صحافة إسرائيلية

مذكرات نتنياهو تكشف علاقات وثيقة مع نواب جمهوريين ورئيس الإمارات

نُشرت اليوميات هذا الأسبوع بناءً على طلب منظمة "هتسلاخا" غير الربحية- الأناضول
نُشرت اليوميات هذا الأسبوع بناءً على طلب منظمة "هتسلاخا" غير الربحية- الأناضول
تكشف مذكرات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لعام 2024 أنه حافظ على علاقات وثيقة مع المشرعين الجمهوريين، بما في ذلك السيناتور الجمهوري المخضرم ليندسي جراهام، وسط تصاعد التوترات مع إدارة بايدن الديمقراطية حينها بشأن سياسات "إسرائيل" خلال حرب الإبادة ضد قطاع غزة.

وبحسب اليوميات، عقد نتنياهو سبعة لقاءات وتسع مكالمات هاتفية مع غراهام. ورغم أن محتوى الاجتماعات غير متاح للعامة، فقد جرت بعض المكالمات الهاتفية خلال جهود غراهام لتعزيز عمليات نقل الأسلحة لـ"إسرائيل" وتجنب أوامر الاعتقال المحتملة من جانب المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو.

نُشرت اليوميات هذا الأسبوع بناءً على طلب منظمة "هتسلاخا" غير الربحية، التي تعمل على توفير المعلومات للصالح العام، وجاء نشرها بعد تأخير طويل وحكم قضائي مدفوع بدعوى ازدراء المحكمة، بحسب تقرير لصحيفة "هآرتس".

اظهار أخبار متعلقة


في الثامن من أيار/ مايو الماضي، أي في اليوم التالي للمكالمة الهاتفية مع نتنياهو، شارك غراهام في جلسة استماع للجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، مع وزير الدفاع الأميركي آنذاك لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة تشارلز كيو براون الابن، بشأن التأخير في تسليم الأسلحة.

في ذلك الوقت، شنّت "إسرائيل" ما أسمته "توغلا محدودا" في أقصى جنوب قطاع غزة، حيث كان يأوي أكثر من مليون فلسطيني آنذاك، وفي الأسبوع الذي سبقه أوقفت الولايات المتحدة شحنة قنابل خشية أن تشن "إسرائيل" هجوما شاملا على رفح.

قال غراهام في جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ: "إذا أوقفنا الأسلحة اللازمة لتدمير أعداء دولة إسرائيل في وقت الخطر الداهم، فسندفع الثمن. هذا أمرٌ شنيع. إنه أمرٌ سخيف. أعطوا إسرائيل ما تحتاجه لخوض الحرب التي لا تطيق خسارتها".

وأكد وزير الدفاع الأميركي حينها أوستن أن واشنطن تراجع المساعدات الأمنية لـ"إسرائيل في الأمد القريب"، مشيرا إلى "الأحداث المتلاحقة في رفح"، وأقر بأن الإدارة جمدت شحنات الأسلحة بسبب المخاوف من أن تشن "إسرائيل" عملية كبيرة هناك.

وبينما كان على اتصال مع نتنياهو في الشهر نفسه، عارض غراهام خطة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لطلب إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء ووزير الحرب السابق يوآف غالانت،  قبل أشهر من إصدار أوامر الاعتقال.

وحثّ غراهام الكونغرس على فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب ما وصفه بـ"سلوكها المشين تجاه دولة إسرائيل". وأضاف أن "المحكمة متحيزة وفاسدة تجاه إسرائيل".

وتوثق مذكرات نتنياهو أيضًا العديد من المحادثات مع رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، الذي يعتبر المحرك الرئيسي وراء دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس في تموز/ يوليو 2024، وفي تأمين الموافقة على حزم المساعدات الأمنية الأمريكية لـ"إسرائيل".

ويبدو أن المذكرات تُوثّق أيضًا مكالمة هاتفية لم تُنشر سابقًا بين نتنياهو ورئيس الإمارات محمد بن زايد. في 29 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، تُشير المذكرات إلى "مكالمة محمد بن زايد" إلى جانب اسمي وزير الشؤون الاستراتيجية آنذاك رون ديرمر ونائب مدير مجلس الأمن القومي، جيل رايش.

اظهار أخبار متعلقة


وجاء في تقرير الصحيفة "لو تحدث الرجلان، لما كان هذا أول اتصال بينهما منذ اندلاع الحرب. فقد أعلن مكتب نتنياهو سابقًا عن اتصال هاتفي بينهما قبل عام، في 16 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعد أيام من هجوم حماس".

وبحسب البيان، اتفق نتنياهو وابن زايد على البقاء على اتصال، وأكد نتنياهو أن "إسرائيل" عازمة على تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وأنها "تبذل كل جهد ممكن لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين".

ورغم أن المذكرات تغطي عاماً كاملاً من حرب غزة، فإنها لا تكشف إلا عن تفاصيل قليلة عن سلوك نتنياهو: "فقد تم حجب العديد من الصفحات بسبب المخاوف بشأن الأمن القومي، أو العلاقات الخارجية لإسرائيل،أو خصوصية نتنياهو أو غيره من المشاركين في الاجتماع".

ومن الشخصيات الأخرى التي التقت نتنياهو بشكل متكرر طوال ذلك العام رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، ووفقًا للمذكرات، التقى بلير ونتنياهو سبع مرات.

ويُعدّ بلير الآن شخصيةً محوريةً في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، ومن المتوقع أن يرأس مجلسًا يُشرف على القطاع تحت إشراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد أمضى أشهرًا في وضع خطة شاملة لما بعد الحرب، وحشد الدعم الدولي لمبادرته.

على الصعيد الداخلي، بالإضافة إلى ديرمر، الذي يُعتبر الذراع الأيمن لنتنياهو في إدارة العلاقات الخارجية لـ"إسرائيل"، التقى نتنياهو مرارًا بحليفه، رئيس حزب شاس، أرييه درعي. ووفقًا للمذكرات، فقد التقيا اثنتي عشرة مرة، هذا عدا قرار نتنياهو بدعوة درعي، وهو ليس وزيرًا، كضيف دائم في اجتماعات مجلس الوزراء والمنتديات الأمنية الأصغر حجمًا التي تُعنى بإدارة الحرب.
التعليقات (0)

خبر عاجل