قضت محكمة أمريكية برفض
دعوى قضائية رفعها عشرات الإسرائيليين ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل
اللاجئين الفلسطينيين (
الأونروا).
واتهم الإسرائيليين في هذه الدعوة الأونروا بتحويل
أموال ساعدت حركة المقاومة الإسلامية (
حماس) في تنفيذ عملية طوفان الأقصى.
وكانت وزارة العدل
الأمريكية، قد قالت في رسالة قدمتها للمحكمة الاتحادية في نيويورك في شهر نيسان/أبريل الماضي، إن
"الأونروا" لم تعد تتمتع بالحصانة القضائية التي كانت تحميها سابقا.
القاضية الفيدرالية أناليسا توريس في مانهاتن أكدت أن
الأونروا تتمتع بحصانة مطلقة من الملاحقات القضائية، كونها وكالة تابعة للأمم المتحدة،
التي تتمتع مؤسساتها بحصانة قانونية بموجب المعاهدات الدولية، رافضة الادعاء القائل
إن الأونروا مجرّد “وكالة متخصصة” لا ينطبق عليها هذا الامتياز.
اظهار أخبار متعلقة
قرار مهم
المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، اعتبر أن "قرار
المحكمة الأمريكية مهم جدا، خاصة بعد الحملة الكبيرة والظالمة التي تعرضت لها
الأونروا ومحاولة افقادها الشرعية، سواء الشرعية السياسية أو الشرعية
القانونية".
ويرى أبو حسنة "أن هذا القرار شهادة أيضا من
القضاء الأمريكي بأن هذه المنظمة هي جزء أصيل من
منظومة الأمم المتحدة، وأن - كل الادعاءات ضد الأونروا بأن لها علاقة بما يسمى
بالإرهاب أو لها علاقة بقتل إسرائيليين – غير صحيحة على الإطلاق".
وتابع أبو حسنة في حديث خاص لـ"عربي21"،
"كل لجان التحقيق التي شُكلت – هناك لجنتان شُكلت من وزيرة
الخارجية الفرنسية السابقة كاترين كولون ومن مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم
المتحدة - لم تثبت على الاطلاق أن الأونروا لها أي علاقة بكل هذه
الادعاءات".
تقوية الأونروا
وحول أهمية هذا القرار القضائي للمنظمة الأممية،
قال أبو حسنة، "هو يصب في مسار تقوية الأونروا وأنها منظمة أممية تتمتع
بالحصانة الأممية وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية، نعم هناك مجال لرفع
قضايا ضد أي أحد في أمريكا، ولكن هذا القرار هو قرار مهم ونعتقد بأن القضية كانت
جزء من الحملة ضد الأونروا".
وتابع، "وهذا القرار أيضا يصب في صالح
الشفافية والاستقلالية والحيادية التي تتمتع بها الأونروا، والتي مارست من خلالها
عملها حسب التفويض الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1949 حتى
الآن".
دعم عربي ضعيف!
وحول الدعم المالي الذي تقدمه الدول سواء الغربية
أو العربية، قال أبو حسنة، "تقوم كل الدول بدعم الأونروا بالذات دول الاتحاد
الأوروبي، ما عدا الإدارة الأمريكية الحالية إدارة الرئيس ترامب، وأيضا دولة
السويد والتي نتمنى عودة دعمها، لكن لا نُعلق آمال كبيرة على عودة الدعم
الأمريكي".
وأكد أن "الأونروا تُعاني من عجز مالي بحوالي
200 مليون دولار حتى نهاية هذا العام، وهذا يُهدد عملياتها ليس فقط في الضفة وغزة
والقدس ولكن في سوريا ولبنان والأردن أيضا، حيث يستفيد 6 ملايين لاجئ فلسطيني من
خدماتها".
