظلم.
ويأتي هذا
النشاط ضمن سلسلة من المبادرات التي ينفّذها المنتدى اللاتيني الفلسطيني في
البرازيل وأمريكا اللاتينية، والتي تهدف إلى تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية،
والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال العمل الثقافي، القانوني، والإعلامي،
وتوسيع دائرة التضامن مع فلسطين في الأوساط الأكاديمية والنقابية والشعبية على حد سواء.