مقابلات

برلمانية إيطالية لـ"عربي21": إسرائيل أسوأ حكومة إرهابية في التاريخ ويجب عزلها فورا

الاحتلال هاجم أسطول الصمود عدة مرات- إكس
الاحتلال هاجم أسطول الصمود عدة مرات- إكس
قالت النائبة في البرلمان الإيطالي، ستيفانيا أسكاري، إن "إسرائيل تمثل أسوأ حكومة إرهابية في التاريخ الحديث، وقد تجاوزت اليوم كل الحدود"، مُشددة على أنه "لا يجب أن تكون هناك أي علاقة مع حكومة ترتكب إبادة جماعية ووحشية، ويجب بالتالي عزل هذا الكيان الإرهابي البغيض، ومعاقبته وملاحقته على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها".

وفي مقابلة خاصة مع "عربي21"، وصفت أسكاري الاعتداءات الإسرائيلية ضد قوارب "أسطول الصمود العالمي" بأنها "أعمال إرهابية وجبانة"، لأنها استهدفت مهمة إنسانية تنقل مساعدات لشعب يموت من الجوع تحت الحصار الإسرائيلي.

وذكرت أسكاري أن "أي اعتداء إسرائيلي جديد على الأسطول سيُعدّ جريمة حرب وعملا إرهابيا مباشرا ضد مدنيين عُزّل"، لافتة إلى أن "إسرائيل مطالَبة باحترام القانون الدولي، وإذا ما تعرّض النشطاء لأي مكروه فإن نتنياهو وحكومته الفاشية سيتحمّلون المسؤولية الكاملة عن جريمة ضد الإنسانية".

ودعت البرلمانية الإيطالية، إلى "فرض عقوبات قوية وحاسمة ورادعة على الاحتلال الإسرائيلي إذا ما تعرّض نشطاء (أسطول الصمود العالمي) لأي أذى، لا سيما في ظل المعاناة الفلسطينية التي باتت لا تُوصف".

والأربعاء الماضي، تعرض "أسطول الصمود العالمي"، المؤلف من نحو 50 قاربا مدنيا، لهجوم باستخدام طائرات مسيرة محملة بقنابل صوتية ومواد مجهولة في البحر المتوسط. وردا على ذلك، أعلنت إيطاليا وإسبانيا إرسال سفن حربية لدعم الأسطول وحمايته.

ولم يسفر الهجوم عن إصابات، لكن بعض القوارب تعرضت لأضرار، وألقت إدارة الأسطول المسؤولية على إسرائيل، التي سبق أن أعلنت عزمها استخدام أي وسيلة لمنع وصول القوارب إلى غزة.

ونهاية آب/ أغسطس الماضي، انطلقت من ميناء برشلونة الإسباني عشرات السفن ضمن الأسطول محملة بمساعدات إنسانية لا سيما مستلزمات طبية، تبعتها قافلة أخرى فجر الأول من أيلول/ سبتمبر الجاري من ميناء جنوى شمال غربي إيطاليا.

وأدناه نص مقابلة "عربي21" مع النائبة في البرلمان الإيطالي ستيفانيا أسكاري:
كيف تنظرون إلى الاعتداءات الإسرائيلية على سفن "أسطول الصمود العالمي" الهادف إلى كسر الحصار عن قطاع غزة؟
الاعتداءات الإسرائيلية ضد قوارب أسطول الصمود العالمي هي "أعمال إرهابية وجبانة"؛ لأنها ارتُكبت ضد قوارب كانت تنقل مساعدات إنسانية من أجل دعم ومساعدة شعب يموت حرفيا من الجوع، وهو الشعب الفلسطيني، ومن أجل كسر الحصار الإسرائيلي.

من غير المقبول والمشين أن تُستهدف مهمة إنسانية بإطلاق الطائرات المسيّرة والغازات المسيلة للدموع، كل ذلك في انتهاك فاضح لكل قواعد القانون الدولي، وهو ما يجب إدانته بشدة.

ما أبعاد قرار وزير الدفاع الإيطالي إرسال فرقاطة ثانية لحماية "أسطول الصمود العالمي"؟
إرسال سفينة عسكرية إيطالية أمر واجب، لأن مهمة أسطول الصمود العالمي بدأت بمبادرة شعبية من المواطنين والمواطنات الذين قرروا المشاركة في هذه المهمة السلمية الإنسانية، تحديدا بسبب جمود الحكومة الإيطالية وحكومات الاتحاد الأوروبي التي لم تتخذ موقفا قويا ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته الإرهابية والفاشية.

ولهذا السبب، فإن هذه السفينة الحربية مُلزمة بحماية ورعاية مواطنينا ومواطناتنا الذين ذهبوا هناك لتقديم المساعدات والدعم لشعب يعيش تحت القصف الإسرائيلي المتواصل، ويموت أمام أنظار العالم بأسره، ويموت بسبب العدوى، لأن جميع المستشفيات قد تم قصفها، ويموت جوعا وعطشا لأن مجرم الحرب ومرتكب الجرائم ضد الإنسانية نتنياهو، حظر منذ 2 آذار/ مارس دخول أي مساعدات إنسانية في خطوة إجرامية وإرهابية للغاية.

