صحافة دولية

NYT: اتهامات لوالد الميلياردير إيلون ماسك بانتهاك أبنائه وأبناء زوجته جنسيا

صحيفة لوباريزيان: إيلون ماسك عانى من علاقة مشحونة مع والده إيرول الذي كان يعامله بقسوة- حساب إيرول ماسك
صحيفة لوباريزيان: إيلون ماسك عانى من علاقة مشحونة مع والده إيرول الذي كان يعامله بقسوة- حساب إيرول ماسك
نشرت صحيفة " نيويورك تايمز" نتائج تحقيق أعدته كريستين غريند وجون إيلجون قالتا فيه، إن والد الملياردير إيلون ماسك، إيرول متهم بانتهاكات جنسية لخمسة من أبنائه وأبناء زوجته منذ عام 1993، وقد ناشد أفراد العائلة إيلون ماسك للمساعدة.

وفي الوقت الذي لم يتردد فيه إيلون ماسك في عرض الكثير من حياته للعلن، هناك جانب واحد من حياته لم يكشف عنه كثيرا - وهو انفصاله الطويل عن والده، إرول ماسك، الذي أصبح صريحا بشكل متزايد بشأن عائلته ومشاريعه التجارية المرتبطة باسم ماسك.

اظهار أخبار متعلقة


وقد خلص تحقيق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن أحد العوامل المهمة في انفصال إيلون ماسك عن والده ينبع من اتهامات موجهة إلى إرول بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وامتدت هذه الادعاءات حيث مست حياة إيلون ماسك، واتصل به أقارب طلبا للمساعدة، وقد اتخذ أحيانا إجراءات للتدخل، وفقًا لرسائل شخصية ورسائل بريد إلكتروني ومقابلات مع أفراد الأسرة.

وتقول الصحيفة إن مشاكل الأسرة ورطت إيلون في ملحمة مؤلمة استمرت ثلاثة عقود عبر أجيال ولا تزال تلاحقه، وقد أدت هذه التداعيات إلى إبقاء قطب الأعمال البالغ من العمر 54 عاما مرتبطا بجنوب أفريقيا، حيث ولد ويعيش فيها والده، حتى مع قيامه ببناء إمبراطورية تجارية في الولايات المتحدة ووصوله بفترة وجيزة إلى السلطة السياسية كمستشار مقرب للرئيس ترامب.

وتشمل الادعاءات الموجهة ضد إيرول ماسك خمسة من أبنائه وأبناء زوجته، الذين اتهم بإساءة معاملتهم في جنوب إفريقيا وكاليفورنيا، وفقا لسجلات الشرطة والمحكمة والمراسلات الشخصية والأخصائيين الاجتماعيين ومقابلات مع أفراد الأسرة.

كان أول اتهام في عام 1993 عندما أخبرت ابنة زوجة إيرول ماسك، التي كانت تبلغ من العمر آنذاك أربع سنوات، أقاربه أنه لمسها في منزل العائلة، وبعد عقد من الزمان، قالت ابنة الزوجة إنها ضبطته وهو يشم ملابسها الداخلية المتسخة، كما اتهم بعض أفراد الأسرة إيرول ماسك بإساءة معاملة اثنتين من بناته وأحد أبناء زوجته، وفي عام 2023، حاول أفراد الأسرة وأخصائي اجتماعي التدخل بعد أن قال ابنه البالغ من العمر خمس سنوات آنذاك إن والده تحسس مؤخرته.

 وتقول الصحيفة، إن الشرطة فتحت ثلاثة تحقيقات منفصلة للشرطة، وفقًا لسجلاتها والمحكمة، بالإضافة إلى أفراد الأسرة، وانتهى تحقيقان من هذه التحقيقات، بينما لم يتضح بعد ما حدث في التحقيق الثالث، ولم يدن إيرول ماسك، البالغ من العمر 79 عاما، بأي جريمة، وقد تسببت مزاعم الإساءة في خلافات داخل عائلة ماسك، حيث لجأ بعض الأقارب إلى إيلون ماسك، الابن الأكبر لإيرول ماسك - طلبًا للمساعدة.

