سياسة دولية

أمريكا تصنف 4 جماعات في ألمانيا وإيطاليا واليونان "منظمات إرهابية"

الوسيلة الوحيدة التي يعرّف بها أتباع حركة "أنتيفا" عن انتمائهم هي طريقة لباسهم وأسلوب مشاركتهم في الاحتجاجات- البيت الأبيض
الوسيلة الوحيدة التي يعرّف بها أتباع حركة "أنتيفا" عن انتمائهم هي طريقة لباسهم وأسلوب مشاركتهم في الاحتجاجات- البيت الأبيض
أعلنت الولايات المتحدة تصنيف أربع مجموعات يشتبه في ارتباطها بحركة "أنتيفا" اليسارية كمنظمات إرهابية أجنبية، منها مجموعتان في اليونان وأخرى في ألمانيا وإيطاليا. ويأتي ذلك بعد تصنيف "أنتيفا" محلياً في أيلول/سبتمبر 2023، مع فرض عقوبات تحظر التعامل معها وممتلكاتها داخل أمريكا.


وأعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في بيان، أن أربع مجموعات مقرها أوروبا سيتم تصنيفها كمنظمات إرهابية كجزء من التزامها بمواجهة حركة "أنتيفا"، وهو مصطلح شامل تتبناه الجماعات اليسارية التي تعارض الفاشية، حسبما ذكرت صحيفة "ذا هيل"، مضيفا في بيان: "ستواصل الولايات المتحدة استخدام كل الأدوات المتاحة لحماية أمتنا من هذه الجماعات الإرهابية المناهضة لأميركا، والمناهضة للرأسمالية، والمناهضة للمسيحية".

اظهار أخبار متعلقة


وحددت الإدارة منظمة Antifa Ost التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها، والجبهة الثورية الدولية FAI/FRI التي تتخذ من إيطاليا مقراً لها، ومجموعتين في اليونان، "العدالة البروليتارية المسلحة"، و"الدفاع الذاتي للطبقة الثورية"، باعتبارها مجموعات تم تصنيفها الآن كمنظمات إرهابية أجنبية، ومن المفترض أن تدخل هذه التسميات حيز التنفيذ في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، حيث عرضت وزارة الخارجية الأمريكية أدلتها ضد هذه الجماعات في وثيقة.

"يوصفون بالفاشيين" 
ووصفت الوثيقة جماعة Antifa Ost بأنها شنت بين عامي 2018 و2023 "هجمات عديدة ضد أفراد تعتبرهم فاشيين أو جزءاً من التيار اليميني في ألمانيا"، واتهمتها بتنفيذ سلسلة من الهجمات في بودابست منتصف تشرين الثاني/فبراير 2023، كما أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن المجر صنّفت حركة Antifa Ost منظمة إرهابية في أيلول/ سبتمبر.


وقد صنفت إدارة ترمب FAI/FRI؛ بسبب "مسؤوليتها المزعومة عن التهديدات بالعنف والقنابل والرسائل المفخخة ضد المؤسسات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك محكمة وغيرها من المؤسسات الرأسمالية"، وذكرت إدارة ترمب أن "الجماعة الأناركية المسلحة" تدعي وجود فروع لها في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الجنوبية وآسيا.

"جماعة فوضوية معادية للرأسمالية"
وقالت الوزارة إن "جماعة العدالة البروليتارية المسلحة التي تتخذ من اليونان مقراً لها، هي جماعة فوضوية ومعادية للرأسمالية، حاولت تنفيذ هجمات بالعبوات الناسفة ضد أهداف حكومية يونانية".
وفي 18 ديسمبر 2023، أعلنت منظمة العدالة البروليتارية المسلحة مسؤوليتها عن زرع قنبلة بالقرب من مقر شرطة مكافحة الشغب اليونانية في جودي باليونان.

