صحافة إسرائيلية

يديعوت: ذكرى اغتيال نصر الله تعمق أزمة حزب الله وخليفته يواجه صعوبة في ملء الفراغ

ظل نصر الله ما زال يخيم على المشهد اللبناني- جيتي
ظل نصر الله ما زال يخيم على المشهد اللبناني- جيتي
أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن الذكرى الأولى لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، في 27 أيلول/سبتمبر 2024، لا تزال تلقي بظلالها على الداخل اللبناني وعلى قيادة التنظيم، حيث يواجه خليفته نعيم قاسم صعوبة في ملء الفراغ الذي تركه سلفه.

وذكرت الصحيفة في تقرير أن صور نصر الله وشعارات "لبيك يا نصر الله" لا تزال حاضرة في المظاهرات والشوارع ببيروت والضاحية والجنوب والبقاع، في حين يواصل ابنه مهدي استثمار الحنين لوالده عبر بناء صورة دينية وإطلاق قنوات على مواقع التواصل الاجتماعي، مع نشر كتاب بعنوان "ذكرياتي مع والدي".

اظهار أخبار متعلقة



أشار تقرير يديعوت إلى أن موقع اغتيال نصر الله في حارة حريك تحوّل إلى مزار لأنصاره، فيما صار ضريحه على طريق مطار بيروت محطةً للزيارات الرسمية، من بينها زيارات لمسؤولين إيرانيين مثل علي لاريجاني وعباس عراقجي، الذين أكدوا استمرار دعم طهران لحزب الله.

غير أن الموقع لفت إلى مزاعم نشرتها منصة "لبنان 24" بشأن إهمال صيانة الضريح، وتحوله إلى نقطة تجمع لمهاجرين غير شرعيين وموقف سيارات، وهو ما أثار انتقادات داخلية حول الأموال المصروفة على تشييده.

ونقل التقرير عن أورنا مزراحي، نائبة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابقة، قولها إن "حزب الله بنسخته الجديدة" يعمل اليوم في الخفاء، مؤكدة أن شخصية نصر الله ارتبطت عضوياً بالمنظمة طوال ثلاثة عقود، وأن غيابه ترك الحزب في "مرحلة حرجة". وأوضحت أن التنظيم يواصل التعافي عبر "التقية" وإعادة ترتيب أولوياته، لكن قدراته العسكرية باتت محدودة مقارنة بالماضي.

وبحسب الصحيفة، فقد وجّه مصدر أمني إسرائيلي تهديدًا عبر قناة "الحدث" السعودية لحزب الله، مؤكداً أن "إمكانية تنفيذ عملية برية واسعة في لبنان قائمة إذا لزم الأمر"، مشددًا على ضرورة نزع سلاح الحزب خلال العام المقبل.

اظهار أخبار متعلقة



وأوضح التقرير أن الخطاب الداخلي في لبنان تبدّل بعد اغتيال نصر الله، إذ باتت الأصوات المناهضة لحزب الله أكثر جرأة، مع دعوات لتطبيق خطة الجيش اللبناني لمركزية السلاح، وذكر أن رئيس الحكومة نواف سلام والرئيس جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري يبرزون اليوم في المشهد، وسط تباين حول مستوى تعاون حزب الله مع الجيش في الجنوب.

وبيّن الموقع أن دعوى قضائية رُفعت ضد نعيم قاسم بتهمة تهديد الأمن الداخلي، في خطوة رآها مراقبون بداية كسر "حاجز الخوف" داخل المجتمع اللبناني.

كما نقل عن الدكتور غسان أبو دياب، مدير المركز الديمقراطي في واشنطن، قوله إن "سلاح حزب الله أوصل جوزيف عون إلى السلطة وجعل من نبيه بري الذراع السياسي والعسكري للتنظيم"، مشيرًا إلى أن أي معارضة شيعية جدية جرى "قمعها بالعنف".

اظهار أخبار متعلقة



أضاف التقرير أن حزب الله يستعد لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال نصر الله، حيث أعلن المسؤول البارز علي ضاهر تفاصيل فعاليات تمتد من 26 أيلول/سبتمبر حتى 12 تشرين الأول/أكتوبر، يتخللها خطاب للأمين العام نعيم قاسم تحت شعار "على العهد"، ومهرجانات شعبية ومناسبات في مقام نصر الله والمدينة الرياضية.

وأوضح أن قناة MTV اللبنانية نقلت عن مصدر مقرب من الحزب قوله إن الفعاليات لن تتضمن دعوات رسمية، فيما رجّح أن تقوم إسرائيل بطلعات جوية في سماء لبنان خلال الذكرى، كما حدث في جنازة نصر الله وصفي الدين.
التعليقات (0)

خبر عاجل