صحافة إسرائيلية

"إسرائيل" تتجه صوب أرمينيا لهذه الأسباب.. لكن الخوف من أذربيجان

الاحتلال متخوف من تأثر علاقته بأذربيجان الخصم التقليدي لأرمينيا- جيتي
الاحتلال متخوف من تأثر علاقته بأذربيجان الخصم التقليدي لأرمينيا- جيتي
شارك الخبر
في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الاسرائيلية توترا وعزلة كبيرين بسبب جرائمها في غزة، فإن أنظار دولة الاحتلال باتت تتجه في الآونة الأخيرة إلى أرمينيا، بزعم أنه لعقود طويلة، كانت لديهما كل أسباب التقارب، لكن الجغرافيا السياسية حالت دون ذلك، والآن، قد يتغير الوضع الآن في دراما تتكشف بعيدًا عن أعين العالم.

وزعم لاري ليكسنر، الكاتب في موقع زمان إسرائيل، خبير شئون البلقان والشرق الأوسط وجنوب القوقاز، أن "عودة العلاقات الإسرائيلية الأرمنية سيكون تصحيحًا مرحبًا به، إذ ينظر العديد من الإسرائيليين والأرمن لبعضهم البعض كشركاء طبيعيين: دولتان صغيرتان غير مسلمتين في منطقة تهيمن عليها أنظمة استبدادية؛ شعوب عريقة ذات شتات واسع، وذاكرة تاريخية عميقة؛ مجتمعات عاشت كأقليات مزدهرة تحت الحكم السوفيتي، للأرمن وجود في القدس المحتلة منذ القرن الرابع، ولليهود وجود في أرمينيا منذ قرون".

وأضاف ليكسنر في مقال ترجمته "عربي21" أن "التجارب المشتركة للدولتين لم تُترجم قط إلى ثقة، بل إن التحالف الاستراتيجي الإسرائيلي مع أذربيجان، خصم أرمينيا، أثّر على كل شيء لسنوات طويلة، حيث تُزوّد أذربيجان إسرائيل بالنفط، وتمنحها منفذًا إلى الجبهة الشمالية لإيران، وفي المقابل تُعدّ زبوناً رئيسياً للطائرات المسيّرة والأسلحة الدقيقة إسرائيلية الصنع، التي ظهرت حاسمة لانتصارها في حرب ناغورنو كاراباخ عام 2020، وحملة 2023 التي أدت لإخلائه من 120 ألف نسمة من سكانه الأرمن".

واستدرك ليكسنر بالقول إن "أمرا غير مسبوق حدث مؤخرا، ففي أغسطس/آب، أقنعت الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، أرمينيا وأذربيجان بتوقيع اتفاقية سلام في واشنطن، وتناولت الاتفاقية قضايا الحدود والعبور التي لا تزال عالقة، بما في ذلك مقاطعة سيونيك جنوب أرمينيا، وخففت بشكل كبير من مخاوف اندلاع حرب أخرى في جنوب القوقاز".

وأوضح الكاتب أنه "لأول مرة منذ سنوات، ثمة احتمال أن تحاول إسرائيل وأرمينيا أخيرًا تعزيز العلاقات التي طالما أشارت إليها الجغرافيا والتاريخ، وبدأت تظهر بالفعل بوادر التقارب، ففي يوليو/تموز، أطلقت بلدية القدس المحتلة اسم إيليا خابادجيان، المصور الأرمني الذي فُنيت عائلته بأكملها في الإبادة الجماعية، على ساحة صغيرة قرب باب نابلس، صحيح أنها لم تكن خطوة رسمية من الدولة، لكن القدس أصبحت ثالث مدينة، بعد حيفا وبيتاح تكفا، تُحيي ذكرى ما يزعم أنها مذابح الأرمن".

وأشار إلى أنه "في وقت لاحق، وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أحداث ذلك العام علنًا بأنها "إبادة جماعية" لأول مرة، وهو تصريح أغضب أنقرة، وكسر سياسة الغموض التي اتبعتها إسرائيل طويلًا، وفي نوفمبر، زار نائب وزير الخارجية الأرميني فاهان كوستانيان القدس المحتلة، والتقى بالمدير العام لوزارة الخارجية عيدان بار تال، وركزت المحادثات على التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والطب والسياحة، وهي مجالات يرى فيها الجانبان فوائد واضحة".

اظهار أخبار متعلقة



وأضاف ليكسنر أنه "بجانب زخم التقارب، هناك أيضًا إحباط، حيث تزعم إسرائيل أن معاداة السامية متفشية في أرمينيا، وهو ادعاء يقول مسؤولون حكوميون أرمينيون رفيعو المستوى وأفراد من الجالية اليهودية في البلاد إنه مبالغ فيه للغاية، لاسيما في ظل التصاعد الحاد للعنف المعادي للسامية في جميع أنحاء أوروبا منذ السابع من أكتوبر، وفي تل أبيب، ورغم وجود سفارة أرمينية منذ خمس سنوات، فلم تُفتتح سفارة إسرائيلية في يريفان حتى الآن".

من جانبه، ذكر أرمين هاكوبيان، سفير أرمينيا لدى تل أبيب، أنه "إذا ركزنا على معاداة السامية، فإننا نساهم في استمرارها، ونجعلها واقعًا، وبدلًا من ذلك، لنركّز على غياب سفارة إسرائيلية في أرمينيا، وهو ما يرسل رسالة خاطئة للغاية، إذ يعني عدم وجود اهتمام ببلدنا، مشيرا إلى أن ثلاث جمهوريات سوفيتية سابقة فقط لا توجد بها سفارات إسرائيلية في عواصمها: أرمينيا وقيرغيزستان وطاجيكستان، ومع وجود السفير الأرميني هنا، أشعر بعدم الارتياح لوجودي ضمن هذه المجموعة".

بدوره قال نتانئيل تروبكين، مؤسس البيت اليهودي في يريفان، الذي فرّ من روسيا عام 2022، إنه "خلال السنوات الأربع التي قضيناها هنا، لم نواجه أي معاداة للسامية، لا عداء ولا تعصب، على العكس من ذلك، فقد التقينا بالعديد من المثقفين الأرمن الذين يرغبون بتوثيق العلاقات مع إسرائيل، وأقرّ بوجود غضب إزاء مبيعات الأسلحة الإسرائيلية لأذربيجان، لكنه أشار أن حدة الخطاب على وسائل التواصل الاجتماعي ليست أسوأ من أي بلد آخر منذ بدء الحرب مع حماس".
التعليقات (0)