أعاد اندماج فصائل في
السويداء تحت مسمى
"قوات الحرس الوطني" بإشراف شيخ عقل
الدروز في السويداء
حكمت الهجري،
الأوضاع في المحافظة التي تقطنها غالبية درزية إلى واجهة الأحداث في
سوريا، وأثار
في الوقت ذاته اتهامات للهجري بمواصلة التصعيد، في الوقت الذي تستعد فيه حكومة
دمشق لإعادة فتح طريق دمشق- السويداء.
وكانت فصائل عسكرية في السويداء قد
أعلنت اندماجها في "قوات الحرس الوطني"، مؤكدة أن "الفصيل سيلتزم
بتوجيهات الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، ممثلة بالشيخ حكمت الهجري الذي يُعتبر
الممثل الشرعي والمخول بالتعبير عن الموقف العام للطائفة".
وتابعت بأنّ التشكيل الجديد سيعمل
بالتعاون مع القوى المحلية والقوات الرديفة في مهمة الدفاع عن الجبل (السويداء)
وصون الهوية التوحيدية المعروفية.
ووصف سوريون اسم التشكيل
بـ"الاستفزازي"، معتبرين أن اختيار هذا الاسم يأتي تكريساً لدعوات
الانفصال عن سوريا، في حين اعتبر القيادي الدرزي ليث البلعوس أن التشكيل
"تجربة مستنسخة من الحرس الثوري الإيراني".
اظهار أخبار متعلقة
وفي هذا الإطار، يؤكد الخبير والمحلل
العسكري العقيد أحمد حمادة، أن التشكيل الجديد يمثل تصعيداً من الهجري ضد الدولة
السورية، مؤكداً أن "التشكيل جاء على أسس طائفية، وأعلن معاداة الدولة".
وأشار في حديثه لـ"
عربي21"
إلى تورط بعض الفصائل المنضوية في التشكيل بانتهاكات وجرائم وتجارة المخدرات،
وقال: "الهجري أراد أن يحتوي المجموعات الخارجة عن القانون، ليستقوي بها".
وبحسب حمادة، فإن المشروع يؤكد مُضي الهجري
في مشاريع غير وطنية، وقال: "المشاريع التي تُطرح تتماشي مع المشاريع
الإسرائيلية".
دويلة داخل الدولة
من جهته، أكد الخبير العسكري
والاستراتيجي العميد عبد الله الأسعد لـ"عربي21"، أن الهجري يريد تشكيل
دويلة داخل الدولة السورية، من خلال الإعلان عن التشكيل الذي يتلقى الأوامر منه،
بمعنى أنه يحاول اختطاف قرار السويداء، نحو مشاريع انفصالية.
وقال إن "الخطوة تتعارض مع توجه
الدولة السورية نحو تشكيل جيش سوري موحد، بمساعدة القوات الحليفة والصديقة".
اظهار أخبار متعلقة
لكن الأسعد لفت إلى ما اعتبره
"تضخيماً" للفصيل الجديد، وقال: "لم تنضم الفصائل الكبرى إلى
التشكيل مثل حركة رجال الكرامة"، وقال: "بالتالي نحن أمام حركة
استعراضية هدفها المضي في خيار التصعيد ضد الدولة، بعد المظاهرات التي شهدتها
السويداء، والتي طالبت بالانفصال عن سوريا".
حالة دفاعية
في المقابل، يؤكد السياسي والناشط في
السويداء جمال درويش، أن مبادرة تشكيل فصيل موحد في السويداء طُرحت قبل أكثر من
شهرين، وأمس تم الإعلان عنها بعد انضمام 30 فصيلاً.
وأضاف لـ"
عربي21"، أن الهدف
من التشكيل هو الدفاع عن السويداء ضد الأخطار المحتملة، بمعنى أن الاندماج هو حالة
دفاعية، مؤكداً أن أهالي السويداء ينظرون بإيجابية إلى التشكيل الجديد.
وتابع درويش، بأن توحيد فصائل السويداء
يعد ضرورة مرحلية لضبط الملف الأمني والعسكري تحت إدارة قيادة موحدة، معتبراً أن
"موافقة الفصائل على الاندماج، تعكس استجابة للواقع الأمني، وتقطع الطريق على
الفراغ والفلتان الأمني".
وفي منتصف تموز/ يوليو الماضي، شهدت
السويداء اشتباكات بين فصائل محلية ومسلحين من عشائر البدو تدخل على إثرها قوات من
وزارة الدفاع، وبعدها انسحبت بعد ضربات من الاحتلال، حتى جرى التوصل لاتفاق على
وقف العمليات العسكرية، برعاية أمريكية.