قضايا وآراء

مصر ضمن الـ10 الكبار اقتصاديا: رؤية إسلامية لنهضة اقتصادية شاملة (22)

علي شيخون
"التعليم الرقمي ليس فقط عن تعلم كيفية استخدام الأجهزة والبرامج، بل هو عن بناء عقلية مختلفة، عقلية قادرة على التكيف السريع على التعلم الذاتي المستمر"- الأناضول
"التعليم الرقمي ليس فقط عن تعلم كيفية استخدام الأجهزة والبرامج، بل هو عن بناء عقلية مختلفة، عقلية قادرة على التكيف السريع على التعلم الذاتي المستمر"- الأناضول
22- التعليم الرقمي والمهارات المستقبلية

النقرة التي ستغير مصر

في قرية صغيرة بصعيد مصر حيث تتلاشى إشارة الهاتف المحمول بين النخيل والحقول، وحيث لا يزال الطباشير والسبورة الخضراء هما سيدا الموقف في فصول دراسية متهالكة، كان هناك طفل في الثانية عشرة من عمره يحمل حلما أكبر من قريته. لم يكن يعلم أن هاتفا ذكيا قديما ورثه عن أخيه الأكبر، وباقة إنترنت متواضعة اشتراها من مصروفه الشهري، ستكون بوابته لتغيير مصيره.

بدأ أحمد رحلته بالقدر، حيث كان يبحث عن شرح لدرس رياضيات عجز معلمه عن إيصاله بطريقة مفهومة، فوجد نفسه أمام عالم لا نهائي من المعرفة. من فيديو لآخر انتقل من الرياضيات إلى الفيزياء ثم إلى شيء لم يسمع عنه من قبل؛ البرمجة. في غضون أشهر كان أحمد يكتب أكوادا برمجية بسيطة، في غضون عام أنشأ تطبيقا لمساعدة زملائه في حفظ القرآن الكريم، وبعد عامين فاز بجائزة دولية في مسابقة للبرمجة متفوقا على آلاف المتسابقين من دول متقدمة.

قصة أحمد ليست خيالا بل واقع يتكرر في مئات القرى والمدن حول العالم، إنها شهادة حية على قوة التعليم الرقمي في تحطيم الحواجز الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية. لكن السؤال الحقيقي: ماذا لو لم يكن أحمد استثناء؟ ماذا لو كان كل طفل مصري يمتلك نفس الفرصة؟ ماذا لو تحول ملايين الأحمدات من معجزات فردية إلى ظاهرة وطنية؟

نرى عالما يتسارع بوتيرة مذهلة نحو المستقبل الرقمي، حيث تُعاد كتابة قواعد الاقتصاد والعمل والحياة بلغة الأصفار والآحاد. ومن جهة أخرى، نرى ملايين الطلاب المصريين في فصول دراسية لم تتغير كثيرا منذ عقود، يحفظون معلومات قد لا تنفعهم في عالم لم يعد يكتفي بالحفظ، بل يطالب بالإبداع والابتكار وحل المشكلات المعقدة.

الفجوة تتسع يوما بعد يوم، ليس فقط في الأجهزة أو الإنترنت، بل في التفكير، في الرؤية، في فهم أن المستقبل لن ينتظرنا حتى نستعد له. لكن التاريخ يعلمنا أن الأمم الكبرى لا تُبنى بالموارد الطبيعية وحدها، بل بالعقول والسواعد والإرادة، وفي زمن الاقتصاد الرقمي أصبحت العقول المتعلمة رقميا هي النفط الجديد، والمهارات الرقمية هي الذهب الحقيقي الذي ستتنافس عليه الأمم.

"اقرأ" كانت هذه أول كلمة نزلت على خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ؛ لم تكن احفظ أو ردد بل اقرأ.. دعوة للمعرفة، للتفكر، للبحث، للاستكشاف. ومنذ أربعة عشر قرنا أضاءت هذه الكلمة شعلة حضارة إسلامية عظيمة قادت العالم في العلوم والمعرفة.

