صحافة إسرائيلية

تصعيد في بحر إيجة وتحركات إقليمية.. تعاون إسرائيلي يوناني ضد تركيا

منظومات “سبايك” الإسرائيلية تدخل الخدمة في الجزر اليونانية - الأناضول
منظومات “سبايك” الإسرائيلية تدخل الخدمة في الجزر اليونانية - الأناضول
شارك الخبر
شهد بحر إيجة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تصعيدا عسكريا لافتا أنهى فترة من الهدوء النسبي بين تركيا واليونان، في تطور أعاد التوتر إلى واحدة من أكثر الجبهات حساسية في شرق البحر المتوسط، وسط تداخل واضح مع حسابات إسرائيلية أوسع تتعلق بالتوازنات الإقليمية والممرات الجوية.

وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، نقلا عن الصحفيين إيلي ليون وآفي أشكنازي، إن طائرات عسكرية تركية نفذت سلسلة توغلات في المجال الجوي اليوناني، شملت مناورة جوية وهمية بين طائرات مقاتلة، وهي الأولى من نوعها منذ الزلازل التي ضربت تركيا في شباط/فبراير 2023.

وبحسب التقرير، وقعت المواجهة الجوية في شمال شرقي بحر إيجة، في المنطقة الواقعة بين جزيرتي ليمنوس وسيسفوس، ما أدى إلى استنفار سلاح الجو اليوناني وإقلاع طائرات مقاتلة لاعتراض التشكيلات الجوية التركية.

انتهاكات جوية متعددة وتدخل يوناني
ووفق الأرقام الرسمية التي نشرتها وسائل إعلام يونانية، شارك في النشاط الجوي التركي تشكيل ضم طائرتين مقاتلتين مسلحتين من طراز "إف16"، وطائرة دورية بحرية من طراز "ATR-72"، إضافة إلى طائرة مسيّرة.

وسُجلت خلال هذه التحركات ثماني انتهاكات للمجال الجوي اليوناني، إلى جانب أربع انتهاكات لقواعد الملاحة الجوية ضمن منطقة معلومات الطيران في أثينا.

وتشير البيانات، بحسب المصادر ذاتها، إلى أن مقاتلات "إف16" نفذت انتهاكين للمجال الجوي، بينما كانت طائرات "ATR-72" مسؤولة عن ستة انتهاكات. كما شملت انتهاكات قواعد الملاحة الجوية انتهاكا واحدا نفذته إف16، وانتهاكين بطائرات مسيّرة، وانتهاكا واحدا بطائرة استطلاع.

وأكدت هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني اليوناني، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية، أنه تم تحديد هوية الطائرات التركية واعتراضها وفق القواعد الدولية المعمول بها.

الفرقاطة “كيمون” وخلفيات التصعيد
وفي سياق تفسير خلفيات التصعيد، أفادت “معاريف” بأن تقارير تركية، نقلا عن مصادر دفاعية يونانية، تربط النشاط العسكري المتزايد برد فعل أنقرة على اقتراب وصول الفرقاطة اليونانية الحديثة “كيمون”، وهي من طراز بلهارا الفرنسية، إلى القاعدة البحرية في سلاميس.

وبحسب هذه المصادر، فإن دخول الفرقاطة الجديدة الخدمة يُنظر إليه في أنقرة باعتباره عاملا مؤثرا في التوازن العسكري الدقيق في بحر إيجة، وهو ما يفسر حدة التحركات التركية الأخيرة.

ونقل التقرير عن مسؤولين أمنيين يونانيين وصفهم التطورات بأنها “عالية الخطورة”، محذرين من أن أي خطأ بسيط خلال هذه المناورات قد يؤدي إلى أزمة عسكرية خطيرة بين البلدين.

اظهار أخبار متعلقة


قلق إسرائيلي وتحالفات ناشئة
وفي بعد إقليمي أوسع، أشارت “معاريف” إلى أن هذه التطورات تأتي في ظل ما وصفته بـ”النشاط التركي لتعزيز التحركات الإمبريالية في المنطقة”، مع التركيز على الدور التركي في سوريا، ومحاولات العمل كقوة متعددة الجنسيات في غزة.

وبحسب الصحيفة، جاء الرد الإسرائيلي على هذه التحركات الأسبوع الماضي من خلال بدء تل أبيب بناء تحالف إقليمي يضم اليونان وقبرص، في مواجهة ما تعتبره تل أبيب تمددا تركيا مقلقا.

