تفاعل الموريتانيون بشكل واسع مع الذكرى الثانية لعملية
طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وسط دعوات لتكثيف الدعم لغزة والمقاومة الفلسطينية.
وخرجت الثلاثاء مسيرات في العديد من المدن الموريتانية بما فيها العاصمة نواكشوط، والعاصمة الاقتصادية نواذيبو، تزامنا مع الذكرى الثانية لمعركة "طوفان الأقصى" الفلسطينية ضد الاحتلال في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وعبر المشاركون في هذه المسيرات عن دعمهم لغزة وللمقاومة، وعزمهم الاستمرار في التظاهر حتى تتوقف حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
ودعا المشاركون الشعوب العربية والإسلامية إلى "الاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم لغزة، بما في ذلك تنظيم قوافل كسر الحصار وحملات التبرع لصالح سكان القطاع" المحاصر منذ أكثر من 18 عاما.
اظهار أخبار متعلقة
مهرجان حاشد
وضمن فعاليات الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى، نظمت العديد من النقابات والهيئات الموريتانية مهرجانا حاشدا بقصر المؤتمرات في نواكشوط.
وشارك في المهرجان رؤساء أحزاب سياسية ونواب في البرلمان، ونشطاء وحشد من سكان العاصمة نواكشوط. كما شارك في المهرجان أعضاء الوفد الموريتاني الذي كان ضمن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة
ورفع المشاركون في المهرجان صور الأعلام الفلسطينية وشعارات حركة حماس وهتفوا دعما لغزة وللمقاومة الفلسطينية.
وأكد المتدخلون خلال المهرجان أن طوفان الأقصى "أعاد تشكيل الوعي العام للأمة بل وللعالم، والإنسانية اليوم تمور بتحولات كبيرة" فيما نظمت هذه الفعاليات تحت عنوان: "غزة عامان من الصمود"
وفي كلمة خلال المهرجان قال رئيس المنتدى الإسلامي الموريتاني محفوظ ولد الوالد: "إنّنا نعيش في الذكرى الثانية لمعركة الطوفان عامان من الصبر والمصابرة، والجهاد والاستشهاد، والبطولات، والفداء، والبذل، والعطاء، والحصار والدمار، والدماء، والأشلاء، وغزة شامخة الرأس، راسخة القدم، لم تلن ولن تلن، ولم تُعطِ الدنية في دينها".
وذكر ولد الوالد أن ذكرى المعركة مناسبة تستحق وقفات، ليس عما قُدم لها سابقًا، وإنما عمّا يجب أن يُقدم لها، واصفًا الطوفان بأنه جاء في وقت استثنائي، لإنقاذ قضية استثنائية.
بدوره قال الأمين العام لجمعية المستقبل، شيخنا ولد سيد الحاج، إن المقاومة أبدعت في ميدان القتال، وكذا قاعات النزال السياسي، وفي مجالات الإعلام، والعمل المجتمعي.
ممثل حركة حماس في
موريتانيا، محمد أبو صقر، رأى أن المعركة نسفت وهشّمت الطاغوت والوهم، الذي وصفه بأنه في الحقيقة أوهن من بيت العنكبوت، قائلًا إن الأمة لو اجتمعت وتوحدت، لما بقي للكيان أي أثر ووجود وأننا سنصلي في المسجد الأقصى دون تراخيص، ودون إخوان القردة والخنازير.
وأضاف أبو صقر أنّ الطوفان حرر الجميع من العبودية، والانكسار، والتبعية، والتطبيع، وأنه أعاد الوعي الصحيح، لأن القدس قبلة المسلمين الأولى، وأصبحت اليوم قبلة الأحرار الأولى والأخيرة.
اظهار أخبار متعلقة
تضامن بمؤسسات التعليم
وفي مؤسسات التعليم حرص العديد من المعلمين على التعبير عن تضامنهم مع غزة والمقاومة الفلسطينية في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، من خلال تخصيص الحصص الدراسية أمس للتعريف بطوفان الأقصى.
