شهدت عدة مدن إيطالية، الاثنين،
إضرابات واحتجاجات واسعة نظمتها
نقابات عمالية، تضامناً مع الشعب
الفلسطيني ورفضاً للحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة، تخللتها مواجهات مع قوات الشرطة وقطع طرق رئيسية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الشعبية على حكومة جورجا ميلوني اليمينية الموالية لتل أبيب.
ففي مدينة ميلانو، اندلعت أعمال عنف قرب محطة القطارات المركزية، حيث أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين حاولوا تعطيل حركة المرور على الطريق السريع المؤدي إلى بولونيا، وفق ما أفاد شهود عيان.
كما شهدت مدينة نابولي مواجهات مماثلة، بعدما اقتحم محتجون محطة القطارات الرئيسية وسيطروا مؤقتاً على بعض المسارات، مما تسبب في تأخير الرحلات.
وبالتوازي، أغلق عمال موانئ في مدن جنوة وليفورنو وترييستي المداخل الرئيسية، ورفع بعضهم الأعلام الفلسطينية في مشهد لافت. وقال الناشط النقابي ريكي، من مجموعة "عمال الموانئ المستقلين" في جنوة: "يواصل الشعب الفلسطيني منحنا درساً آخر في الكرامة والمقاومة... نتعلم منهم ونحاول القيام بدورنا"، في إشارة إلى مساعي العمال لمنع استخدام الموانئ الإيطالية لنقل الأسلحة والإمدادات إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وتأثرت حركة القطارات في عدد من المدن، حيث سُجلت تأخيرات وإلغاءات على بعض الخطوط، بينما استمرت خدمات المترو بشكل شبه طبيعي في كل من روما وميلانو.
اظهار أخبار متعلقة
وفي المقابل، قلل وزير النقل ماتيو سالفيني من تأثير هذه التعبئة، معتبراً أن الإضراب أدى فقط إلى "إلغاء عدد محدود من القطارات"، قبل أن يهاجم النقابيين واصفاً تحركهم بأنه "تعبئة سياسية لليسار المتطرف لن تؤثر على ملايين العمال"، على حد تعبيره.
وتتخذ حكومة ميلوني موقفاً متشدداً في دعمها للاحتلال الإسرائيلي، مستبعدة في الوقت الراهن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومتحفظة على مقترحات الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات تجارية على تل أبيب، رغم تكرار رئيسة الوزراء تصريحات أعربت فيها عن "القلق" إزاء تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وفي سياق متصل، قررت السلطات الإيطالية استبعاد الاحتلال من المشاركة في معرض السياحة الدولي "تي تي جي ترافل إكسبيرينس 2025"، المقرر عقده في مدينة ريميني بين 8 و10 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بعد ضغوط من بلدية المدينة، على خلفية استمرار ما وُصف بـ"الإبادة الجماعية" في غزة.
وأكدت الشركة المنظمة للمعرض "إيتاليان إكزيبشن غروب" أن "شروط المشاركة لم تعد قائمة"، معتبرة أن حضور وزارة السياحة الإسرائيلية في الفعالية "غير لائق" في ظل استمرار الحرب.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "أونلي نمبرز" أن 63.8% من الإيطاليين يعتبرون الوضع الإنساني في غزة "شديد الخطورة"، بينما أبدى 40.6% تأييدهم للاعتراف بدولة فلسطينية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، متجاهلة الدعوات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية بوقفها.
وأسفرت الحرب حتى الآن عن استشهاد 65 ألفاً و174 فلسطينياً وإصابة 166 ألفاً و71 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، وسط تفاقم المجاعة التي أودت بحياة 440 شخصاً، بينهم 147 طفلاً، وفق أحدث الإحصاءات.