صحافة إسرائيلية

5 أسئلة إسرائيلية بشأن الهجوم على الدوحة.. "تفاصيل غير واضحة"

أشارت "هآرتس" إلى أنه من بين الأسئلة الخمسة: من مات؟ هل كان ترامب على علم؟- جيتي
أشارت "هآرتس" إلى أنه من بين الأسئلة الخمسة: من مات؟ هل كان ترامب على علم؟- جيتي
طرحت صحيفة "هآرتس" العبرية، خمسة أسئلة تتعلق بالهجوم الذي شنته تل أبيب على الدوحة بهدف اغتيال كبار مسؤولي حركة حماس في الخارج، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "العديد من التفاصيل المحيطة بالغارة الجوية لا تزال غير واضحة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين الأسئلة الخمسة، من مات؟ هل كان ترامب على علم؟ ماذا عن الأسرى؟، مضيفة أنه "من غير الواضح مستوى التدخل الأمريكي ومصير الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء وما إذا كانت قطر ستعود إلى دور الوسيط".

وذكرت الصحيفة أنه "بعد أكثر من 24 ساعة على القصف الإسرائيلي لاجتماع كبار مسؤولي حماس في الدوحة، فإن الغبار لم يهدأ بعد، وما زالت علامات الاستفهام أكثر من نقاط التعجب المتعقلة بهذا التطور المروع".

هل نجح الأمر؟

وقالت "هآرتس": "حتى عصر الأربعاء، أي بعد يوم من غارة الدوحة، لم تُنشر سوى معلومات ضئيلة عن نتائجها الميدانية، أو ما يُسمى في المصطلحات العسكرية تقييم أضرار المعركة"، منوهة إلى أنّ حركة حماس وقطر سارعا إلى الإعلان عن أن قيادة الحركة التي اجتمعت في الدوحة لمناقشة اقتراح أمريكي حديث لوقف إطلاق النار خرجت سالمة.

واستدركت: "لكن ينبغي التعامل مع مثل هذه التصريحات بحذر، على الأقل حتى تُنشر صور المستهدفين"، مشيرة إلى أن الغارة ستهدفت قادة حماس السياسيين الذين يعيشون جميعهم في المنفى، ويشكلون جزءا واحدا فقط من عملية صنع القرار في الحركة، والتي تشمل أيضا قيادتها العسكرية داخل غزة.

اظهار أخبار متعلقة



ولفتت إلى أنه من بين حاضري الاجتماع كان خليل الحية، وهو أرفع مسؤول في حركة حماس خارج غزة، والذي كان على دراية تامة بخطة هجوم السابع من أكتوبر.

هل يؤثر ذلك سلباً على مفاوضات إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين؟
من بين جميع الأسئلة العالقة، يُعدّ هذا السؤال الأسهل إجابةً، ولكنه أيضًا الأكثر إثارةً للخوف والإزعاج عند مناقشته. بعد أكثر من 700 يوم من الحرب، قد يُحسم مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة بهذه الغارة الجوية، بغض النظر عمّا إذا نجحت أو فشلت في القضاء على قيادة حماس، وفق ما ذكرته "هآرتس".

وأوضحت الصحيفة أنه "إذا قُتل قادة الحركة، فليس من الواضح مع من ستتمكن إسرائيل من التفاوض على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. صحيح أن حماس لا يزال لديها عدد قليل جدًا من القادة العسكريين المختبئين في أنفاق غزة، ولكن على عكس القيادة السياسية في الدوحة، فإن تواصلهم مع العالم الخارجي محدود للغاية، وهم بالتأكيد غير قادرين على تبادل المسودات ومناقشة الخطط المستقبلية مع دبلوماسيي الدول الثلاث الوسيطة (الولايات المتحدة وقطر ومصر). سيكون التوصل إلى اتفاق معهم أكثر صعوبة، لأسباب فنية فقط".

وتابعت: "لكن حتى لو لم تنجح الضربة، فليس من الواضح ما إذا كان قادة حماس الناجون سيستخدمونها ذريعةً مثاليةً لتجميد المفاوضات وإلقاء اللوم على إسرائيل. ففي النهاية، كانوا مجتمعين حرفيًا لمناقشة اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار عندما قصفتهم إسرائيل. ورغم أن حماس منظمة إرهابية وحشية ودنيئة تستحق الإدانة، فسيكون من الصعب على إسرائيل إقناع الحكومات الأخرى بأن أفعالها لم تضر بالمفاوضات هذه المرة".

وأكدت أنّ "عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس استقبلت خبر الغارة الجوية بمزيج من الخوف والغضب واليأس. وحمّلوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسؤولية نسف المحادثات وتعريض أحبائهم للخطر. ومن الصعب دحض هذه الاتهامات".

