تعيش
موريتانيا
وبلدان غرب أفريقيا حالة من الترقب والقلق خشية انتشار وباء حمى "الوادي
المتصدع" وجدري القرود خاصة بعد الإعلان عن وفاة ثلاثة أشخاص في موريتانيا جراء
إصابتهم بالوباء، وكذلك إعلان السلطات
السنغالية رسميا، أن البلاد تواجه "وباءين
متزامنين" هما
جدري القرود وحمى
الوادي المتصدع.
وأكدت السلطات السنغالية
تسجيل 28 إصابة "بحمى الوادي المتصدع" في مدينة سان لوي، توفي منهم 8 أشخاص،
وتم تحديد 90 شخصا تظهر عليهم الأعراض تطورت الإصابة لدى 4 منهم، بينما أوضحت وزارة
الصحة السنغالية أن جدري القرود لم يتسبب في وفيات بالبلاد منذ تأكيد أول إصابة به
في الـ22 من أب / أغسطس الماضي.
استنفار للتصدي للوباءين
وأعلنت السلطات السنغالية
أنها اتخذت جملة من الإجراءات للتصدي للوباءين بينها تعزيز أجهزة المراقبة الوبائية،
وتكثيف التواصل الموجه للسكان، وتعزيز مشاركة المجتمع في الاستجابة.
وخلال زيارته لمدينة
سانلوي - حيث سجلت حالات الوفاة- وصف وزير الصحة السنغالي، إبراهيما سي، الوضع بأنه
حرج.
وأضاف "هذه هي
المرة الأولى التي يسجل فيها هذا العدد الكبير من الوفيات، خلال أسبوع واحد جميع المناطق
تقريبا تأثرت"، داعيا إلى تعبئة جماعية لمكافحة هذا المرض، الذي يتميز بخصوصية
انتشاره عبر تجول الحيوانات في المناطق الرعوية.
اظهار أخبار متعلقة
جدري القرود يستمر
في التفشي
وبجانب خطتها للتصدي
لحمى "الوادي المتصدع" أكدت السلطات السنغالية مواصلتها العمل من أجل منع
انتشار مرض جدري القرود الذي سجلت أو حالة منه في السنغال في 22 أب / أغسطس الماضي.
وخلال الأشهر الأخيرة
اتسع نطاق تفشي جدري القرود في القارة الأفريقية، حيث أعلنت أكثر من 11 دولة تسجيل
إصابات مؤكدة بالمرض، فيما تستنفر الحكومات الأفريقية جهودها للتصدي للمرض.
وأعلنت كل من الكونغو
الديمقراطية، والكاميرون، والغابون، وغينيا، ونيجيريا، ورواندا، وأوغندا، وبوروندي،
وغانا، ووسط أفريقيا، والسنغال، تسجيل إصابات بالمرض.
وحذرت منظمة الصحة
العالمية قبل أشهر من تفشي جدري القرود في دول أفريقية، وأعلنت تشكيل لجنة طوارئ لمتابعة
تطورات انتشار المرض في الكونغو الديمقراطية بشكل خاص واحتمال تفشيه في عموم القارة
السمراء.
وكانت بؤرة انتشار
المرض من الكونغو الديمقراطية العام الماضي، حيث تأكدت إصابة 27 ألف شخص، توفي منهم
أكثر من 1100، معظمهم من الأطفال.
ما هو جدري القردة؟
جدري القرود مرض فيروسي
نادر وحيواني المنشأ، ينتقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان، وتماثل أعراض إصابته للإنسان
تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بالجدري، ولكنه أقل شدة.
ومع أن الجدري كان
قد استؤصل في عام 1980، فإن جدري القرود لا يزال يظهر بشكل متفرق في بعض أجزاء أفريقيا،
وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقول منظمة الصحة؛
إنها وثقت في أفريقيا حالات عدوى نجمت عن مناولة القرود أو الجرذان الغامبية الضخمة
أو السناجب المصابة بعدوى المرض، علما بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس، وفق
المنظمة.
وحسب الصحة العالمية،
تتراوح فترة حضانة جدري القرود (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بالعدوى ومرحلة
ظهور الأعراض) بين 6 أيام و16 يوما، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما.