واليوم في عصر الثورة الرقمية تأخذ "اقرأ" بعدا جديدا؛ لم تعد القراءة محصورة في الكتب الورقية، بل امتدت إلى الشاشات الرقمية، إلى المكتبات الإلكترونية اللامحدودة، إلى منصات التعلم التفاعلية. اقرأ اليوم تعني تعلم البرمجة، افهم الذكاء الاصطناعي، أتقن تحليل البيانات، ابتكر حلولا لمشكلات معقدة.

والإسلام في جوهره لا يخشى التقدم التقني، بل يحتضنه إذا وُظّف لخدمة الإنسان وعمارة الأرض. القيم الإسلامية -الأمانة، الإتقان، العدل، طلب العلم- كلها تتوافق وتتكامل مع متطلبات العصر الرقمي، بل إن الأخلاقيات الرقمية التي يبحث عنها العالم اليوم متجذرة في تعاليمنا منذ قرون.

لكن دعونا نكن صادقين الطريق أمامنا ليس معبدا بالورود؛ التحول الرقمي في التعليم ليس مجرد شراء أجهزة وتوزيعها، وليس مجرد إنشاء منصة إلكترونية وإطلاق شعارات براقة، إنه ثورة شاملة تمس كل جوانب المنظومة التعليمية من البنية التحتية إلى المناهج، من تأهيل المعلمين إلى تغيير ثقافة التعلم نفسها.

وهنا قد يتساءل البعض: لماذا كل هذا الجهد؟ لماذا نستثمر مليارات الجنيهات في التعليم الرقمي؟ والجواب بسيط لكنه حاسم؛ لأن التعليم الرقمي ليس رفاهية أو خيارا، بل هو المفتاح الوحيد لبناء اقتصاد قوي ومستدام في القرن الحادي والعشرين. الدول التي استثمرت في التعليم الرقمي تحولت إلى قوى اقتصادية عالمية، بينما التي تأخرت دفعت ثمنا باهظا.

تخيل معي مصر عام 2040؛ كل طفل مصري من القاهرة إلى أسوان، من الإسكندرية إلى سيوة، يمتلك جهازا ذكيا متصلا بإنترنت عالي السرعة.. ملايين الطلاب يتعلمون البرمجة كما يتعلمون اللغة العربية، يتقنون الذكاء الاصطناعي، يبتكرون حلولا تقنية لمشكلات مجتمعهم.. معلمون مؤهلون رقميا يُيسّرون رحلة التعلم بأحدث الأدوات.. شباب مصري يؤسسون شركات تقنية عالمية، يصدّرون البرمجيات لملايين المستخدمين؛ مصر تتحول إلى مركز إقليمي للتعليم الرقمي والابتكار. هذا ليس خيالا هذا ممكن وضروري، والبداية تبدأ بقرار، برؤية، بإرادة لا تتزعزع.

في هذا المقال، سننطلق في رحلة لفهم كيف يمكن للتعليم الرقمي أن يكون المحرك الحقيقي للنهضة الاقتصادية المصرية.

لماذا التعليم الرقمي محرك النهضة الاقتصادية؟

شهد العالم خلال العقدين الماضيين تحولا جذريا في طبيعة الاقتصاد، انتقل من الاعتماد على الصناعات التقليدية والموارد الطبيعية إلى اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا والبيانات. لم يعد الفحم أو النفط أو حتى الذهب هو مصدر الثروة الحقيقي، بل أصبحت البيانات والمعرفة والمهارات الرقمية هي العملة الأغلى في عصرنا.

الشركات الأكثر قيمة في العالم اليوم ليست شركات النفط أو السيارات، بل شركات التكنولوجيا التي تعتمد على العقول المبدعة والمبرمجين والمهندسين والمبتكرين. هذا التحول ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو إعادة تشكيل كاملة لمفهوم القوة الاقتصادية. الدول التي تمتلك كوادر بشرية مؤهلة رقميا هي التي ستقود الاقتصاد العالمي، بينما التي تتأخر في هذا المضمار ستجد نفسها على هامش المنافسة العالمية.

