ملفات وتقارير

عودة الإعلام الورقي إلى سوريا.. دمشق تطلق أول صحيفة بعد الإطاحة بالأسد

منذ الإطاحة بالأسد، شهدت سوريا ولادة منصات إعلامية جديدة وعودة أخرى كانت معارضة للنظام السابق.. فيسبوك
أعلنت وزارة الإعلام السورية اليوم الاثنين صدور صحيفة ورقية رسمية، في خطوة تمثل عودة الصحافة المطبوعة إلى البلاد للمرة الأولى منذ أكثر من خمس سنوات، بعد توقفها خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد الذي قيّد الحريات الإعلامية وحوّل وسائل الإعلام إلى أداة دعائية خاضعة لرقابة أمنية صارمة.

وجرى إصدار العدد الأول من صحيفة "الثورة السورية" خلال حفل رسمي نظمته وزارة الإعلام ومؤسسة الوحدة للطباعة والنشر في كلية الفنون بدمشق، بحضور مسؤولين إعلاميين ورسمين.

وقال وزير الإعلام حمزة المصطفى في كلمته إن اختيار الاسم جاء "تخليدا لها وتمييزا عن انقلاب البعث وثورته الهدامة"، مضيفًا أن الصحافة المطبوعة تهدف إلى أن تكون "مرآة لوجع الناس وحياتهم اليومية وآمالهم في فضاء من النقاش الحر".



وتعد هذه الخطوة استكمالًا لإعادة إطلاق وسائل الإعلام الرسمية بعد الإطاحة بالأسد، والتي شملت وكالة سانا والتلفزيون الرسمي، في محاولة لإعادة بناء البنية الإعلامية للدولة بعد سنوات من الرقابة المشددة.

وكانت الصحافة الورقية قد توقفت في آذار/مارس 2020 بحجة تفشي جائحة كورونا، ليقتصر النشر منذ ذلك الحين على المنصات الرقمية، بعد أن كانت الصحف الحكومية مثل "الثورة" و"تشرين" و"البعث" تشكل ركائز الإعلام الرسمي منذ سبعينيات القرن الماضي.

منذ الإطاحة بالأسد، شهدت سوريا ولادة منصات إعلامية جديدة وعودة أخرى كانت معارضة للنظام السابق، أبرزها صحيفة "عنب بلدي" التي تأسست عام 2012 في داريا، قبل أن تتوسع في المنفى، وتستمر اليوم كواحدة من أبرز وسائل الإعلام السورية المستقلة، لكنها اكتفت بالنشر الرقمي بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة وصعوبة التمويل المستمر.

وتضمن البيان الصادر عن الجبهة الانتقالية أن الصحيفة الجديدة ستسعى إلى تقديم محتوى متنوع يعكس الحياة اليومية للمواطنين، مع التركيز على قضايا المجتمع المحلي، محاولين بذلك إحداث تحول تدريجي في المشهد الإعلامي السوري نحو مساحة أوسع من حرية التعبير.

ويعكس إطلاق الصحيفة الورقية رغبة السلطات الانتقالية في إحياء الصحافة المطبوعة كجزء من جهود إعادة تنظيم الإعلام في سوريا، وسط توقعات بأن تشهد الفترة المقبلة تطويرًا أكبر للمنصات الإعلامية، سواء الرسمية أو المستقلة، مع تزايد الدعوات لتعزيز حرية الصحافة وإفساح المجال للنقاش الحر في البلاد.

الحدث يعكس مرحلة جديدة من التحولات الإعلامية في سوريا، حيث يتوقع أن تشكل الصحيفة الورقية إضافة مهمة للصحافة الرقمية الحالية، وتتيح للمواطنين الاطلاع على الأخبار والمعلومات بطريقة تقليدية، بعد سنوات من الانقطاع، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها المؤسسات الإعلامية السورية.