يواصل جيش
الاحتلال تحقيقاته العسكرية الخاصة بفشل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وآخرها ما قدّمه قائده آيال زامير من نتائج تحقيق لجنة "ترجمان" لهيئة الأركان العامة، حيث صُنِفت خمس إخفاقات أساسية بأنها "حمراء"، وتنطوي على مشاكل ومعضلات، وقد حرصت اللجنة على عدم التطرق لمفهوم "الاحتواء السياسي، والإخفاقات المُحددة، والمواجهة بين الجنرالات".
وقال المراسل العسكري لصحيفة "
يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون، أن "خمس تحقيقات أساسية من أصل 25 تحقيقًا أجراها الجيش وُصفت بأنها حمراء، لفحص إخفاقاته في غزوة حماس صباح السابع من أكتوبر، والإغفالات الخطيرة التي أدت إليه، كما صاغته اللجنة التي يرأسها اللواء احتياط سامي ترجمان، وقد استمر النقاش لساعات، واتسم بتبادل حاد للآراء، وانتقادات متبادلة، وكان من بين المشاركين جنرالات قادوا القتال في غزة منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرب في النقب الغربي".
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف زيتون في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "خلال النقاش، أعرب زامير عن اعتقاده بضرورة تشكيل لجنة تحقيق خارجية، منهجية، متعددة التخصصات، ومتكاملة، وللمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، لم يذكر مصطلح "على مستوى الدولة"، لأنه حتى قبل بضعة أشهر، دعا، على غرار سلفه هآرتسي هاليفي، لتشكيل لجنة تحقيق على مستوى الدولة، تُنشأ بموجب قانون، ويُعيّن رئيس المحكمة العليا أعضاؤها، ولها صلاحية تقديم استنتاجات شخصية، مثل إقالة جميع المسؤولين، حسبما تراه مناسبًا".
وأوضح أنه "بالتزامن مع هذا التطور، فقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من على منصة الكنيست، أنه لا ينوي تشكيل لجنة تحقيق على مستوى الدولة "يعارضها نصف الشعب"، رغم مرور أكثر من عامين على السابع من أكتوبر، والالتماسات المقدمة للمحكمة العليا التي تحث الحكومة بشكل دوري على القيام بذلك، والمطالبات الملحة من عائلات القتلى والمختطفين".
وكشف أن "لجنة ترجمان، التي تعمل منذ نيسان/ أبريل الماضي، تضم ثلاثة جنرالات متقاعدين، وعمداء وعقداء سابقين، وآخرين، وأوضح الجيش أن زامير وآخرين في الجيش شعروا بتقويض الثقة بتحقيقاته، منذ أن قرر هاليفي إجراؤها بأمر في آذار/ مارس 2024، ولكن ليس من المعتاد في الجيش مراجعة التحقيقات، فهي بمثابة الأوكسجين للجيش، وقد تقرر النظر في التحقيقات التي نظرت في المظاهرات العنيفة على السياج الحدودي مع غزة عام 2018".
وأضاف أن "اللجنة لم تتناول أيًا من تحقيقات القتال الـ44 تقريبًا طوال فترة الهجوم في يوم السبت، لكنها ركزت على التحقيقات الموضوعية الأساسية، مثل إخفاقات الاستخبارات، والمفهوم الذي أدى للسابع من أكتوبر، الليلة التي سبقت الحرب، وأداء القيادة الجنوبية، بجانب لواء العمليات، وتحقيقات القتال، كالتي حدثت في مواقع "نحال عوز، وكيبوتسات بئيري، ونير عوز، وحفلة نوفا، وأظهرت التحقيقات الثقافات التنظيمية المكسورة للجيش على مدار السنوات التي سبقت الحرب، وضعف كفاءة القوات البرية التي ترسخت، وأوجه القصور بين الجيش والشرطة".
اظهار أخبار متعلقة
وأوضح أن "تحقيقات هيئة الأركان الـ25 تحقيقًا، كشفت عن العثور على مشاكل ونواقص، بما فيها تحقيقات سلاح الجو، وشعبة التكنولوجيا واللوجستيات، واستخبارات القيادة الجنوبية، ومفهوم الدفاع تجاه غزة، والعائق على الحدود، والدفاع المكاني في قيادة الجبهة الداخلية، ونظام بناء القوات تجاه حماس، بجانب التحقيقات المتعلقة بالمفهوم العملياتي، والتخطيط، والدفاع المكاني للقيادة الجنوبية، وجمع المعلومات القتالية، وتهديد طائرات حماس المسيرة، والطائرات بدون طيار، والمظلات القريبة من الأرض، ولواء البحث، ووحدة جمع المعلومات الاستخبارية 8200، والتكامل بينها جميعاً".
وأكد أن "إخفاقات خطة القيادة الجنوبية لا تتعلق فقط بالفشل في مواجهة غزوة حماس، بل بخطط استجابتها، لأن الخطط العملياتية المُعدّة لحالة طوارئ لم تكن قريبة حتى من توفير استجابة لغزو مفاجئ وواسع النطاق من قِبل حماس، وتضمنت القصف الفوري لمقار حماس، والعديد من الأنفاق الكبيرة القريبة، لكنها لم تشمل هجمات على الحدود لسد الفجوات والغزوات أو هجمات دعم واسعة النطاق للقوات العاملة بين المقاومين والجنود والمدنيين داخل المستوطنات".
وأشار إلى أنه "فيما يتعلق بسلاح الجو، فقد كشف التحقيق أنه لم يكن جاهزا، حيث انتقدته اللجنة عدم استعداده الكافي حتى للتهديد الأرضي القريب، مثل الاستخدام المكثف للعدو للطائرات المسيرة والطائرات بدون طيار والمظلات الطائرة التي غزت بها حماس، ودمرت أجزاءً حيوية من أجهزة المراقبة، وجمع المعلومات التابعة للجيش على الحدود".
وتوصلت اللجنة إلى "ستة عوامل أدت لفشل التصدي لهجوم السابع من أكتوبر، أولها الفشل الإدراكي بين الواقع الاستراتيجي والعملياتي، خاصة فيما يتعلق بقطاع غزة وحماس، وثانيها فشل استخباراتي في فهم الواقع، والتهديد، وعدم تقديم المعلومات، وثالثها عدم الانخراط في التصدي لبرنامج الهجوم على غلاف غزة، ورابعها ثقافة تنظيمية وعملياتية تتسم بأنماط ومعايير ضعيفة ترسخت على مر السنين، وخامسها فجوة جوهرية ومستمرة، على جميع مستويات القيادة والعناصر المهنية، بين التهديد المُتصور والاستجابة العملياتية، وسادسها أن عملية صنع القرار واستخدام القوة، اتسمت بالخلل ليلة السابع من أكتوبر".