وفي  عام  2010 كتب أحد الأقارب إلى إيلون ماسك رسالة من خمس صفحات حول بعض هذه الاتهامات، مناشدا إياه التدخل، وجاء في الرسالة، التي اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز": "نحن بحاجة ماسة إلى نصيحتك ومساعدتك وتوجيهك في هذه الأمور، لأننا نرى معاناة هؤلاء الأطفال يوميا".

ولم يكن واضحا ما إذا كان إيلون ماسك قد قرأ الرسالة، لكن مساعدا له أرسل رسالة إلى أحد أفراد عائلته بعد أن كتب إليه أقاربه بشأن مزاعم الإساءة، كما قدم الملياردير دعما ماليا لعائلته غير الشرعية وإخوته من زواج والده الثالث، وقد حاول ذات مرة إبقاء أفراد العائلة هؤلاء في كاليفورنيا، حيث سيكونون بعيدين عن إيرول ماسك، ولم يشارك في تحقيقات الشرطة في جنوب إفريقيا.

اظهار أخبار متعلقة


إرول ماسك، الذي لديه تسعة أطفال على الأقل وأبناء زوجته السابقة، ومتزوج من ثلاث نساء، ويحكم قبضته بقوة على جزء كبير من عائلته، قالت ابنة زوجته السابقة، التي اتهم بلمسها عندما كانت في الرابعة من عمرها، إنها أنجبت منه طفلا لاحقا عندما كانت في العشرينات من عمرها، وعانت من مشكلة إدمان على المخدرات، بينما عانت والدتها - التي تزوجت إيرول ماسك مرتين- من مشاكل في نفسية.

وقالت إلمي سميت، شقيقة إيرول ماسك، في أول مقابلة رسمية لها حول هذه المزاعم: "لقد ترك إيرول ماسك جرحا عميقا في عائلتنا"، وأكدت أنها راسلت إيلون ماسك عبر البريد الإلكتروني بشأن بعض الادعاءات، وتلقت أحيانا ردا من أحد مساعديه، وردا على أسئلة صحيفة "نيويورك تايمز"، قال إيرول ماسك: "التقارير كاذبة ومضللة جدا".

وأضاف أن هذه الاتهامات من تدبير أفراد العائلة الذين "يحرضون الأطفال على قول أشياء كاذبة"، وأنهم كانوا يحاولون الحصول على أموال من إيلون ماسك، وفي إحدى رسائل البريد الإلكتروني إلى الصحيفة، ادعى إيرول ماسك أيضا أنه على علم بادعاء إساءة معاملة واحد فقط، ولكنه قدم في الرسالة نفسها تفسيرات لظروف ادعاءين آخرين، وأضاف أن لديه علاقة جيدة مع إيلون ماسك، وأنهما "قريبان للغاية"، فيما لم يستجب إيلون ماسك ومحاميه الشخصي لطلبات التعليق.

في عام 2017، بكى الملياردير عندما قال لمجلة "رولينغ ستون" إن والده ارتكب "كل الشرور التي يمكن تخيلها"، وفي سيرة ذاتية رسمية صدرت عام 2023 بقلم والتر إيزاكسون، قال إيلون ماسك إنه لا يتواصل مع والده إيرول.

وقد راجعت صحيفة  "نيويورك تايمز" وثائق المحاكم والشرطة من ولايات قضائية في كاليفورنيا وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى أكثر من 50 رسالة بريد إلكتروني ورسالة نصية وملاحظات شخصية ورسائل، تضمنت تفاصيل بعض الاتهامات أكثر من غيرها.

