دعا وزير الخارجية
المصري بدر
عبد العاطي، الاثنين، كلا من الاحتلال الإسرائيلي وحركة "
حماس" إلى الالتزام الكامل بتنفيذ اتفاق
شرم الشيخ المتعلق بوقف الحرب في قطاع
غزة، مشددا على أن احترام بنوده يمثل "خطوة أساسية نحو تثبيت التهدئة وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع".
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إن عبد العاطي أجرى اتصالين هاتفيين مع نظيريه الفرنسي جان نويل بارو والدنماركي لارس لوكه راسموسن، تناول خلالهما التطورات الأخيرة في غزة والتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في القطاع، والمقرر في القاهرة تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأكد الوزير المصري على "الأهمية البالغة لالتزام طرفي اتفاق شرم الشيخ بنص الاتفاق الخاص بوقف الحرب في غزة"، مشيرا إلى أن احترام الاتفاق يعد مدخلا رئيسيا نحو التهدئة الدائمة. وشدد على "ضرورة النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع دون عوائق".
ويستند اتفاق شرم الشيخ، الموقع في 13 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويتضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إضافة إلى ترتيبات أمنية وإنسانية مؤقتة.
وجاءت دعوة عبد العاطي بعد يوم من قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على غزة أسفر عن استشهاد 44 فلسطينيا، بحجة "انتهاك حماس للاتفاق" عبر مهاجمة قوات إسرائيلية في رفح، وهو ما نفته الحركة تماما.
وأكد الوزير المصري أن بلاده ماضية في جهودها لتثبيت التهدئة واستئناف عملية إعادة الإعمار، داعيا الدول الأوروبية إلى "المشاركة الفاعلة" في المؤتمر الدولي المقبل، الذي سيعقد وفق الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر، المتوافقة مع "خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط".
وكانت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي قد اعتمدتا في آذار/مارس الماضي خطة لإعادة إعمار غزة بتكلفة تقديرية تبلغ 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات.
وفي سياق متصل، أعرب وزيرا خارجية فرنسا والدنمارك عن "دعمهما الكامل للجهود المصرية الحثيثة" من أجل دعم الاستقرار في المنطقة، مؤكدين تطلعهما إلى "مواصلة التنسيق مع القاهرة في ملفات إعادة الإعمار والتعافي المبكر في غزة".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي، في مقابلة تلفزيونية، إن الاحتلال الإسرائيلي "لا يؤمن بحل الدولتين ولا بالسلام العربي الإسرائيلي"، معتبرا أن هدفه هو "تخفيف الهوية الفلسطينية على الأرض، من خلال السيطرة والضم".
وأوضح فهمي أن حجم الجرائم الإسرائيلية دفع حتى المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى التحرك، بعدما أصبحت مصداقيته على المحك، مضيفا أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يعد "خطوة أولى جيدة"، لكنه أشار إلى أن "عدم تنفيذه بالكامل يعود إلى تعارضه مع مواقف الطرفين".
وأضاف: "إسرائيل ترفض إنهاء الحرب قبل القضاء على حماس ونزع سلاحها، لكنها فشلت في تحقيق ذلك، بينما اضطرت حماس للتراجع عن شروطها بعد ضغوط دولية، خصوصا بشأن الانسحاب الكامل مقابل عودة المختطفين".
واختتم فهمي بالقول إن الاتفاق "كتب بالرصاص"، أي أنه مجرد "عناوين عامة تحتاج إلى تفصيل"، متسائلا عن "آليات تشكيل المجلس الأعلى لإدارة غزة، وقواعد فض الاشتباك، وكيفية تفكيك تسلح حماس"، منتقدا الصياغة الغامضة للبنود الأخيرة التي اكتفت بالإشارة إلى "تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق مطالبه المشروعة"، دون ذكر صريح لحل الدولتين أو حق تقرير المصير.