يفتح التعليم الرقمي أمام الدول النامية فرصا لم تكن متاحة من قبل؛ في الماضي كانت الدول الفقيرة محكومة بمحدودية مواردها الطبيعية وضعف بنيتها التحتية الصناعية، أما اليوم فبإمكان أي دولة تمتلك شبابا متعلما رقميا أن تنافس في الأسواق العالمية دون الحاجة لمصانع ضخمة أو موارد طبيعية هائلة.

المبرمج الموهوب في قرية نائية يمكنه أن يصمم تطبيقا يستخدمه ملايين الأشخاص حول العالم، ويحقق عوائد مالية ضخمة لبلده. المصمم الرقمي المتمكن يمكنه العمل مع شركات عالمية من منزله، المتخصص في تحليل البيانات يمكنه خدمة مؤسسات دولية دون أن يغادر وطنه. هذا هو جوهر الاقتصاد الرقمي؛ إزالة الحواجز الجغرافية وإتاحة الفرص للجميع بناء على الكفاءة والإبداع.

سوق العمل يتغير بسرعة هائلة، وتشهد تحولا جذريا في طبيعة الوظائف والمهن؛ وظائف كانت من أهم المهن قبل عشرين عاما تتلاشى تدريجيا بفعل الأتمتة والذكاء الاصطناعي، بينما تظهر وظائف جديدة لم نكن نتخيل وجودها. مهن مثل مطور تطبيقات الهاتف المحمول، أخصائي الأمن السيبراني، محلل البيانات الضخمة، مصمم تجربة المستخدم، مهندس الذكاء الاصطناعي؛ كلها وظائف لم تكن موجودة قبل عقدين، واليوم هي من أعلى الوظائف طلبا وأجرا.

الأطفال الذين يدخلون المدارس اليوم سيتخرجون ليعملوا في وظائف معظمها غير موجود حاليا، لذا فإن التعليم التقليدي الذي يركز على حفظ المعلومات واستظهارها لم يعد كافيا. نحتاج لتعليم يُنمّي المهارات الأساسية، التفكير النقدي، حل المشكلات، الإبداع، التكيف مع المتغيرات، وبالطبع التعلم المستمر، والتعليم الرقمي هو الوسيلة الأمثل لتحقيق ذلك.

الميزة التنافسية للأمم في العصر الرقمي

لم تعد القوة العسكرية أو المساحة الجغرافية أو حتى الموارد الطبيعية هي المحدد الوحيد لقوة الدول؛ أصبحت القوة الحقيقية تكمن في جودة رأس المال البشري، في مستوى التعليم، في القدرة على الابتكار والتطوير. دول صغيرة المساحة فقيرة بالموارد الطبيعية استطاعت أن تصبح قوى اقتصادية عالمية لأنها استثمرت في تعليم شعوبها وتطوير مهاراتهم الرقمية.

التعليم الرقمي يمنح الدول ميزة تنافسية حقيقية في جذب الاستثمارات التقنية، في بناء صناعات معرفية متقدمة، في تصدير الخدمات الرقمية للعالم. الشركات العالمية الكبرى اليوم لا تبحث عن دول بها نفط أو معادن، بل تبحث عن دول بها كوادر بشرية مؤهلة قادرة على الابتكار والإنتاج في المجال التقني.

واحدة من أعظم مزايا التعليم الرقمي هي قدرته على تحقيق العدالة التعليمية. في النظام التقليدي، الطالب في القرية النائية محروم من جودة التعليم المتاحة في العاصمة، والطالب من أسرة فقيرة محروم من الفرص المتاحة لأبناء الأثرياء. أما مع التعليم الرقمي، فالجميع يمكنهم الوصول لنفس المحتوى التعليمي عالي الجودة، نفس المحاضرات من أفضل الأساتذة، نفس الموارد التعليمية.

