سياسة عربية

القدس تواجه تصعيدا استيطانيا في ظل مخطط "E1" الإسرائيلي

تصاعد الاستيطان في شرق القدس يهدد التواصل الجغرافي للضفة ويقوض حل الدولتين - جيتي
تصاعد الاستيطان في شرق القدس يهدد التواصل الجغرافي للضفة ويقوض حل الدولتين - جيتي
حذرت منظمة "البيدر" الحقوقية من تصعيد خطير في الاستيطان شرق القدس، ضمن مخطط "E1" الذي يستهدف ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بالمدينة المحتلة، بما يهدد التواصل الجغرافي للضفة الغربية ويحول القدس الشرقية إلى معزولة عن محيطها الفلسطيني.

وقالت المنظمة في بيان صدر السبت، إن مستوطنين بدأوا مؤخرا بإقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة عناتا، قرب تجمعي أبو غالية والعراعرة البدويين، بالتزامن مع تحركات مماثلة في أراضي حزما وجبع شمال شرق القدس، ضمن مشروع استعماري ممنهج يهدف إلى تغيير الجغرافيا الفلسطينية تدريجيا.

وأوضحت المنظمة أن بلدات عناتا وحزما وجبع والتجمعات البدوية المحيطة بها تشكل المعبر الوحيد الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها، ما يجعل الأنشطة الاستيطانية الأخيرة أكثر خطورة، مؤكدة أن تنفيذ مخطط "E1" على نحو 12 كيلومترا مربعا سيؤدي إلى عزل القدس الشرقية وترك التجمعات البدوية محاصرة كجزر منفصلة.

وأضافت "البيدر" أن سكان التجمعات البدوية يعتمدون على الزراعة والرعي، وأن النشاط الاستيطاني المتصاعد يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم، ويستولي على مساحات واسعة بذريعة أراضي الدولة أو مناطق التدريب العسكري، فضلا عن هدم المنازل والمنشآت بحجة البناء غير المرخص، في سياسة ترحيل تدريجي تخالف اتفاقية جنيف الرابعة.

ودعت المنظمة إلى توثيق البؤر الاستيطانية الجديدة، وتفعيل الضغط الدولي لوقف المشروع، وحماية التجمعات البدوية عبر تقديم الدعم القانوني والإنساني، واستنادا إلى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في تموز/يوليو 2024، وفرض عقوبات على الجهات المنفذة للمخطط.

اظهار أخبار متعلقة


ويذكر أن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، قد أعلن في وقت سابق عن موافقته على بناء 3401 وحدة استيطانية جديدة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، و3515 وحدة إضافية في المنطقة المحيطة، مشيرا إلى أن المخطط سيربط المستوطنة بالقدس ويقطع التواصل العربي بين محافظتي رام الله وبيت لحم. 

وأضاف أن الخطوات الاستيطانية تحظى بدعم كامل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعيا إلى إعلان رسمي لتطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن مخطط "E1" هو أخطر المخططات الاستيطانية الإسرائيلية، ويهدف إلى عزل القدس الشرقية وقطع التواصل الجغرافي والسكاني بين التجمعات الفلسطينية، وتقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فضلا عن توسيع حدود القدس الشرقية لصالح المستوطنين، وتهجير السكان الفلسطينيين من التجمعات البدوية في السفوح الشرقية والأغوار، والتي تبلغ مساحتها نحو مليون دونم.

وأشارت الهيئة إلى أن السلطات الإسرائيلية عمدت على مدار السنوات الماضية إلى إيجاد بدائل لنقل البدو إليها، إلا أن عمليات الهدم والاستيلاء على الأراضي مستمرة، بما فيها هدم مدرسة تجمع أبو النوار البدوي ثلاث مرات، ضمن استراتيجية ممنهجة لتفريغ المناطق المستهدفة من الوجود الفلسطيني.
التعليقات (0)