أكدت صحيفة "
التايمز" البريطانية أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، للسلام تعيد إلى الواجهة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق
توني بلير، مشيرة إلى أن عودته تحمل الكثير من المخاطر.
وقالت الصحيفة في تقرير لها "لقد طال انتظار العودة"، حيث مرّ ما يقرب من عقدين منذ تعيين
بلير مبعوثا للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، بدعم من القوى الغربية، بعد فترة وجيزة من تنحيه عن رئاسة الوزراء.
وأضافت "كانت مهمته محاولة تقريب المنطقة من حل الدولتين من خلال مساعدة السلطة الفلسطينية على بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية اللازمة لإدارة دولة مستقلة كجزء من عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية آنذاك. ومع ذلك، بحلول عام 2015، باءت هذه المبادرة بالفشل، واستقال بلير بينما بدأت حكومة إسرائيلية جديدة بقيادة بنيامين نتنياهو تحركها نحو إحباط خارطة الطريق للسلام، المدعومة دوليا منذ فترة طويلة".
اظهار أخبار متعلقة
واعتبرت أنه "منذ ذلك الحين، كافح بلير لإيجاد تعريف وهدفٍ له على الساحة العالمية، لكنه حافظ على علاقات وثيقة جدا مع اللاعبين بالمنطقة، وفي عام 2016، أسس معهد توني بلير للتغيير العالمي، وهي منظمة غير ربحية وبحثية تركز بشكلٍ كبير على المملكة المتحدة، ومركزا للاستشارات السياسية يُوصف بأنه "على غرار ماكينزي"، شركة الإستشارات الأمريكية المعروفة".
وأثار المعهد جدلا واسعا، إذ عمل لصالح البحرين والإمارات والسعودية، حتى بعد مقتل جمال خاشقجي، الصحفي الذي كان ينتقد النظام السعودي عام 2018.
ومع ذلك، فقد أعادت هذه الاتصالات بلير إلى الواجهة من عزلته، وينظر إليه على نحو مهم كشخصية "جديرة بالثقة" من قِبَل إدارة ترامب، بعد أن أصبح مقربا من صهر الرئيس ترامب، جاريد كوشنر والسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى الوسطاء الأثرياء في الخليج الذين سيكونون حاسمين في تمويل إعادة إعمار
غزة.
اظهار أخبار متعلقة
وقبل إعلان أمس الاثنين، كان بلير يعمل جاهدا لأشهر على خطة سلام وإعادة إعمار غزة، قدمها إلى ترامب خلال الصيف، والتي أقرّها الرئيس الآن. كما تحظى هذه الخطة بدعم قادة الخليج و"إسرائيل"، في خطوة تهدف إلى عزل حركة حماس وتوفير سبيل للمضي قدما في إعادة إعمار غزة.
وتعلق الصحيفة على إن انخراط بلير، إن أُتيحت الفرصة، ينطوي على مخاطر كبيرة. فسيرتبط فعليا بترامب، الذي يصعب التنبؤ بتصرفاته، وسبق أن دعت إدارة ترامب إلى نقل سكان غزة بالكامل، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، وإعادة تطوير غزة لتصبح "ريفييرا" مملوكة للولايات المتحدة. ويبدو أن هذه الخطة قد ولت الآن، لكنها تشير إلى المدى الذي يمكن أن يصل إليه الرئيس.