وصل رئيس مجلس السيادة الانتقالي في
السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح
البرهان، الخميس، إلى العاصمة
المصرية القاهرة في زيارة رسمية تستمر ليوم واحد، يجري خلالها مباحثات مع القيادة المصرية تتناول تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إلى جانب بحث آخر المستجدات السياسية والميدانية في السودان.
وكان في استقبال البرهان بمطار القاهرة الدولي رئيس النظام المصري عبد الفتاح
السيسي، وفق بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي السوداني، في خطوة تعكس متانة العلاقات بين الخرطوم والقاهرة في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها السودان.
مباحثات لتعزيز التعاون الثنائي
وأوضح بيان مجلس السيادة أن الرئيسين سيجريان مباحثات مشتركة تهدف إلى ترقية وتطوير العلاقات الثنائية، وبحث سبل دفع آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين.
ويرافق البرهان في زيارته كل من وكيل وزارة الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد، ومدير جهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل.
من جانبها، أكدت الرئاسة المصرية، في بيان صدر الخميس، أن السيسي سيبحث مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي سبل تسوية الأزمة السودانية، إلى جانب تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن مراسم الاستقبال الرسمية شملت استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين لجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان، أعقبها التقاط صورة تذكارية للرئيسين.
وأضاف أن اللقاء تلاه عقد جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بما يجسد تطلعات الشعبين الشقيقين نحو تحقيق التكامل والتنمية المتبادلة، مشيرا إلى أن الزيارة اختتمت بإقامة مأدبة غداء على شرف رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني.
دعم مصري كامل للسودان
وخلال المباحثات، أكد السيسي دعم مصر الكامل للشعب السوداني في مساعيه لتجاوز المرحلة الدقيقة الراهنة، كما جرى استعراض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار في السودان.
وشدد السيسي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره، مؤكدًا استعداد القاهرة لبذل كل جهد ممكن في هذا الإطار.
اظهار أخبار متعلقة
الأزمة الإنسانية ووقف الجرائم
وأشار المتحدث الرسمي باسم الرئاسة إلى أن الجانبين اتفقا على أهمية تكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني، في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يواجهها نتيجة النزاع المستمر.
كما شدد الطرفان على ضرورة وقف الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوداني، ومحاسبة المسؤولين عنها، في ظل التقارير المتزايدة عن انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
من جانبه، أعرب رئيس مجلس السيادة الانتقالي عن تقديره لمساندة مصر المتواصلة للسودان، ولدورها في دعم الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة الراهنة، معتبرا أن هذا الدعم يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين.
الأوضاع الإقليمية والأمن المائي
وتناول اللقاء كذلك الأوضاع الإقليمية في كل من منطقة حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث جرى التأكيد على تطابق رؤى البلدين بشأن الأولويات المرتبطة بالأمن القومي.
وأكد الجانبان حرصهما على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحماية الأمن المائي، ورفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق، مع التشديد على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي، بما يحقق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض.
زيارة في ظل تصاعد الحرب
وتأتي زيارة البرهان إلى القاهرة في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدا في وتيرة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق، لا سيما في ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، حيث أدت الاشتباكات المستمرة منذ أسابيع إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وتسيطر قوات الدعم السريع، من أصل 18 ولاية سودانية، على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، باستثناء أجزاء من شمال دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
ومنذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، على خلفية خلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن توحيد المؤسسة العسكرية خلال المرحلة الانتقالية، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية، حيث قتل عشرات الآلاف، ونزح نحو 13 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.