ووفق منظمة الصحة العالمية
فإن أعراض الإصابة بجدري القردة، تشمل الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على
الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
وتقول المنظمة، إنه
إذا تم رصد الأعراض والتشخيص، يُطلب من المصاب عزل نفسه في المنزل، حتى يختفي الطفح
الجلدي، وتتساقط القشور، وتتكون طبقة جديدة من الجلد، ويستغرق هذا عادة حوالي 2-4 أسابيع.
اظهار أخبار متعلقة
وتعتبر الحالات المؤكدة
جزءا فقط من الحالات المشتبه فيها، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، إذ إن عددا كبيرا من
حالات جدري القرود المشتبه فيها لا يتم اختبارها وبالتالي لا يتم تأكيدها في دول مثل
جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب محدودية القدرة على التشخيص.
وحسب منظمة الصحة العالمية
فإن التفشي المستمر للمرض يرجع إلى عدة أنواع من الفيروس، بما في ذلك المتغير
"كلاد إل بي"، الذي ينتشر بشكل رئيسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول
المجاورة لها.
تأهب بموريتانيا عقب
وفيات بـ"الوادي المتصدع"
وفي موريتانيا بدأت
السلطات التأهب من أجل التصدي لـ"حمى الوادي المتصدع" النزيفية، وذلك بعد
وفاة ثلاث أشخاص خلال يومين جراء إصابتهم بالمرض.
وقالت وزارة الصحة
الموريتانية في بيان، إنها سجلت ثلاث إصابات بحمى الوادي المتصدع في مدن "روصو"
و "ألاك" و "كيفه" مؤكدة وفاة المصابين الثلاثة.
وقالت الوزارة إن السلطات
الموريتانية بادرت إلى تفعيل خطة الاستجابة الوبائية بشكل فوري، حيث تم إنشاء لجنة
وطنية للأزمات تعمل بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار هذا المرض.
وأشارت إلى أنه تم
تعزيز نظام المراقبة الوبائية في جميع أنحاء التراب الوطني، كما تم إبلاغ وتجهيز كافة
المنشآت الصحية للتكفل المبكر بالحالات المشتبه بها. وتوجد فرق تدخل سريع في المناطق
المتأثرة.
وشددت الوزارة على
أن الوضعية تحت السيطرة وتخضع لمتابعة دقيقة، والمرافق الصحية في حالة استنفار كامل
وتتوفر على الوسائل اللازمة.
ووجهت الحكومة نداء
إلى جميع المواطنين من أجل التحلي بالمسؤولية عبر الالتزام بالإجراءات الوقائية وتجنب
نشر الشائعات غير المؤسسة، مؤكدة أنه سيتم نشر المستجدات حصراً عبر القنوات الرسمية
لوزارة الصحة.
اظهار أخبار متعلقة
وعرفت موريتانيا حمى
"الوادي المتصدع" منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث ظهرت في البلاد سنوات
1998 - 2010 – 2012 – 2016 - 2018 و2020. وكان آخر ظهور للمرض في البلاد سنة 2022 حيث
تسبب حينها في وفاة 23 شخصا.
ولفتت وزارة الصحة
الموريتانية إلى أن انتقال المرض من إنسان إلى آخر لم يثبت علمياً، مضيفة أن التحقيقات
الوبائية الجارية تظهر أن الحالات المسجلة مرتبطة بالاحتكاك المباشر مع حيوانات مصابة
أو بمنتجاتها.
ما هي حمى الوادي المتصدع؟
حمى الوادي المتصدع
مرض وبائي من منظومة فيروسية تسمى الحمى النزفية، وينتقل فيروس المرض إلى البشر عن
طريق الحيوانات أو البعوض، بينما ينتقل المرض من مصاب إلى شخص آخر نتيجة الاتصال المباشر
بدم الشخص المصاب أو إفرازاته.
وينتشر الفيروس في
دول بإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ودول البلقان، ولا يتوفر لقاح ضده للإنسان أو الحيوان.
طرق الوقاية
وللوقاية من المرض
تنصح منظمة الصحة العالمية بارتداء القفازات ووسائل الوقاية عند التعامل مع الحيوانات
المريضة، وتجنب ملامسة دم أو سوائل الحيوانات، وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.
كما تتضمن إجراءات
الوقاية أيضا طهي اللحوم جيداً قبل استهلاكها، وغلي الحليب قبل شربه، واستخدام الناموسيات
والمبيدات الطاردة خاصة عند المساء.