قال الموفد الأمريكي إلى سوريا، توماس
باراك، الثلاثاء، إن الاحتلال
الإسرائيلي سيتخذ خطوات متزامنة مع عملية نزع
سلاح "
حزب الله" في
لبنان، مشيرا إلى أن واشنطن ستعمل على ضمان انسحاب قوات الاحتلال من الجنوب اللبناني.
وجاءت تصريحات باراك خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون في قصر بعبدا، بحسب مراسل وكالة "الأناضول". وكان الوفد الأمريكي قد وصل إلى العاصمة اللبنانية مساء أمس الاثنين لإجراء مباحثات حول قرار الحكومة اللبنانية القاضي بحصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى مسألة انسحاب الاحتلال من خمس نقاط حدودية احتلتها خلال الحرب الأخيرة.
وأوضح باراك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يريد رؤية لبنان مزدهرا وخاليا من السلاح غير الشرعي"، متسائلا: "لماذا يواصل حزب الله حمل السلاح؟"، لافتا إلى أن الحكومة اللبنانية والجيش سيعرضان خطتهما في 31 آب/ أغسطس الجاري، قائلا: "لسنا بصدد حرب، بل إقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه".
وفيما يتعلق بالعلاقات اللبنانية السورية، قال باراك إن "الرئيس السوري أحمد الشرع لا يرغب بعلاقة عدائية مع لبنان، بل يسعى إلى علاقات تعاون". أما بشأن إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على الجنوب، فقد أشار إلى أن "دول الخليج ستساهم في عملية الإعمار"، مضيفا أن "اتفاقية السلام مع إسرائيل هي الطريق إلى الازدهار والاستقرار"، على حد تعبيره.
وأكد الموفد الأمريكي أن الاحتلال الإسرائيلي "سينفذ خطوات موازية لخطة نزع سلاح حزب الله"، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية وعدت بالالتزام بالخطة، وأنه سيتم توفير تمويل لتعويض عناصر الحزب الذين يتركون سلاحهم. وشدد باراك على أن بلاده "لا تريد حربا أهلية في لبنان".
اظهار أخبار متعلقة
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أقر في 5 آب/ أغسطس الجاري خطة لحصر السلاح بيد الدولة، بما في ذلك سلاح "حزب الله"، وكلف الجيش بوضع آلية لتنفيذها قبل نهاية العام 2025. لكن الحزب أعلن رفضه للقرار، مؤكدا أن سلاحه "جزء من وجوده وكرامته"، ومعتبرا أن التخلي عنه "خط أحمر".
يشار إلى أن الاحتلال شن في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 عدوانا على لبنان، تطور في 23 أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب واسعة، أسفرت عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح. ورغم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من العام نفسه، إلا أن جيش الاحتلال خرقه أكثر من 3 آلاف مرة، ما أدى إلى سقوط 282 قتيلا و604 جرحى إضافيين، وفق بيانات رسمية.
ورغم إعلانها انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، تواصل إسرائيل احتلال خمس تلال حدودية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، في تحدٍ للاتفاق.