طفل في قرية صعيدية يمكنه أن يتعلم من نفس المنصة التي يتعلم منها طفل في مدينة نصر، طالب من أسرة محدودة الدخل يمكنه الوصول لمحتوى تعليمي كان حكرا على طلاب المدارس الدولية الباهظة. هذا التكافؤ في الفرص ليس فقط عدالة اجتماعية، بل هو ذكاء اقتصادي لأنه يضمن اكتشاف واستثمار كل المواهب في المجتمع، وليس فقط مواهب الطبقات الميسورة.

الاستثمار في التعليم الرقمي قد يبدو مكلفا في البداية، لكنه في الواقع الاستثمار الأكثر ربحية على المدى الطويل. عندما تستثمر دولة في بناء مصنع فهي تخلق فرص عمل محدودة لفترة زمنية معينة، أما عندما تستثمر في تعليم أبنائها وتزويدهم بمهارات رقمية متقدمة فهي تخلق جيلا كاملا قادرا على الإنتاج والابتكار والمساهمة في الاقتصاد لعقود قادمة.

الشاب المتعلم رقميا لن يكون فقط موظفا في شركة، بل يمكن أن يصبح رائد أعمال ينشئ شركته الخاصة، يوظف آخرين، يصدر منتجاته للعالم، ويساهم في الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير. هذا العائد المتضاعف والمستدام هو ما يجعل الاستثمار في التعليم الرقمي قرارا استراتيجيا حكيما.

التعليم الرقمي ليس فقط عن تعلم كيفية استخدام الأجهزة والبرامج، بل هو عن بناء عقلية مختلفة، عقلية قادرة على التكيف السريع على التعلم الذاتي المستمر، على حل المشكلات بطرق إبداعية، على التعاون الرقمي مع فرق عمل موزعة جغرافيا. هذه العقلية هي ما سيحتاجه الاقتصاد المصري ليكون من بين العشرة الكبار عالميا.

عندما نستثمر في التعليم الرقمي نحن لا نُعِد الشباب للوظائف الموجودة اليوم، بل نُعِدهم لخلق الوظائف التي لم نتخيلها بعد، نُعِدهم ليكونوا قادة التغيير، مبتكري الحلول، صناع المستقبل. وهذا هو جوهر النهضة الاقتصادية الحقيقية؛ بناء جيل لا ينتظر الفرص، بل يصنعها.

تجارب الدول الملهمة: دروس من الميدان

في رحلة البحث عن طريق النهضة الاقتصادية عبر التعليم الرقمي لسنا وحدنا، سبقتنا دول كثيرة في هذا المسار بعضها كان في ظروف أصعب من ظروفنا، لكنها نجحت بفضل رؤية واضحة وإرادة صلبة واستثمار ذكي.

- إستونيا: من الاتحاد السوفييتي إلى الريادة الرقمية

عندما استقلت إستونيا عام 1991، كانت دولة فقيرة خارجة من قبضة الاتحاد السوفييتي، لا تملك موارد طبيعية ولا بنية تحتية متطورة، لكن قادتها اتخذوا قرارا جريئا سنصبح مجتمعا رقميا بالكامل، وسنبدأ من التعليم. أطلقوا برنامج "Tiger Leap" الذي ربط كل المدارس بالإنترنت وزودها بأجهزة حديثة، وجعلوا البرمجة مادة إلزامية منذ المرحلة الابتدائية.وبعد ثلاثة عقود فقط أصبحت إستونيا من أكثر دول العالم تقدما رقميا، وأنتجت شركات تقنية عملاقة عابرة للقارات.

- سنغافورة: التخطيط الاستراتيجي المحكم

سنغافورة دولة صغيرة بلا موارد طبيعية، لكنها فهمت مبكرا أن ثروتها الحقيقية هي عقول أبنائها. وضعت خطة استراتيجية طويلة المدى للتحول الرقمي في التعليم لكنها لم تتعجل. بدأت بتأهيل المعلمين أولا، لأنها أدركت أن المعلم هو حجر الزاوية، استثمرت بسخاء في تدريبهم على أحدث التقنيات التعليمية، ثم انتقلت تدريجيا لرقمنة المناهج والفصول.