وفي هذا السياق، كشفت الصحيفة أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء تومر بار، أُوفد برفقة عدد من أعضاء هيئة الأركان الجوية، لإيصال رسالة مباشرة إلى أنقرة بشأن جدية نوايا إسرائيل في هذا التحالف. ووفق المعلومات، عقد بار اجتماعا ثلاثيا مع قائدي سلاحي الجو اليوناني والقبرصي.

مخاوف من إغلاق الممرات الجوية
وأفادت “معاريف” بأن سلاح الجو الإسرائيلي يشعر بقلق متزايد من التوسع التركي، لا سيما في ما يتعلق بمحاولات إغلاق الممرات الجوية في شمال وشرق البحر الأبيض المتوسط.

كما عبر عن مخاوفه من احتمال قيام تركيا بنشر أنظمة رادار ودفاع جوي في سوريا، بما قد يقيد حرية حركة الطيران الإسرائيلي، التي يتمتع بها حاليا فوق إيران والعراق وسوريا ولبنان، وفق الصحيفة.

وتضيف أن هذه الحرية الجوية تتيح لسلاح الجو الإسرائيلي ممرا جويا يعتبر “آمنا وسهل الوصول” نحو إيران، في حال اضطر الاحتلال إلى تنفيذ عمليات عسكرية هناك مستقبلا.

منظومات “سبايك” في الجزر اليونانية
في موازاة ذلك، ذكرت تقارير إعلامية يونانية أن القوات البرية اليونانية تسعى إلى إدخال منظومات صواريخ مضادة للدروع بعيدة المدى من طراز “سبايك”، التي تم شراؤها من الاحتلال الإسرائيلي، إلى الخدمة العملياتية الكاملة.

وبحسب تقرير نشره موقع “أون ألارت” العسكري اليوناني، الأربعاء الماضي، فقد أُدرجت هذه المنظومات، بعد استكمال عملية التوريد من تل أبيب٬ في سجلات الوحدات العسكرية، وانتقلت إلى مرحلة الدمج العملياتي.

وأوضح التقرير أن الخطة تشمل نشر هذه الأنظمة بشكل خاص في جزر شرق بحر إيجة، إضافة إلى منطقة مريج (إيفروس) على الحدود البرية مع تركيا.

وأشار إلى أن القوات البرية اليونانية لا تنظر إلى “سبايك” كسلاح بعيد المدى فقط، بل تسعى لدمجها ضمن بنية شبكية متكاملة تشمل مستشعرات، وطائرات مسيّرة، وأنظمة قيادة وسيطرة، ومنصات إطلاق.

ووفق المصدر ذاته، تخطط اليونان لاستكمال الدمج العملياتي الكامل للمنظومات بحلول فصل الصيف، مع تحديد برامج التدريب والصيانة، وإجراءات تحديد الأهداف، وقواعد الاشتباك. كما يجري تكثيف تدريب الجنود في مدرسة المشاة بمدينة خالكيذا، لا سيما عناصر وحدات مضادات الدروع.

اظهار أخبار متعلقة


بحث تشكيل قوة تدخل سريع مشتركة
من جهة أخرى، أفاد موقع “جيوبوليتيكو” اليوناني بأن أثينا تدرس، بالتعاون مع تل أبيب وإدارة قبرص الرومية، تشكيل قوة تدخل سريع مشتركة على مستوى لواء، لحماية ما يسمى “البنى التحتية الحيوية” في شرق البحر المتوسط.

وأوضح التقرير أن الزيادة في القدرات العسكرية التركية، إلى جانب التطورات الجارية في شرق المتوسط، دفعت اليونان إلى البحث عن صيغ تعاون عسكري أكثر تقدما.

وبحسب الموقع، يخطط أن تضم القوة المشتركة نحو 2500 جندي، بواقع 1000 من اليونان، و1000 من الاحتلال الإسرائيلي، و500 من إدارة قبرص الرومية، إلى جانب عناصر برية وجوية وبحرية وتحت الماء.

وأشار التقرير إلى دراسة استخدام البنى التحتية العسكرية في جزيرتي رودس أو كارباثوس اليونانيتين، إضافة إلى قواعد في قبرص الرومية والاحتلال الإسرائيلي، مع بحث إمكانية دعم القوة بسربين جويين، أحدهما يوناني والآخر إسرائيلي.

ونقل الموقع عن المحلل الإسرائيلي شاي غال قوله إن أي قوة تدخل سريع مشتركة محتملة لا تستهدف دولة بعينها، بل تهدف إلى “سد فراغ استراتيجي” في شرق البحر المتوسط، وفق تعبيره.
التعليقات (0)