هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعتبر العدالة قضية محورية في الفكر السياسي والاجتماعي لأي مجتمع يسعى إلى التنمية والاستقرار، فهي الرابط بين المبادئ الأخلاقية العليا ومتطلبات الحياة اليومية للمواطنين، وتتسم مسألة العدالة في السياق المغربي، بتحديات متعددة، تتعلق بالاختلالات المؤسساتية، والتفاوتات المجالية والاجتماعية، وغياب الشفافية والمساءلة.
شهد اللواء الجنوبي من فلسطين " قطاع غزة " ما بين دخول القوات المصرية إلى فلسطين 15 مايو عام 1948م، وتوقيع اتفاقية رودس 24 فبراير 1949م، حوادث سياسية وعسكرية مهمة كان لها أثرها الحاسم ليس قطاع غزة بشكله الحالي، بل على مجمل العلاقات السياسية مع مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، يكشف تقرير المفوضة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي عن الوجه الاقتصادي القاتل للاحتلال، حيث تتحول الأرض الفلسطينية إلى ساحة للاستثمار في الموت والدمار. يوضح التقرير كيف استغلت إسرائيل الشركات والمؤسسات العالمية لتدعيم مشاريع الاستيطان، وتحويل غزة والضفة الغربية إلى مختبرات صناعية للإبادة الجماعية، مستخدمة الأسلحة والتقنيات الحديثة، وموارد الطاقة والمياه كأسلحة حربية. كما يسلط الضوء على تورط كبرى الشركات والجامعات وصناديق الاستثمار العالمية في دعم هذا الاقتصاد القاتل، ما يحول الربح المالي إلى أداة للقمع والانتهاك المنهجي للحقوق الفلسطينية، ويطرح السؤال الأخلاقي الملح حول مسؤولية المجتمع الدولي في وقف هذه الجرائم.
كثير من القاعدين عن القيام بواجبهم تجاه المأساة الجارية في غزة والعدوان العظيم على الضفة والقضية الفلسطينية كلها، يواجهون كل من يدعو إلى رفع سقوف الدعم في مختلف جوانبه، بأن الدولة الجزائرية قائمة بواجبها كاملا خلافا ـ في ظنهم ـ لكل دول العالم! وفي محاججتهم المزهوين بها هذه لا يجدون أكثر من موقفين للجزائر يتحدثون بهما وهما عدم وجود التطبيع في بلادنا، وبعض التصريحات السياسية، وخاصة مواقف ممثل الجزائر في مجلس الأمن في العضوية المؤقتة، ويضيف بعض المكتفين بالعمل الخيري أن السلطات الجزائرية متساهلة مع المساهمين في العمل الإغاثي والإنساني المتميز في بلادنا.
للشيخ عبد السلام ياسين معاناة كبيرة داخل الزاوية البوتشيشية حكا فصولها بلغة ناعمة وراقية في كتابه: "الإسلام بين الدعوة والدولة"، وأيضا في كتب أخرى، فقد كانت علاقته بشيخ الزاوية العباس، علاقة الشيخ بالمريد، وقد أقر عبد السلام ياسين أنه عرف الطريقة على يده، وبدأ السير إلى الله مع شيخه، حتى عاش التجربة الشخصية، التي توصف في الأدبيات الصوفية بالحال الدالة على لزوم الطريق، وحكا بتفصيل هذه التجربة، كما حكا طرفا من الخلاف بينه وبين الزاوية، لم يشأ أن يكشف عن بؤرته، فلفت الانتباه إلى جوانب من الفساد فيها، وبعدها عن طريق الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحولها إلى تكايا للجمود والتكلس، وخدمة السلطة.
يمثل كتاب "لماذا هذه حالنا؟" للطفي المرايحي محاولة جريئة للإجابة عن سؤال يبدو بسيطاً في ظاهره لكنه يتجاوز في عمقه حدود التاريخ والسياسة والاجتماع إلى تخوم الفلسفة والأنثروبولوجيا: لماذا تردّت أوضاع العرب والمسلمين إلى ما هي عليه من انحطاط حضاري وتخلّف تاريخي؟ إنّه سؤال يختزل همّاً وجودياً ظل يلاحق أجيالاً من المفكرين العرب منذ صدمة الحداثة، من جمال الدين الأفغاني إلى محمد عبده، ومن شكيب أرسلان إلى مالك بن نبي، ومن عبد الله العروي إلى هشام جعيط. لكن المرايحي، القادم من خلفية سياسية وطبية وثقافية مركبة، يعيد طرح السؤال من زاوية جديدة تجمع بين الحسّ النقدي والتحرر من هيمنة الأطروحات الكلاسيكية التي عادة ما تتأرجح بين تبريرات استعمارية أو سرديات قدرية دينية.
يمكن أن نختزل العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والسلطة في موجات متعاقبة من المدّ والجزر تضبط الأزمات الاجتماعية إيقاعها. فكلما تعمقت تحولت العلاقة إلى صدام. كما هو الحال في أزمة 1965 لمّا اتهمت السلطة الاتحاد بالعمل على عرقلة مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، أو أزمة الاقتصادية والاجتماعية في العام 1978 التي انتهت إلى مواجهات دامية أُعتقلت قيادات الاتحاد إثرها أو أزمة 1985.
ابتداء يصف خضر أحداث السابع من أكتوبر بالحدث غير المسبوق منذ قيام إسرائيل، والأهم أنه كان مهينا لإسرائيل بشكل "أسطوري"، ليس فقط بسبب اختلال موازين القوى بين المهاجمين وإسرائيل، ولكن أيضا لأن الإسرائيليين لديهم "حساسية مرضية" تجاه كل ما يمكن أن يضر بصورة دولتهم كقوة لا تقهر.
تركز الورقة على فهم النهج التدميري الإسرائيلي من خلال مقاربتين رئيسيتين: الأولى، عقيدة "الضاحية" التي طورها قائد الاحتلال السابق جادي آيزنكوت، والتي تعتمد على القوة المفرطة والدمار الشامل كوسيلة للردع؛ والثانية، عقيدة "الصدمة" لنعومي كلاين، التي توضّح كيف يتم توظيف الصدمات الجماعية لإعادة تشكيل وعي الشعوب وتطويعها سياسياً.
من بين كل التحوّلات السياسية الكبرى في القرن العشرين، تظل الثورة الإسلامية في إيران (1979) لحظة استثنائية، ليس فقط لأنها أطاحت بأقوى نظام حليف للغرب في المنطقة، بل لأنها دشّنت أول تجربة توليف غير مسبوقة بين الدين والدولة في العصر الحديث، خارج نطاق النموذج السني التقليدي أو التركي العلماني.