صحافة إسرائيلية

إعلام عبري: تعاون عسكري ثلاثي مع اليونان وقبرص لمواجهة تركيا

فكرة إنشاء "قوة تدخل مشتركة" لا تزال في مرحلة التخطيط الأولي - الأناضول
فكرة إنشاء "قوة تدخل مشتركة" لا تزال في مرحلة التخطيط الأولي - الأناضول
شارك الخبر
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في شرق البحر الأبيض المتوسط، كشفت صحف عبرية عن نقاشات وتحركات سياسية وأمنية تتعلق بتعزيز التعاون العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وكل من اليونان وقبرص، بدعم أمريكي غير مباشر، وذلك على خلفية الخلافات القائمة مع تركيا بشأن ملفات الطاقة، والنفوذ الإقليمي، والترتيبات الأمنية في المنطقة.

وكشفت صحف عبرية، بينها "معاريف" و"يديعوت أحرونوت"، عن نقاشات متقدمة تتعلق بتعزيز التعاون الأمني بين الاحتلال الإسرائيلي واليونان وقبرص، في إطار ما يعرف بصيغة 3+1 التي تضم أيضا الولايات المتحدة، وذلك على خلفية التوترات المتصاعدة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وبحسب ما أوردته صحيفة معاريف، فقد بثت قناة يونانية مقابلة مع اللواء اليوناني المتقاعد كونستانتينوس كوسانتاس، تحدث فيها عن انتقال هذا المحور الجيوسياسي من مرحلة التنسيق السياسي إلى ما وصفه بـ"مرحلة التنفيذ العملياتي"، وأوضح أن النقاش يدور حول إنشاء قوة رد فعل سريع مشتركة بحجم لواء، قوامها نحو 2500 عنصر، وقد تشمل قدرات جوية متقدمة

وأشار كوسانتاس، وفق معاريف، إلى أن قادة إسرائيل واليونان وقبرص ناقشوا هذا التصور خلال لقاءات رسمية عقدت في كانون الأول / ديسمبر، معتبرا أن الهدف هو منح التعاون القائم طابعا .عمليا في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد، في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة

اظهار أخبار متعلقة


في السياق ذاته، ذكرت الصحيفة أن التعاون العسكري بين الأطراف الثلاثة يشمل تدريبات جوية وبحرية وبرية مشتركة، وأن لقاءات عقدت بالفعل بين قادة القوات الجوية لكل من إسرائيل واليونان وقبرص، في إطار تعميق التنسيق الدفاعي

من جانبها، قدمت صحيفة يديعوت أحرونوت، عبر محللها العسكري رون بن يشاي، قراءة أكثر حذرا للمشهد، مؤكدة أن فكرة إنشاء "قوة تدخل مشتركة" لا تزال في مرحلة التخطيط الأولي، ولم تتحول بعد إلى قرار عملي. وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة السياسية أبلغت الجيش الإسرائيلي ببحث الفكرة، لكنها طلبت عدم تجاوز حدود التخطيط في الوقت الراهن

وبحسب "يديعوت"، فإن أي قوة مشتركة محتملة سيكون هدفها الأساسي حماية المصالح الاقتصادية والأمنية في شرق المتوسط، لا سيما ما يتعلق بمناطق الغاز، وخطوط الطاقة، والنزاعات البحرية القائمة بين اليونان وتركيا، إضافة إلى الملف القبرصي المزمن

وأوضح التقرير أن الحساسية المحيطة بهذه الخطوة تعود إلى كون اليونان وتركيا عضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم العداء التاريخي بينهما، فضلا عن الفوارق في القدرات العسكرية، حيث تتمتع تركيا بقوة بحرية وبرية أكبر، مقابل تفوق نسبي لإسرائيل في المجالين الجوي والاستخباراتي

وربطت "يديعوت أحرونوت" بين هذه النقاشات وبين القلق الإسرائيلي من تنامي النفوذ التركي في سوريا وشرق المتوسط، واحتمالات تأثير ذلك على حرية الحركة الجوية الإسرائيلية، إضافة إلى التحفظات الإسرائيلية على أي دور عسكري تركي محتمل في ترتيبات أمنية مستقبلية في قطاع غزة

وأكدت الصحيفة في ختام تحليلها أن ما يجري حاليا يندرج في إطار الرسائل السياسية غير المباشرة، وأن التلميح إلى إنشاء قوة مشتركة يهدف بالأساس إلى دفع أنقرة إلى إعادة تقييم سياساتها الإقليمية، مشددة على أن المشروع لا يزال تصورًا نظريًا أكثر منه واقعًا ميدانيًا.
التعليقات (0)