أعاد الفيلم
الوثائقي
الجديد "أبي والقذافي" فتح ملف اختفاء السياسي الليبي المعارض البارز منصور
الكيخيا، بعد أن كشف تفاصيل صادمة عن مصيره خلال السنوات التي أعقبت اختفائه في القاهرة
عام 1993، متهما أجهزة استخبارات دولية وليبية بالتلاعب بالقضية وإخفاء الحقيقة عن
عائلته.
واستعرض الفيلم، الذي
عرض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي الدولي، شهادات عائلية وصورًا أرشيفية
لم تنشر من قبل، حيث تحدثت زوجة الكيخيا الفنانة السورية بهاء العمري عن الرسائل المضللة
التي تلقتها بعد عام من اختفاء زوجها، فقد وردتها تقارير من جهات أمريكية تشير إلى
أنه قتل في
ليبيا وأُلقيت جثته في الصحراء، إلا أن تلك الروايات تبيّن لاحقًا أنها
كانت غير دقيقة، تاركة العائلة في حالة من الغموض والارتباك الطويل.
ويذكر أن الكيخيا شغل
سابقًا منصب وزير خارجية ليبيا ورئيس بعثتها لدى الأمم المتحدة، قبل أن ينشق عن نظام
معمر
القذافي ويصبح أحد أبرز وجوه المعارضة الليبية، مؤسسا المنظمة العربية لحقوق الإنسان،
وخلال وجوده في القاهرة لحضور اجتماع المنظمة في ديسمبر 1993، اختفى بعد مغادرته فندقه
متوجهًا للقاء مع مندوب ليبيا لدى جامعة الدول العربية، لتظل مسألة مصيره لغزًا لسنوات
طويلة.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد الفيلم أن مصيره
ظل مجهولًا حتى عام 2012، حين كشفت معلومات بعد سقوط نظام القذافي أنه اختطف في مصر
على يد المخابرات الليبية، ونقل إلى ليبيا حيث تعرض للسجن لسنوات قبل أن يقتل عام
2000، كما تضمن الفيلم ادعاءات بأن جثته لم تدفن، بل بقيت محفوظة داخل وحدة تبريد في
إحدى الفيلات التابعة لأبناء القذافي.
وأبرز الوثائقي رسالة
منسوبة للكيخيا تفيد بأنه تلقى عرضا من أجهزة استخبارات أمريكية لتوفير الحماية والدعم
بعد انضمامه للمعارضة، لكنه رفض العرض، بينما اتهم القذافي لاحقًا واشنطن بالتورط في
عملية اختطافه، مما ألقى بظلال من الشك حول مدى تورط جهات دولية في الحادثة.
وفي تصريحات بعد العرض،
أكدت زوجته وابنته جيهان أن العثور على رفاته بعد سنوات طويلة منح العائلة بعض الارتياح،
وأتاح لهم دفنه وطي صفحة مؤلمة من حياتهم.
وأوضحت مخرجة الفيلم
أن الهدف من العمل لم يكن الدخول في السياسة الليبية، بل تقديم قراءة تاريخية للبلاد
عبر سيرة والدها، مسلطة الضوء على فترة من أصعب الفصول في تاريخ المعارضة الليبية في
عهد القذافي، وما رافقها من مؤامرات وألاعيب استخباراتية.