صحافة دولية

تقرير بريطاني: هل يمكن لترامب نزع سلاح حماس فعلا.. وكيف؟

وسائل الإعلام تسلط الضوء على سيناريوهات نزع سلاح حماس ومخاطر العملية- الأناضول
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة "حماس" من أنها "يجب أن تنزع سلاحها، أو يُنزع منها وربما بعنف"، بحسب ما أفاده تقرير لقناة ITV News البريطانية، واستعرض فيه سيناريوهات نزع سلاح الحركة وتحديات العملية.

يأتي هذا التحذير عقب التوصل إلى المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحماس، بوساطة ترامب، بعد عامين من الحرب، وفق التقرير. إلا أن أجواء الهدنة لا تزال هشة، مع تبادل الاتهامات بين الطرفين بخرق شروط الاتفاق.




وأوضح ترامب أن خطة السلام التي يطرحها لغزة تتضمن تخلي حماس عن أسلحتها وتنازلها عن السلطة، وهو ما كانت الحركة قد رفضته بشكل قاطع سابقاً. وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموقف ذاته، مؤكدًا أن "الحرب لن تنتهي فعلياً إلا بتفكيك حماس بالكامل".

وأشار التقرير إلى أن الحركة لا تزال تحتفظ بأسلحة خفيفة ومتوسطة قادرة على تهديد إسرائيل، بما يشمل بنادق كلاشينكوف، مسدسات، متفجرات محلية الصنع، وقاذفات صواريخ.

من جانبه، قال العقيد البريطاني السابق هاميش دي بريتون جوردون، والذي شارك في عمليات نزع سلاح في العراق وأفغانستان، لـ ITV إن غزة تحتوي على "آلاف الأسلحة الخفيفة"، وإن جزءا كبيرا منها مدفون في أنفاق ومواقع يصعب الوصول إليها، وقد تكون محمية بفخاخ متفجرة.

ويريد ترامب تشكيل قوة استقرار دولية في غزة، مكوّنة من دول في الشرق الأوسط والغرب، لتتولى الإشراف على عملية نقل السلطة وجمع الأسلحة من حماس.

ويحذر دي بريتون-جوردون من مخاطر التعامل السطحي مع هذه المرحلة، مذكّراً بما جرى في أفغانستان حين عادت بعض الأسلحة المصادرة للظهور في أيدي طالبان.

ويؤكد أن المطلوب "نظام شامل يضمن تدمير الآلاف من الأسلحة بشكل نهائي حتى لا يعاد استخدامها".




يذكر أن حركة حماس صرحت مرارا بأنها لا تتفاوض على سلاحها، وإنها لم توافق على تسليمه.

هل تجربة أيرلندا الشمالية نموذج محتمل؟
يستعرض التقرير تجربة نزع سلاح الجيش الجمهوري الأيرلندي بعد اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998، حين وافقت الجماعة، تحت إشراف لجنة مستقلة، على تسليم أسلحتها تدريجيا، تم تدمير ما يقدر بـ1000 بندقية، طنين من المتفجرات، وعدد من الصواريخ والأسلحة الثقيلة.

وبدوره أشار رئيس الوزراء البريطاني الحالي كير ستارمر إلى إمكانية الاستفادة من هذه التجربة، وقال إن المملكة المتحدة مستعدة للمساعدة في نزع سلاح حماس "بناءً على خبرتنا في أيرلندا الشمالية"، واصفًا العملية بـ"الصعبة لكن الضرورية".

المخاطر والتحديات على الأرض
يشير التقرير  إلى أن الوضع الميداني في غزة لا يخلو من المخاطر، إذ ظهرت جماعات مسلحة وعائلات نافذة لملء فراغ السلطة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، ويحذر التقرير من أن شعور حماس بتهديد داخلي من هذه القوى قد يدفعها للتمسك بسلاحها، رغم ضغوط ترامب.

واختتم بالقول: "لقد حكمت حماس غزة لما يقرب من عقدين، وكانت الأسلحة جزءًا من بقائها... وفي الوقت الراهن، من الصعب تخيل سيناريو توافق فيه على التخلي عن هذه القوة. لكن هذا، وفق ترامب، شرط لا بد منه لاستمرار السلام".