وأما بالنسبة للدعم العربي، فإنه كان وفقا لأبو حسنة في عام
2024 190 مليون دولار، لكنه للأسف الشديد في هذا العام كان 14 مليون دولار فقط، لذا
نحن نُطالب بزيادة الدعم للأونروا وأن تتقدم الدول العربية لمنع انهيار الوكالة، لأن
الأوضاع المالية أصبحت خطيرة جدا".
اظهار أخبار متعلقة
خطط ما بعد وقف إطلاق النار
وكما ساد تفاؤل حذر لدى سكان قطاع
غزة بوقف الحرب نهائيا
بعد رد حماس على خطة ترامب والذي اعتبرته إدارة الأخير إيجابي، أيضا ساد تفاؤل
بعودة عمل الوكالة الأممية بقوة كما كان قبل الحرب.
حيث عانت الأونروا خلال حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية
على قطاع غزة من تضييق
الاحتلال عليها وعلى عملها وعلى موظفيها، وعلى الرغم من استمرار
عملها خلال الحرب إلا أن المنظمة كانت تُعاني نقص شديد في الإمدادات خاصة في ظل منع
الاحتلال دخول الشاحنات إلى القطاع.
وجاء هذا التضييق بعد اتهام الاحتلال للمنظمة الأممية
بأنها تدعم حركة حماس، كما اتهم بعض موظفيها بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى،
وخلال الحرب أوقف عملها في القدس، وضيق عليها في قطاع غزة.
لكن مع عودة الحديث عن عودة مفاوضات وقف لإطلاق النار
والأمل بعودة خدمات الأونروا لسابق عهدها، تثار تساؤلات عن خطط المنظمة لذلك؟
المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين (الأونروا)، عدنان أبو حسنة، قال، "لدينا 12000 موظف في قطاع غزة،
وتقريبا الأونروا هي الجسم الوحيد الذي بقي متماسكا في قطاع غزة".
وأكد أن "للأونروا خطط جاهزة للتعامل مع
عملية التعليم، حيث هناك 660,000 طالب في قطاع غزة يعيشون بين الركام الآن، وهناك
خطط جاهزة للعودة التدريجية للتعليم، وأخرى لاستئناف الخدمات الطبية التي تقدمها
المنظمة".
ولفت أبو حسنة
إلى أن الأونروا قدمت منذ السابع من أكتوبر حتى الآن 10 ملايين زيارة طبية إلى
عيادات الأونروا، وأنها مستمرة في عمليات جمع النفايات الصلبة، وأن هناك ستة
عيادات مركزية لازالت تعمل و35 نقطة طبية متحركة".
وتابع، "أيضا لدينا خطة لإعادة تأهيل كل
عياداتنا المركزية الكبرى، حيث لدينا 22 عيادة مركزية، أيضا مراكز توزيع الخدمات،
كما أن خططنا جاهزة ومئات المهندسين وآلاف العاملين والمعلمين أيضا جاهزون
لاستئناف العمليات التعليمية والصحية والخدماتية وأيضا توزيع المواد
الغذائية".
وأشار أبو حسنة إلى أن "الأونروا لديها 6000
شاحنة متواجدة على أبواب قطاع غزة تكفي مواطنيه لمدة ثلاث شهور، لكن يجب أن تسمح
إسرائيل بإدخال هذه الشاحنات والسماح بإدخال الموظفين الدوليين التابعين للوكالة
إلى القطاع".
وأكد أن "عمليات الأونروا الصحية مستمرة ولم
تتوقف حتى الآن، هناك نقص في الأدوية صحيح كما نقص في كل المجالات بالنسبة لقطاع
غزة، ونحن نأمل أن يتم إدخال الشاحنات".
وحول تأثير عدم السماح بدخول الشاحنات على عمل الوكالة
الأممية وما البديل، قال أبو حسنة، "لن يكون هناك بديل، ولن يستطيع أحد الاستغناء
عن الأونروا، فهي الجسم الوحيد المتماسك في غزة ولديها خبرات هائلة في كل المجالات،
ونأمل بعد وقف إطلاق النار أن يُسمح لها بالعمل بحرية".