في الواقع، ما قام به وزير الدفاع الإيطالي جاء استجابةً للتهديدات التي طالت "أسطول الصمود العالمي". ولا شك أن ثمة قلقا حقيقيا إزاء مصير هذا الأسطول، رغم أن الجميع يدرك أنه مبادرة سلمية خالصة غايتها إيصال المساعدات الإنسانية إلى شعب يرزح تحت التجويع والقتل والقصف المتواصل. وبرأيي، فإن الحماية العسكرية التي وفرتها إيطاليا تبقى خطوة متواضعة نوعا ما إذا ما قورنت بما ينبغي فعله؛ فلا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به حقا.

الفرقاطتان الإيطاليتان - إلى جانب الفرقاطة الإسبانية المرافقة لـ "أسطول الصمود العالمي"- ستكونان شاهدين على أي تطور قد يحصل، وستتولى هذه القوات حماية المواطنين الإيطاليين والإسبان، ومواطني الاتحاد الأوروبي، وباقي النشطاء المتواجدين على متن سفن سلمية وغير مسلحة. وفي حال وقع اعتداء إسرائيلي سافر على سفن الأسطول المتجه إلى غزة، فستترتب عليه عواقب دبلوماسية وعسكرية واقتصادية تجاه إسرائيل.

ما أبرز المخاوف الإيطالية بشأن مصير "أسطول الصمود العالمي"؟
هناك بالفعل مخاوف جدّية إزاء مصير هذا الأسطول؛ إذ يظل احتمال تعرّضه لهجوم جديد قائما، ولا سيما أنه كان قد استُهدف في السابق. لكن أي اعتداء آخر سيُعدّ عملا إرهابيا مباشرا ضد مدنيين ونشطاء سلميين لا يحملون السلاح، وهو ما يشكّل خرقا صارخا للقانون الدولي. لقد شهدنا بالفعل هجمات باستخدام الطائرات المسيّرة، وهو أمر أدانته إيطاليا على المستويين الحكومي والبرلماني، كما قوبل برفض واسع من المجتمع الدولي. وما قامت به إسرائيل في هذا السياق كان تصرّفا غير مسؤول بحق مهمة إنسانية بحتة غايتها إيصال المساعدات.

إن دعم "أسطول الصمود العالمي" يعني في جوهره دعم الإنسانية، ودعم المواطنين والمواطنات الذين يقومون بما كان ينبغي أن تقوم به الحكومات، أي تقديم التضامن والدعم للشعب الفلسطيني؛ فالقضية لم تبدأ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كما يزعم البعض؛ بل إن الشعب الفلسطيني، قبل ذلك التاريخ بوقت طويل، كان ضحيةً للقمع والمجازر والعنف المستمر، وهو منذ أكثر من سبعين عاما لاجئ على أرضه.

لهذا السبب، يحظى هذا التحرك السلمي والإنساني بدعم كامل، ولا سيما من جانب المواطنين والمواطنات الإيطاليين الذين لم يكونوا مذنبين ولا متواطئين في جريمة الإبادة الجماعية، بل قرروا ألّا يغضّوا الطرف عمّا يحدث، وأن يظلوا أوفياء لإنسانيتهم. لقد قرروا ألا يتجاهلوا ما يحدث، وأن يبقوا بشرا.

ما التداعيات المحتملة على إسرائيل إذا تعرّض النشطاء المشاركون في هذا الأسطول لأي مكروه؟
هذا السؤال في الأصل لا ينبغي حتى طرحه، لأن إسرائيل ليست فوق القانون الدولي، وليست فوق أي قانون آخر. يجب على تل أبيب أن تحترم القوانين، ولا يجوز لها أن تشن هجمات إجرامية بطائرات مسيّرة، أو أن تطلق النار على القوارب، أو أن تستهدف مواطنين ومواطنات مسالمين عُزّل في مهمة إنسانية.

وأكرر أن كل ذلك غير مقبول؛ إذ إن إسرائيل مطالبة باحترام القانون. وإذا ما تعرّض النشطاء لأي أذى، فإن ذلك سيُعدّ جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية يتحمّل مسؤوليتها نتنياهو، الذي لا يزال يرتكب جرائم ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بما في ذلك قتل النساء والأطفال، دون أي مسوّغ أو مبرّر على الإطلاق.

وأنا أدعو - إذا ما تعرّض هؤلاء النشطاء العُزل لأي مكروه - إلى فرض عقوبات قوية وحاسمة ورادعة على الاحتلال الإسرائيلي، لا سيما في ظل المعاناة الفلسطينية التي باتت لا تُوصف.