ما يميز التجربة السنغافورية هو الربط المباشر بين التعليم الرقمي واحتياجات سوق العمل. الشركات تشارك في تصميم المناهج، والطلاب يتدربون في بيئات عمل حقيقية، والنتيجة أن طلاب سنغافورة يتصدرون التصنيفات العالمية، والدولة أصبحت مركزا تقنيا واقتصاديا عالميا.

- رواندا: القفز للمستقبل رغم الجراح

في عام 1994، شهدت رواندا إبادة جماعية مروعة دمرت البلاد، لكن بعد عقد واحد فقط اتخذت قرارا استثنائيا لن نضيع وقتنا في محاولة اللحاق بالدول المتقدمة عبر الطريق التقليدي، بل سنقفز مباشرة إلى المستقبل الرقمي. أطلقت برنامج حاسوب لكل طفل وبنت بنية تحتية رقمية متقدمة رغم محدودية الموارد.

استعانت رواندا بشراكات ذكية مع شركات التكنولوجيا العالمية التي قدمت دعما تقنيا وماليا، ركزت على المحتوى المحلي المناسب لثقافتها ولغتها، واليوم تحولت رواندا إلى مركز تقني أفريقي يجذب الاستثمارات التقنية من كل العالم.

- ماليزيا: التوافق بين الهوية والحداثة

ماليزيا قدمت نموذجا فريدا يهمنا بشكل خاص: كيف نجمع بين القيم الإسلامية والتقدم التقني؟ لم تر ماليزيا أي تناقض بين الاثنين؛ أطلقت خطة "Malaysia Education Blueprint" التي دمجت التعليم الرقمي المتقدم مع المناهج الإسلامية والقيم الأخلاقية. بنت مدارس ذكية تستخدم أحدث التقنيات، لكنها في نفس الوقت تعزز الهوية الإسلامية والانتماء الوطني.

طورت ماليزيا منصة رقمية وطنية تربط آلاف المدارس، وأنتجت محتوى تعليميا يحترم الخصوصية الثقافية والدينية، واستثمرت في تدريب المعلمين على التعامل مع التكنولوجيا دون التخلي عن دورهم التربوي والقيمي. النتيجة: ماليزيا اليوم من الدول الرائدة إقليميا في التعليم الرقمي مع الحفاظ على هويتها.

رغم اختلاف الظروف والسياقات، تشترك كل هذه التجارب الناجحة في عوامل أساسية:

- قرار سياسي واضح من أعلى مستوى، مع التزام حقيقي بتنفيذه مهما كانت التحديات.

- رؤية استراتيجية طويلة المدى لا تتأثر بتغير الحكومات أو الظروف الطارئة.

- استثمار مالي كبير ومستدام، مع اعتبار التعليم الرقمي أولوية وطنية لا تُساوَم.

- تأهيل المعلمين كخطوة أولى وأساسية، لأنهم الجسر بين التكنولوجيا والطلاب.

- تطوير محتوى محلي يناسب الثقافة واللغة والاحتياجات الخاصة بكل دولة.

- شراكات فعالة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.

- قياس مستمر للنتائج ومرونة في التعديل والتطوير بناء على التجربة والخطأ.

هذه الدروس ليست نظرية، بل مستخلصة من واقع عملي عاشته دول كانت في ظروف مشابهة أو حتى أصعب من ظروفنا. ما فعلوه نستطيع أن نفعله، بل يمكننا أن نفعل أفضل منه، لأننا نمتلك ما لا يمتلكه كثيرون ثروة بشرية هائلة، وموقعا استراتيجيا فريدا، وإرثا حضاريا عريقا، وقيما إسلامية أصيلة يمكن أن تكون ميزة تنافسية حقيقية في عالم يبحث عن البوصلة الأخلاقية للتكنولوجيا.

الطريق واضح والتجارب أمامنا والإمكانيات متوفرة، ما ينقصنا فقط هو القرار والإرادة والبداية الجادة.

في المقال التالي -إن شاء الله- سنحدد استراتيجيات التعليم الرقمي وتحدياته.
التعليقات (0)

خبر عاجل