كشف مصدر نقابي في
تونس
لـ"
عربي21"، اليوم الأحد، أن مقر
اتحاد الشغل في
صفاقس يشهد منذ ساعات
الصباح، تعزيزات أمنية مكثفة وتطويقا كاملا وغير مسبوق.
وأشار المصدر ذاته، على أن العشرات من
النقابيين تجمعوا أمام مقر اتحاد الشغل، رافعين شعارات: "هايلة البلاد قمع
واستبداد"، "لا مسار ولا روابط الاتحاد دائما ثابت"، "يا
منظومة الفشل الرحيل هو الحل"، "وحدة وحدة نقابية ضد الهجمة
الشعبوية"، "حريات حريات دولة البوليس وفات"، "الاتحاد لا
يهان يا عساس الطليان".
وجاء التجمع الاحتجاجي على خلفية خروج
دعوات عديدة من مناصرين للرئيس التونسي قيس سعيّد تطالب بمحاسبة "النقابيين
الفاسدين"، وفق تعبيرهم.
وتجمع العشرات من أنصار الرئيس سعيّد
قرب بلدية صفاقس رافعين شعارات: "نحبو اتحاد يحفظ المؤسسات موش يسكر
البلاد"، "نحبو اتحاد صالح موش مصالح"، "الشعب يريد تطهير
الاتحاد".
وقال الكاتب العام المساعد بصفاقس
المكلف بالوظيفة العمومية محمد عباس: "للأسف وبعد هجوم ميليشيا المسار على
المقر المركزي للاتحاد بالعاصمة منذ أيام هناك دعوات للهجوم على مقر صفاقس اليوم، ما
تطلب منا دعوة النقابيين للدفاع عن مقر صفاقس".
وأوضح محمد عباس في تصريح خاص
لـ"
عربي21"،"المقر يعرف الآن طوقا أمنيا رهيبا وغير مسبوق، وشخصيا
44 عاما باتحاد صفاقس ولم أر مثل هذا الطوق وبهذا الحجم، وقد بلغنا أصواتنا
للأمنيين بأن النقابيين ليس لهم أي أمر يتطلب كل هذه التعزيزات والتطويق، يجب أن
يكون على المليشيا التي تريد الهجوم".
وتابع: "نحن بالمقر لحمايته، وخطاب
الفتنة والكراهية غير مقبول لأن تونس للجميع، ومن لديه ملف فليتوجه للقضاء أما
الخطاب الرسمي فهو سيزيد من الفتنة والحقد"، لافتا إلى أنّ "ما نشهده
اليوم وصادر عن جهة رسمية، للأسف أقوى من خطاب الفتنة قبل حادثة اغتيال شكري بلعيد
في فبراير 2013"، وفق تقديره.
اظهار أخبار متعلقة
وعن المخاوف من حصول اعتداءات على مقر
نقابة صفاقس، أفاد عباس بأن "الزخم النضالي لأجيال مختلفة من النقابيين، قادر
على حماية الاتحاد وقلعة حشاد".
ونشر اتحاد صفاقس تغريدة عبر صفحته
الرسمية أكد فيها أنّ "مليشيات ومجموعة تتجمع أمام بلدية صفاقس، تخطط
للاعتداء وضرب دار الاتحاد الجهوي".
وتابع: "نحمل السلطة المسؤولية
كاملة على هذا الاعتداء، الذي لم تفتح فيه أي تحقيق يكشف حقيقة المعتدين ومن جندهم
ووظفهم قصد محاسبتهم وتحميلهم المسؤولية كاملة، عن محاولتهم توتير المناخ
الاجتماعي وإشعال فتنة بين المواطنين قد تعصف بالسلم الأهلي".
وأردف قائلاً: "كما يحملها
المسؤولية في الشحن المتزايد تجاه المنظمة الوطنية وقطاعاتها المناضلة، لاستهدافها
الحق النقابي بالهروب من المفاوضات الاجتماعية والتنصل من واجباتها والتزاماتها،
وترك طاولة الحوار الإطار الوحيد كحل كل المشاكل والأزمات".
وحذرت النقابة من "خطورة تكرار الاعتداءات
على المنظمة وعلى الحق النقابي وهياكل الاتحاد ومقراته"، داعية كافة الشغالين
"للالتفاف حول منظمتهم والدفاع عنها بكل الأشكال النضالية المشروعة".
ونظم اتحاد الشغل الخميس الماضي، مسيرة
احتجاجية شارك فيها آلاف العمال للدفاع عن المنظمة النقابية، بعد الهجوم الأخير
الذي نظمه مناصرون للرئيس سعيّد، والذي دافع عنهم، معتبرا أنها "احتجاجات
سلمية وليست عصابات إجرامية كما تصفهم ألسنة السوء"، في إشارة لبيان الاتحاد.