صحافة دولية

تحقيقات جديدة تكشف تفاصيل أكبر هجوم سيبراني صيني على الغرب

كشفت تحقيقات حديثة استمرت سنة كاملة عن طبيعة الهجوم الإلكتروني الكبير الذي نفذته مجموعة تُعرف باسم إعصار الملح- CC0
كشفت تحقيقات حديثة استمرت سنة كاملة عن طبيعة الهجوم الإلكتروني الكبير الذي نفذته مجموعة تُعرف باسم إعصار الملح- CC0
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يتناول نتائج التحقيقات في الهجوم السيبراني الواسع الذي نفذته مجموعة قرصنة صينية واستهدف شبكات اتصالات وبنى تحتية حساسة في العديد من الدول الغربية.

وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الصين نفذت على مدى عقود عمليات اختراق إلكترونية استهدفت شبكات وشركات أمريكية، ساعيةً إلى سرقة ملفات حساسة وحقوق ملكية فكرية مثل تصاميم الشرائح الإلكترونية، بهدف تعزيز تفوقها الاستراتيجي على الولايات المتحدة.

أكبر هجوم صيني
وكشفت تحقيقات حديثة استمرت سنة كاملة عن طبيعة الهجوم الإلكتروني الكبير الذي نفذته مجموعة تُعرف باسم "إعصار الملح"، والذي يوصف بأنه الهجوم السيبراني الصيني الأوسع حتى الآن، حيث استهدف أكثر من 80 دولة، ويُعتقد أنه أدى إلى سرقة معلومات من معظم المواطنين الأمريكيين.

وصف مسؤولون بريطانيون وأمريكيون الهجوم بأنه "مُنفلت" و"عشوائي"، وقال المحققون في بيان مشترك الأسبوع الماضي إن "إعصار الملح" كان هجومًا منسقًا استمر لسنوات، واستهدف شركات اتصالات كبرى وغيرها.

كان نطاق الهجوم أكبر بكثير مما كان يُعتقد في البداية، وحذر مسؤولون أمنيون من أن البيانات المسروقة قد تسمح لأجهزة الاستخبارات الصينية باستغلال شبكات الاتصالات العالمية لتتبع أهداف مختلفة، بما في ذلك سياسيون وجواسيس ونشطاء.

اظهار أخبار متعلقة


وقد ربط المحققون الهجوم بثلاث شركات تقنية صينية تعمل منذ سنة 2019 لصالح الجيش الصيني ووكالات الاستخبارات، ولكن العملية لم تُكتشف إلا السنة الماضية.

وكان الهدف من الهجوم تمكين المسؤولين الصينيين من تتبع اتصالات وتحركات الأهداف المرصودة. ومن بين الأهداف هواتف استخدمها سياسيون بارزون، بمن فيهم الرئيس ترامب ونائبه جيه دي فانس، خلال حملتهم الانتخابية السنة الماضية.

وأفادت التحقيقات بأن المهاجمين سرقوا بيانات من شركات الاتصالات ومزودي خدمات الإنترنت، وتمكنوا من اختراق أكثر من ست شركات اتصالات أمريكية من خلال استغلال ثغرات قديمة في الشبكات، كما اخترقوا شركات الإقامة والنقل، إلى جانب أهداف أخرى.

ووفق البيان الذي وقّعت عليه كندا وفنلندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وإسبانيا، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن القراصنة الذين ترعاهم الحكومة الصينية "يستهدفون الشبكات على مستوى العالم، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، شبكات الاتصالات، والحكومات، والنقل، والإقامة، والبنية التحتية العسكرية"

وقالت سينثيا كايزر، المسؤولة السابقة في قسم الأمن السيبراني بمكتب التحقيقات الفيدرالي، والتي أشرفت على التحقيقات في عملية الاختراق: "لا أتصور أن أي أمريكي نجا من هذه الحملة نظرًا لاتساع نطاقها".

اظهار أخبار متعلقة


هجمات سابقة
أشارت الصحيفة إلى أن الهجوم قد يكون بداية لعصر جديد من القدرات السيبرانية الصينية في ظل تصاعد سباق التنافس العالمي بين بكين وخصومها الاستراتيجيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، وهو ما يعكس طموحات الصين في تعزيز نفوذها العالمي.

وقد استهدفت الجهات الصينية سابقًا شركات أمريكية مثل "ماريوت إنترناشونال"، وشركات التأمين الصحي، ومكتب إدارة شؤون الموظفين الذي يحتفظ بملفات التصاريح الأمنية الحكومية في الولايات المتحدة.

وفي سنة 2021، اتهمت إدارة بايدن الحكومة الصينية باختراق أنظمة البريد الإلكتروني التابعة لشركة "مايكروسوفت"، كما نفّذ قراصنة روس مدعومون من الحكومة الروسية أيضًا عمليات اختراق ناجحة.

وختمت الصحيفة بالإشارة إلى أن العملية ليست مجرد نجاح استخباراتي للصين، بل هي انعكاس لواقع أعمق وأكثر إثارة للقلق، حيث تسعى بكين إلى فرض هيمنتها في المعركة الرقمية عالميا.
التعليقات (0)

خبر عاجل