ما هو الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الضربة؟
وفق الصحيفة، لم تستغرق إدارة ترامب وقتًا طويلًا لتنأى بنفسها عن الضربة الإسرائيلية، وفي غضون ساعات قليلة، كان هناك حتى تلميحٌ إلى انتقاد أمريكي للموضوع. لكن هذه الرواية للأحداث قليلة في المنطقة. قطر موطنٌ لقاعدة عسكرية أمريكية ضخمة ومركز اقتصادي مهم في المنطقة. سيكون قصف إسرائيل لهدف داخلها، دون علم الولايات المتحدة، حليفها الأقرب والأهم، خرقًا فادحًا للثقة.

اظهار أخبار متعلقة



واستكملت بقولها: "يُصرّ ترامب ونتنياهو، فيما يبدو أنها رسالة مُنسّقة، على أن أمريكا أُبلغت قبل وقت قصير جدًا من وقوع الهجوم، وبالتالي لم يكن لديها الوقت الكافي لإبلاغ قطر بالصواريخ القادمة. وأضاف ترامب أنه "غير راضٍ" عن هذه المحنة برمتها، أيًا كان معنى ذلك. لكن الطريقة الحقيقية لاختبار صحة هذه الإحاطات هي طرح سؤال بسيط: هل دفع نتنياهو ثمنًا، في علاقته بإدارة ترامب، لهذا العمل؟".

وتابعت: "حتى الآن، يبدو أن الإجابة هي لا، وبالتالي، فإن الرسالة الصادرة عن واشنطن ليست مقنعة تمامًا. ولن يتغير هذا إلا إذا كثّف ترامب ضغطه على نتنياهو لإنهاء الحرب عبر اتفاق شامل لإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار".

هل تنسحب قطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس؟
في أعقاب الغارة الجوية مباشرةً، أعلنت قطر تعليق دورها كوسيط بين إسرائيل وحماس. كان هذا ردًا بديهيًا، لكن السؤال الأهم هو: هل كان هذا رد فعل مؤقتًا أم قرارًا استراتيجيًا طويل الأمد؟ في محاولة لتهدئة القطريين، قال ترامب إن ما حدث يوم الثلاثاء لن يتكرر، راسمًا بذلك خطًا أحمر لإسرائيل. كما ناشد القطريين مواصلة جهودهم للتوصل إلى وقف إطلاق النار.

لكن حتى قبل هذه الغارة الجوية، كانت كل من قطر ومصر تُظهران علامات فقدان صبرهما والتخلي عن المحادثات، ويرجع ذلك في الغالب إلى ميل ترامب إلى تبرير تصرفات نتنياهو وقبول جميع مطالبه في المفاوضات. انتهك نتنياهو وقف إطلاق النار السابق، الذي تم التوصل إليه في يناير/ كانون الثاني 2025 ، بتجديد الحرب بعد شهرين، على الرغم من استعداد حماس للاستمرار في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل انسحاب إسرائيلي من غزة. وبدلًا من إصرار ترامب على احترام كلا الجانبين لوقف إطلاق النار، سمح لنتنياهو بفعل ذلك.

الآن، بعد ستة أشهر ومع مقتل ما يقرب من 60 جنديا إسرائيليا منذ استئناف الحرب، يمنح ترامب نتنياهو مرة أخرى حرية التصرف، هذه المرة لرفض وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذي عرضته مصر وقطر، وقبلته حماس. بدلا من ذلك، اعتمد الرئيس خطة وضعها نتنياهو ومساعده الأيمن رون ديرمر، والتي يعلم الجميع أن حماس لن تقبلها.

وفي هذا الصدد، قد تكون ضربة الدوحة هي القشة التي قصمت ظهر البعير ــ خاصة وأنها تأتي في ظل شعور متزايد باليأس، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ولاء ترامب لنتنياهو.

هل سيؤثر ذلك على الهجوم البري الإسرائيلي المرتقب على غزة؟
يعتمد هذا السؤال الأخير على جميع الأسئلة السابقة، وربما يكون الأهم بينها جميعًا. إذا أصبحت صفقة الأسرى غير مطروحة الآن، ولم يكن لدى ترامب أي نية للضغط على نتنياهو لتغيير نهجه، فإن النتيجة واضحة: توسيع إسرائيل لنطاق الحرب في عمق مدينة غزة أصبح أمرًا لا مفر منه، مع كل ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.

"سيفترض المتشككون أن هذه كانت نية نتنياهو في المقام الأول: القضاء على مفاوضي حماس، وإضعاف أي فرصة لنجاح المفاوضات، وترك الخيار العسكري خيارًا وحيدًا. بهذا المعنى، ربما حققت الضربة هدفها - بأبشع صورة ممكنة"، على حد قول الصحيفة الإسرائيلية.
التعليقات (0)