اظهار أخبار متعلقة



إلى أي مدى يمكن أن تُترجم إيطاليا والاتحاد الأوروبي رفضهما للجرائم الإسرائيلية إلى خطوات دبلوماسية أو اقتصادية ملموسة ضد تل أبيب؟
لا يجب أن تكون هناك أي علاقة مع حكومة ترتكب إبادة جماعية ووحشية. ولهذا السبب، يجب أن يتم عزل هذا الكيان الإرهابي البغيض، ويجب أن يُعاقب ويجب أن يُلاحق على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها، خاصة أن إسرائيل تُمثل اليوم أسوأ حكومة إرهابية في التاريخ الحديث.

إن أي تحرّك أوروبي حقيقي ضد إسرائيل لن يكون مجرد خطوة رمزية، بل رسالة واضحة بأن احترام القانون الدولي ليس خيارا انتقائيا؛ فالتقاعس عن المحاسبة يشجع على مزيد من الانتهاكات، بينما اتخاذ إجراءات ملموسة يضع حدودا للعدوان، ويعيد الاعتبار للعدالة والكرامة الإنسانية. يجب أن تُعزل إسرائيل بطرق واضحة وملموسة دبلوماسيا واقتصاديا وقانونيا.

كيف تقيّمون الموقف الرسمي في إيطاليا تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة؟ وكيف يمكن لإيطاليا وقف الجرائم الإسرائيلية المستمرة حتى الآن؟
قالت رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، إنها غير مسؤولة عن مواطنينا ومواطناتنا الموجودين على متن قوارب الأسطول، لكنها في المقابل لم تنطق بكلمة إدانة واحدة بحق المجرم مرتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بنيامين نتنياهو، أو بحق الإبادة الجماعية الجارية التي أدّت إلى مقتل أكثر من 70 ألف إنسان، من بينهم 20 ألف طفل.

إن الحلول موجودة وملموسة في إطار احترام القانون الدولي وأدوات الدبلوماسية:
أولا، يجب على حكومتنا أن تفرض عقوبات صارمة على هذه الحكومة الإرهابية، وأن تقطع كل أشكال العلاقات الاقتصادية والتجارية والعسكرية والدبلوماسية والأكاديمية مع دولة ترتكب إبادة جماعية.

ثانيا، يجب العمل على إنهاء الحصار والاعتراف بدولة فلسطين، وبالتالي وضع حدّ للاحتلال العسكري والإجرامي الإسرائيلي لأراضي الغير.

هذه حلول عملية وملموسة ينبغي على حكومتنا، وعلى أوروبا بأسرها، أن تضعها موضع التنفيذ إذا كنّا نريد وقفا لإطلاق النار، وإذا كنّا نطمح إلى الوصول لحل نهائي عادل وشامل للجميع.

هل تعتقدون أن إسرائيل تجاوزت جميع الخطوط الحمراء؟
لقد تجاوزت حكومة إسرائيل الإرهابية كل الحدود، لا سيما فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي تنفذها على الهواء مباشرة أمام العالم، حيث قتلت بدم بارد أكثر من 70 ألف إنسان حتى هذه اللحظة.

لكن الأمر لا يقتصر على ذلك الجانب وحده، بل يشمل أيضا التهديدات بضم الضفة الغربية، والهجمات ضد الصحفيين وكل مَن ينتقد السياسة الإجرامية للحكومة، إضافة إلى منع المنظمات غير الحكومية من أداء عملها في غزة على الأرض.

كل هذا يمثل عملا غير إنساني. وأخيرا، منذ الثاني من آذار/ مارس، فرضت إسرائيل حظرا شاملا على المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى منع الأطفال من تلقي العلاج، وحرمان مرضى السرطان من الأدوية المنقذة للحياة، ومنع وصول الطعام والماء. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 470 ألف شخص لن يصمدوا حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر بسبب سوء التغذية، ما يهدد بوقوع كارثة غذائية غير مسبوقة. كل هذا يتجاوز حدود اللا إنسانية ويجب إيقافه فورا.

كيف تنظرون إلى الاعترافات الدولية الأخيرة بدولة فلسطين؟ وهل ترون أنها خطوة كافية لوقف حرب غزة؟
الاعتراف بدولة فلسطين هو خطوة أولى أساسية تهدف إلى تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ومن المهم أن نتذكر أن هناك 150 دولة قد اعترفت بها في إيطاليا، وضعت رئيسة الوزراء شروطا لهذا الاعتراف وهو أمر غير مقبول، لأن الاعتراف يجب أن يتم دون قيد أو شرط، لأنه يعني إنهاء الاحتلال العسكري والإجرامي لأراضي الغير وإعطاء مبدأ ملموس أخيرا بأن السلام والاحتلال لا يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب. وإذا أردنا الوصول إلى حل نهائي فلا بد أن نبدأ من هنا أيضا، من الاعتراف بدولة فلسطين.
التعليقات (0)