رفضت الشرطة والمحاكم في جنوب أفريقيا ولوس أنجلس الكشف عن بعض السجلات، متعللة بخصوصية الأطفال، ولم يتسن العثور على سجلات أخرى، كما أجرت الصحيفة مقابلات مع أفراد من عائلة ماسك وأخصائيين اجتماعيين وأشخاص مقربين منها، طلب بعضهم عدم الكشف عن هويتهم نظرًا لحساسية الأوضاع، بينما خشي آخرون الانتقام.

ورفض أفراد آخرون من العائلة التعليق أو لم يستجبوا لطلبات التعليق. ولم تذكر التايمز أسماء الأطفال في قضايا الاعتداء الجنسي، وعبر بعض أفراد عائلة ماسك في الأشهر الأخيرة عن استيائهم من محاولات إيرول استغلال شهرة إيلون ماسك، فيما قال إيرول إنه عمل على عملة إلكترونية تسمى "ماسكلت" وأنه يخطط لبناء برج ماسك في دبي، إلا أنه قال لاحقا بأنه "غير مرتبط" بهذه المشاريع.

ولد إيرول ونشأ في بريتوريا، العاصمة التنفيذية لجنوب أفريقيا، واكتسب شهرةً كرجل أعمال في العشرينيات والثلاثينيات من عمره، بما في ذلك كونه شريكا في شركة هندسية. وفي مرحلة ما، كان عضوا في مجلس مدينة بريتوريا.

في عام 1970، تزوج من ماي هالدمان، أخصائية التغذية وعارضة الأزياء، وأنجبت له ثلاثة أطفال: إيلون؛ وتوسكا ماسك، التي تدير الآن خدمة بث أفلام رومانسية وكيمبال ماسك، الذي أصبح رائد أعمال، وفي عام 1979 انفصل إيرول ماسك عن ماي ماسك، وكتبت في مذكراتها عام 2019 أنه اعتدى عليها جسديا ولفظيا، أنكر إيرول ماسك الإساءة عندما سألته الصحيفة.

وكانت علاقة إيلون ماسك بوالده متوترة أيضا، ففي سيرته الذاتية الرسمية عام  2023، روى كيف تصدى لمتنمر في المدرسة عندما كان طفلا وخسر شجارا، وبعد ذلك وبخه إيرول ماسك لمدة ساعة، وقال إيلون ماسك: "لقد فقد أعصابه وانفجر غضبا، كما كان يفعل غالبا، لم يكن لديه أي تعاطف"، وقال ماسك إن بقاءه مع والده بعد طلاقه من والدته حتى نهاية المرحلة الثانوية، لكنه ندم على القرار هذا فيما بعد ولم يكن يعرف أن والده كان رهيبا.

ثم تزوج إيرول ماسك لفترة وجيزة للمرة الثانية من عارضة الأزياء سو ويلسون، وفي عام 1989، غادر إيلون ماسك، الذي كان يبلغ من العمر 17 عاما، جنوب إفريقيا إلى أمريكا الشمالية، وتبعه شقيقه وشقيقته، وكذلك ماي ماسك.

اظهار أخبار متعلقة


وتزوج إيرول ماسك للمرة الثالثة حوالي عام 1992، كانت زوجته هي هايد ماري بيزويدنهوت، التي كانت أصغر منه بحوالي 19 عاما، كان لديها ثلاثة أطفال صغار، ولدان وفتاة، من زوجها الأول، الذي توفي في حادث سيارة، وقال أفراد الأسرة إن بيزويدنهوت عانت من مشاكل في صحتها العقلية، وأنجبت لإيرول ابنة.

بحلول عام 2002، أصبح إيلون ماسك مليونيرا بعد أن استحوذت إيباي على شركته الناشئة في وادي السيليكون، والتي أصبحت تعرف لاحقا باسم باي بال. ثم أقام في لوس أنجلس، حيث أسس شركة سبيس إكس لصناعة الصواريخ.
التعليقات (0)