ملفات وتقارير

ما أسباب تجدد الحرائق في غابات سوريا.. وزارة الطوارئ توضح لـ"عربي21"

حرائق الساحل السوري لم تتوقف منذ أسابيع- سانا
حرائق الساحل السوري لم تتوقف منذ أسابيع- سانا
فسرت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، سبب تجدد الحرائق غرب ووسط البلاد، في حديث خاص لـ"عربي21"، بـ"الجفاف غير المسبوق" الذي تشهده البلاد والمنطقة عموماً، مؤكدة أن التحقيقات التي تجريها الحكومة السورية حول "افتعال" بعض الحرائق "لا زالت مستمرة".

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، قد أعلن صباح اليوم الأحد، السيطرة الكاملة على حرائق الغابات في محافظة حماة وسط البلاد، والتي اندلعت قبل 4 أيام. وأضاف "في الوقت الذي نعلن فيه عن السيطرة على الحرائق، لا يسعنا إلا أن نعبر عن بالغ الحزن والأسى للخسائر التي لحقت بممتلكات الأهالي وأرزاقهم وأراضيهم الزراعية، والتي تمثل مصدر عيش كريم".

ومنذ دخول الصيف، تشهد محافظات سورية موجات حرائق حراجية، كان أوسعها في تموز الماضي، عندما اندلعت الحرائق في غابات جبال محافظة اللاذقية، واستمرت 12 يوماً ودمرت أكثر من 16 ألف هكتار من الغابات الحراجية.

ما أسباب الحرائق؟
وكانت أنباء قد انتشرت حول افتعال بعض الحرائق من قبل "فلول النظام" السابق، بهدف ضرب استقرار البلاد، وإشغال الحكومة السورية بمكافحة الحرائق.

وعن ذلك، يقول مسؤول برنامج الإطفاء في وزارة الطوارئ وسام زيدان لـ"عربي21"، إن السبب الرئيسي هو الجفاف، مؤكدا الوقت ذاته أن "الجهات المختصة تعمل على تحقيقات وهي مستمرة لمعرفة ما إن كانت بعض الحرائق مُفتعلة".

بدوره، يؤكد المهندس الزراعي وخبير الطقس أنس رحمون، أنه لا يمكن الوقوف على أدلة قاطعة حول أسباب تجدد الحرائق التي تجتاح الغابات السورية، مستدركاً: "لكن العديد من الدول تشهد الأمر ذاته، مثل تركيا واليونان وقبرص".

وأضاف لـ"عربي21" أن المنطقة شهدت موجة جفاف، بحيث لم تحقق غالبية المناطق إلا 30 في المئة من معدلات الهطولات المطرية السنوية.

ويعني ذلك، بحسب رحمون أن أوراق الأشجار تحولت لما يشبه الوقود بسبب الجفاف، وأي شرارة كفيلة باشتعال الحرائق الواسعة.

اظهار أخبار متعلقة



صعوبة عمليات الإطفاء
وتواجه فرق الإطفاء صعوبات كبيرة، الأمر الذي يصعب مهمة السيطرة على النيران، حديث وزارة الطوارئ عن أنه لا يمكن الإعلان عن انتهاء الحرائق بشكل كامل، بسبب وجود بؤر قد يتجدد اشتعالها بسبب شدة الرياح.

وأكدت إصابة عدد من رجال الإطفاء بإجهاد شديد وضيق تنفس، بسبب العمل المتواصل ودرجات الحرارة المرتفعة والدخان.

وعن الصعوبات، يتحدث وسام زيدان، عن تضاريس صعبة في المناطق التي تشتعل فيها الحرائق، وتحديداً في سهل الغاب بحماة، موضحاً أن الدوامات الهوائية تسهم في انتشار الحرائق، بجانب انتشار بؤر النيران في أربعة محافظات (اللاذقية، حماة، حمص، إدلب).

مخلفات الحرب
كذلك لفت المسؤول بوزارة الطوارئ السورية، إلى إعاقة مخلفات الحرب غير المتفجرة، وحقول الألغام لعمل رجال الإطفاء، وخاصة في منطقة كسب بريف اللاذقية، التي كانت من بين أكثر الجبهات صعوبة بين جيش النظام البائد، وفصائل المعارضة سابقاً.

وقال إن كل هذه التحديات تجعل الاستجابة للحرائق خطرة، وتزيد من تعقيد المأساة.
ويتفق مع زيدان، المهندس أنس رحمون، ويضيف أن "انخفاض الرطوبة وحركة الرياح النشطة تُشجع على تجدد الحرائق".
التعليقات (0)

خبر عاجل