صحافة إسرائيلية

تزايد المخاوف الإسرائيلية من تصاعد عمليات التهريب بالمُسيّرات عبر حدود مصر

مزاعم إسرائيلية بإحباط عمليات تهريب عديدة من مصر عبر المسيرات- جيتي
مزاعم إسرائيلية بإحباط عمليات تهريب عديدة من مصر عبر المسيرات- جيتي
لا تتوقف الماكنة الدعائية الإسرائيلية عن التحريض على ما تشهده الحدود المصرية مع تهريب المزيد من الوسائل القتالية عبر المُسيّرات، وتتزايد الدعوات لاتخاذ خطوات ميدانية لكبح جماح هذه الظاهرة، وصولا للقيام بعمليات ميدانية على الأرض خشية تكرار كابوس هجوم السابع من أكتوبر عبر هذه الحدود.

وأكد أرييه إيغوزي مراسل الشئون الأمنية والعسكرية في موقع زمان إسرائيل، أنه "في الوقت الذي يحذر فيه رئيس الوزراء من أحداث غير مهمة، ويكرر وزير الحرب عن تصريحات "أبواب الجحيم التي ستُفتح"، ويبدو أن وزير الأمن القومي لا يفهم ما يفعله في منصبه، فإن كل هذه الظواهر يعني أن الدولة ستجد نفسها أمام خطرٍ جسيم، لأنها لا تواجه خطرا لم يُعالَج بجدّية حتى الآن، وهي ظاهرة تسلّل عشرات الطائرات المسيّرة، بالتزامن مع تنفيذ عملية توغل بري لاحتلال تجمعات استيطانية".

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هذا السيناريو ليس وهمًا، بل واقعٌ مُحتمل وملموس، وهذا ما دعا إليه رئيس مجلس مستوطنة رامات نيغيف الإقليمي، عيران دورون، في رسالةٍ موجهةٍ لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، ووزراء آخرين، ورئيس الأركان آيال زامير، وقائد المنطقة الجنوبية يانيف آسور، ومسؤولين آخرين، بضرورة التحرك فورًا لإيجاد حلولٍ لخطر تسلل الطائرات المسيّرة من الحدود المصرية".

وأوضح أن "رسالة دورون التي بعث بها الشهر الماضي، تؤكد أننا شهدنا زيادةً ملحوظةً في حركة الطيران فوق رؤوس مستوطني بيتهات نيتسانا، بما في ذلك مستوطنات "خيمن، وقادش برنياع، وبئر ميلكا، ونيتسانا، وتشير التقديرات أن معظم عمليات التهريب التي تتم باستخدام الطائرات بدون طيار من سيناء إلى إسرائيل، وكذلك لقطاع غزة، تصل الأسلحة، التي تشمل بنادق هجومية، وحتى رشاشات ومتفجرات".

وأشار أن "الجيش اعترض عددا من هذه الطائرات المُسيّرة، لكن العشرات منها اخترقت الحدود، واختفت حمولتها في غضون دقائق، وأعلن كاتس أن المنطقة القريبة من السياج الحدودي مع مصر منطقة عسكرية مغلقة، فيما ينشط الجيش والشرطة في المنطقة بالفعل، وتمكنا من اعتراض عشرات من طائرات الشحن المسيرة، لكن هذا لا يُذكر أمام ما يتم وصوله على الأرض فعلياً".

وبين إيغوزي أن "إسرائيل التي تعتبر رائدة في تصنيع الطائرات المسيرة، وطورت أيضًا أنظمة مضادة للطائرات المسيرة، لكنها لا تُنشر بكميات كافية على طول الحدود مع مصر والأردن، حيث تنشط "حركة جوية"، ومرة أخرى، يغفل المسؤولون عن الأمر، ولا يدركون حجم المشكلة، فيما تزعم إسرائيل وجود تعاون مع المصريين في المنطقة الحدودية، وتشير التقديرات أن بعض الأسلحة المهربة إليها تأتي من اليمن وإيران".

اظهار أخبار متعلقة



وأكد أن "التهريب يتم منعه من بين أمور أخرى، من خلال تشغيل أنظمة حرب إلكترونية متطورة لتعطيل الطائرات المُسيّرة، وحجبها، وتحديد هويتها، وكذلك من خلال عمليات ميدانية مثل فرقة عمل متعددة المنظمات مع جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة، وإنشاء دورية حدودية، والنشاط اليومي في المنطقة، وفي النهاية لا تُعالج المشكلة بالمستوى المطلوب، وهذا عندما يكون من الواضح أن مثل هذه الطائرة المسيرة يمكنها حمل عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات".

وأضاف إيغوزي أن "المؤسسة الأمنية مرة أخرى لا تتخذ الإجراءات بالمستوى المطلوب، مما يُبقي الخطر كبيرا على حدود مصر والأردن، ويستدعي التحرك بشكل مكثف، وبكل الوسائل للقضاء على هذا الخرق الأمني، الذي قد يصبح بسرعة كبيرة تهديدًا حقيقيًا للمستوطنين على طول الحدود، ورغم التهديدات الإعلامية، لكن الإجراءات الميدانية ضعيفة فقط، ولذلك يجب تزويد الجيش بالأدوات اللازمة لسدّ الثغرة القاتلة، ليس فقط لأن الأسلحة قد تصل لعناصر معادية بالضفة الغربية، بل لأن طائرات الشحن المسيرة هذه قد تتحول بسهولة لقنابل طائرة".

الاستنتاج اللافت من هذه السطور أنه حتى لو تم ضبط المُسيّرات عبر الحدود المصرية، فإن المهرّبين يزودون أنفسهم بمعدات جديدة، ويواصلون أنشطتهم، مما يضع علامات استفهام حول غياب الرصد الأمني، لأن عمليات تهريب الأسلحة باتت أكثر خطورة، وبالتالي ليس هناك ما يمنع المهربين من تهريب المتفجرات، أو حتى المقاتلين.
التعليقات (0)