كما حرص المعلمون على تقديم دروس مختصرة للتلاميذ داخل العديد من الحجرات المدرسية، تتحدث عن القضية الفلسطينية وطوفان الأقصى,
وقام بعض المدرسين بتثبيت تاريخ السابع من أكتوبر بداية طوفان الأقصى في كل دروسهم، وبلون مختلف، إلى جانب تاريخ يوم الدرس.
تبرعات في ذكرى الطوفان
وضمن الفعاليات الواسعة في الذكرى الثانية لطوفان الأقصى، سلم المنتدى الإسلامي الموريتاني، تبرعات مالية بلغت مليار أوقية موريتانية، لممثل حركة المقاومة الإسلامية في موريتانيا محمد صبحي أبو صقر.
وتولى تسليم الشيك لأبي صقر رئيس المنتدى الشيخ محفوظ ولد الوالد بحضور عدد من قيادات المنتدى.
وشكر المنتدى بالمناسبة الشعب الموريتاني الكريم على بذله وعطائه، وهنأه بمناسبة وصول تبرعاته لسكان غزة، كما دعاه للمزيد من التبرع، والمساهمة في دعم صمود سكان القطاع المحاصر.
الموريتانيون يصدحون شعرا
وضمن فعاليات الذكرى الثانية لطوفان الأقصى نسج عدد من الشعراء قصائد ومقاطع شعرية، دعما لعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس.
وفي هذا السياق نشرت الصحفية أمامة أحمد قصيدة لوالدتها قال فيها:
لا تسالم ولا تسلم سلاحك
إن تسلم تكن أضعت كفاحك
كيف تلقي السلاح والأرض تغلي
كالبراكين وهي تشكو جراحك
كل شبر منها به غليان
ورياح هبت تحاكي رياحك
قد تداعوا من كل بر وبحر
بالأساطيل ينشدون بطاحك
من بقاع الدنا بروح إخاء
يجلبون الحياة راموا ارتياحك
كيف تنهي كفاح سبعين عاماً
مسرح الحرب كلها كان ساحك
كيف تنهي الكفاح من غير نصر
تتراءى العيون فيه نجاحك
كيف تهدي عدوك سلماً
وسلاحاً به يريد اجتياحك
وهو في عزلة وذل وعار
ليس ينوي بالمكر إلا اكتساحك
أتراهم يغادرون اختياراً
دون قهر وأنت تلقي رماحك ؟
أتراهم وأنت أعزل فيها
بأمان سيطلقون سراحك ؟
لا تسالم ولا تساوم وقاوم
فسراياهم لا تساوي جناحك
دعم مستمر
وأظهرت الفعاليات المحلية بموريتانيا، المساندة لقطاع غزة في مواجهة العدوان الذي يتعرض له، إجماع الموريتانيين رسميًا وشعبيًا على دعم القضية الفلسطينية. ومنذ بدء العدوان على غزة، تنوعت مظاهر التضامن الموريتاني مع سكان القطاع، وقد شملت المظاهرات والاحتجاجات، وحملات التبرع والأمسيات التضامنية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات وأشكال التضامن الأخرى.
وتمكنت مجموعة من القبائل الموريتانية من جمع تبرعات وصلت أكثر من 16 مليون دولار، في مبادرة فريدة من نوعها في العالم العربي. وتنظم مختلف الأحزاب السياسية الموريتانية من حين لآخر، فعاليات متضامنة مع غزة، ويشارك قادتها أيضا في المسيرات والاحتجاجات الرافضة لحرب الإبادة الجماعية التي تشنّها دولة الاحتلال الإسرائيلي على كامل القطاع المحاصر.
وعلى الصعيد الرسمي، يؤكد العديد من المسؤولين الموريتانيين من حين لآخر أن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي هو: جرائم إبادة. ويستمر الاحتلال "الإسرائيلي" في حرب التجويع والإبادة التي يرتكبها في غزة، حيث بات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.