ملفات وتقارير

حضرموت اليمنية فوق برميل بارود.. والسلطات تحذر

مخاوف من تفجر الوضع عسكريا في حضرموت- إكس
حذرت السلطات اليمنية في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، من دعوات التصعيد والحشد التي تشهدها المحافظة بين القبائل من جهة والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا من جهة أخرى، وسط مخاوف من تفجر الوضع عسكريا بشكل واسع.

وقالت سلطات حضرموت في بيان إنها تتابع "بحرص شديد ما تشهده الساحة من دعوات للتصعيد والحشد، وتهدف إلى النيل من وحدة الصف وتماسك المجتمع".

يأتي التصعيد الجاري في المحافظة الغنية بالنفط، بعد التهديدات التي أطلقها قائد ما يسمى "الدعم الأمني" التابع للمجلس الانتقالي والمدعوم من أبوظبي، في مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، أبوعلي الحضرمي، ضد زعيم حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش العليي، المعارض للانتقالي ودولة الإمارات الداعمة له.

وأَضاف بيان السلطة المحلية بالمحافظة "لقد كانت حضرموت، بفضل الله ثم بوعي أبنائها، وبحنكتهم الإدارية التي عُرفوا بها، نموذجاً وطنياً في بناء المؤسسات ودعم الشرعية ومؤسساتها والحفاظ على تماسكها في أحلك الظروف، حتى حظيت بإشادة من دول العالم الكبرى والإقليمية".

وقالت أيضا، في بيانها : "إن السلطة المحلية تضع الحفاظ على وحدة صف أبناء حضرموت فوق كل اعتبار، وتدعو للابتعاد الكلي عن أي دعوات تؤدي إلى الانشقاق أو الانزلاق في أتون الفتنة، فالاختلاف في الرأي والرؤية لا ينبغي أن يجر البلاد إلى التصعيد والفوضى".

وأكدت على أنها لن تسمح بأي حال من الأحوال بأي عمل يجر البلاد إلى الانفلات الأمني، أو أي تصعيد، مشددة على أن القوات الشرعية الأمنية والعسكرية هي المؤهلة لضبط الأمن في المحافظة وترفض القفز على الأطر النظامية والشرعية لبسط الأمن على أراضي المحافظة.


لن نسكت
وكان قائد "الدعم الأمني" وهو تشكيل شكل قبل أشهر من قبل أبوظبي، صالح بن الشيخ أبوبكر المكنى بـ"أبي علي الحضرمي"، قد هدد زعيم حلف قبائل حضرموت بشكل صريح، وقال إنه لايمكن السكوت عما يقوم به.



وقال القيادي في المجلس الانتقالي الانفصالي : "إن ما يقوم به بن حبريش في منطقة الهضبة (تشمل مديريات عدة تقع شمال شرق مدينة المكلا)، عمل مدان، وقواتنا لن تسكت عن ذلك".

واتهم القيادي المقرب من أبوظبي، زعيم حلف قبائل حضرموت، بإغراق المحافظة بالسلاح والمخدرات.

وتأتي هذه التهديدات من قبل حلفاء أبوظبي في سياق مساعي الدولة الخليجية وحلفائها المحليين لفرض مشروعهم السياسي على جنوب وشرق البلاد، حيث تشكل حضرموت العقدة الأكبر أمام هذا المشروع، وفق مراقبين.

يتزامن ذلك، مع دفع المجلس الانتقالي الجنوبي المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شماله، بتعزيزات عسكرية من محافظات لحج وأبين وشبوة، جنوبا، نحو مدن ساحل حضرموت، في خضم التوتر الحاد والتصعيد الجاري ضد "حلف قبائل حضرموت"، أكبر التكتلات القبلية في المحافظة الغنية بالنفط.

ويقف حلف قبائل حضرموت، المناوئ لسياسات وهيمنة دولة الإمارات، عائقا كبيرا أمام طموحاتها في المحافظة الاستراتيجية على بحر العرب. حيث شهدت الأشهر الماضية، إنشاء تشكيلات عسكرية تابعة للحلف القبلي تحت مسمى "قوات حماية حضرموت"، حيث تتخذ من هضبة المحافظة مقرا لها وصولا إلى غرب مدينة المكلا، المركز الإداري لحضرموت.

وتسيطر قبائل حضرموت على خط وطرق نقل الوقود من المناطق النفطية بالمحافظة، وتفرض إجراءات مشددة على مرورها بحجة إيقاف نهب ثروات المحافظة والعبث بها.


اجتماع قبلي موسع
وعقب التهديدات التي أطلقها القيادي في المجلس الانتقالي ضد بن حبريش، دعا الأخير إلى اجتماع قبلي موسع، الخميس، للوقوف على المستجدات في المحافظة.

وقام الزعيم القبلي، الأربعاء، بزيارة ميدانية إلى الحواجز والنقاط التي يقيمها مقاتلو الحلف مسنودين بقوات "حماية حضرموت" المشكلة حديثا من الرجل.

وفي وقت سابق من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، حذر التكتل القبلي اليمني قوات ما تسمى "الدعم الأمني" من العبث بأمن محافظة حضرموت واستقرارها، مشدد على "رفض تواجد هذا الفصيل رفضا قاطعا في المحافظة".

و"الدعم الأمني" هو تشكيل عسكري جديد تابع للمجلس الانتقالي الجنوبي تم الإعلان عنه في الأشهر الماضية في مدن ساحل حضرموت، بإشراف ودعم من أبوظبي، ويتألف من عناصر تنتمى لمحافظتي الضالع ولحج، جنوبي البلاد، في سياق المساعي لتعزيز النفوذ الإماراتي أمام حركة المعارضة الواسعة لها في المحافظة الغنية بالنفط.

ويبلغ قوام هذا التشكيل وفق ما صرح به القيادي في حلف قبائل حضرموت، صبري بن مخاشن لـ"عربي21" في أغسطس الماضي، نحو " 20 ألف عنصرا" ينتشرون في مناطق الضبة حيث ميناء الضبة النفطي في مدينة الشحر وفي ربوة خلف ومطار الريان بمدينة المكلا وفي معسكر جثمة في منطقة هضبة حضرموت.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، اندلعت اشتباكات مسلحة  بين مقاتلين قبليين وقوة تابعة لهذه التشكيل، بعدما تحركت تجاه مديرية غيل بن يمين بهدف إحكام السيطرة مناطق استراتيجية هناك من بينها منطقة العكدة، شرق المديرية، إحدى مناطق النفوذ القبلي لحلف قبائل حضرموت المناوئ للدولة الخليجية.

وتتحكم دولة الإمارات بمواقع حيوية في المحافظة الساحلية على بحر العرب مثل "مطار الريان" وميناءي المكلا التجاري والضبة النفطي، فضلا عن نفوذها العسكري الواسع ضمن قوات "النخبة الحضرمية" المشكلة عام 2016، وقوات شكلتها حديثا باسم "الدعم الأمني" لمواجهة النفوذ والاحتقان المتزايد جراء سياساتها واجنداتها في هذه المنطقة الاستراتيجية.