وأضافت وزارة الخارجية أن "جماعة الدفاع عن النفس الثورية المتمركزة في اليونان، قد أعلنت مسؤوليتها عن هجومين بالعبوات الناسفة استهدفا وزارة العمل اليونانية في 3 تشرين الثاني/فبراير 2024، ومكاتب القطارات اليونانية في 11 نيسان/أبريل"، ونتيجة للعقوبات، يُمنع المواطنون الأميركيون من التعامل مع الجماعات أو الأفراد الخاضعين للعقوبات، كما يتم حظر أي ممتلكات في الولايات المتحدة مملوكة للجماعات أو الأفراد المرتبطين بالجماعات.

سوروس يدعم "أنتيفا"
وأطلق الرئيس ترامب ما وصف بالزلزال السياسي، حيث كشف أن الملياردير  جورج سوروس وريد هوفمان يمولان حركة Antifa والعنف اليساري المنسق الذي يستهدف مباني إدارة الهجرة والجمارك والمباني الفيدرالية، قائلا: "إذا كان هؤلاء الممولين يغذون العنف السياسي في أمريكا، فقد انتهى وقتهم".


"أشباح يصعب ملاحقتهم" 
ما يزيد من صعوبة تنفيذ دونالد ترامب تهديداته، وفق "نيويورك تايمز"، كون "أنتيفا" حركة احتجاجية سرّية وليست "منظمة" بالمفهوم الذي قصده ترامب، وأفادت الصحيفة أنه يستحيل معرفة عدد الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم من أعضاء الحركة، إذ لا تتوفر على مقر، وليس لها قائد. 

الوسيلة الوحيدة التي يعرّف بها أتباع الحركة عن انتمائهم هي طريقة لباسهم وأسلوب مشاركتهم في الاحتجاجات، ووفقاً لمارك بريي، محاضر التاريخ في دارتمث كوليدج ومؤلف كتاب "Antifa: The Anti-Fascist Handbook"، الذي يعتبر أحد المراجع العلمية القليلة حول تاريخ الحركة، فأن أعضاء الحركة يرتدون ملابس سوداء ويضعون الأقنعة على وجوههم."

سياسات ترامب سبب بروزها
وبرزت حركة "أنتفيا"، التي ظهرت أول مرة في القارة الأوروبية قبل عقود، في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، تزامناً مع صعود دونالد ترامب إلى السلطة في 2017، حيث انخرطت منذ ذلك الحين في عدد من الفعاليات الاحتجاجية في مختلف ولايات أمريكا، أولها كان يوم تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة يوم 20 كانون الثاني/يناير 2020، إذ قادت الحركة احتجاجات عنيفة في العاصمة واشنطن، تخللتها أعمال تخريب وتدمير للممتلكات وإشعال للنيران.

اظهار أخبار متعلقة


كما ظهرت الحركة مجدداً في غشت 2017، حين انخرطت في مواجهات عنيفة مع تجمع نظمه القوميون البيض (حركة يمينية) في مدينة "شارلوتسفيل" بولاية فرجينيا، وقام أعضاء الحركة بإغلاق منافذ حديقة "إيمانسيبيشن"، لمنع اليمينيين من دخول الحديقة، حيث كانوا ينوون التظاهر، وهو ما أسفر عن اشتباكات عنيفة، حيث أقدم بعض أعضاء "أنتيفا" على رش مواد كيميائية على خصومهم، وفقاً لمجلة "ذا نيويوركر".

تاريخ ميلاد الحركة
ووفقاً لكتاب "أنتيفا: دليل مناهضة الفاشية-Antifa: The Anti-Fascist Handbook"، تأسست الحركة بشكل عفوي بعد معركة "كايبل سترييت" الشهيرة في بريطانيا يوم 4 أكتوبر 1939، ونشبت المعركة بعد وقوف عشرات الآلاف من المحتجين الاشتراكيين وعمال الموانئ الإيرلنديين والشيوعيين والأرناكيين متحدين للدفاع عن شرق لندن، التي كان ينوي السيطرة عليها أوزوالد موزلي، مؤسس اتحاد الفاشيين البريطاني، الذي كان يقود ميليشيا فاشية تابعة للحزب تُدعى "القمصان السود".

التعليقات (0)