التقى المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، جاريد كوشنر، كبار مسؤولي حركة
حماس، بينهم خليل الحية، في مدينة شرم الشيخ
المصرية، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق وقف إطلاق النار في
غزة.
ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن مصادر في حركة حماس أن ويتكوف طلب الاجتماع مع قادة الحركة بعد حصولهم على تأكيدات مكتوبة بأن الاتفاق سيؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل نهائي، مشيرة إلى أن حماس كانت تخشى من استئناف "
إسرائيل" هجماتها فور الإفراج عن 20 أسيرا إسرائيليا أحياء ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تضمّنها الاتفاق.
وترأس خليل الحية وفد الحركة خلال الاجتماع، بعد نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة قبل ثلاثة أسابيع فقط، والتي أسفرت عن استشهاد ابنه في الضربة التي استهدفت العاصمة القطرية.
وحضر الاجتماع، رئيس جهاز الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى جانب وفد مصري رفيع.
وقدم ويتكوف تعازيه للحية في استشهاده نجله، قائلا إنه يفهم ألم فقدان الابن، مستذكرا وفاة ابنه أندرو عن عمر 22 عاما بسبب جرعة زائدة من مادة الأوكسيكونتين، مضيفا: "منذ ذلك الحين كرست نفسي لإنهاء معاناة الآخرين"، موضحا أن هذا ما يدفعه للعمل على إنهاء الحرب.
من جانبه، قال كوشنر، وهو صهر ترامب ومستشاره المقرب، خلال الاجتماع: "نتحدث كيهود وأمريكيين عندما نقول إننا ملتزمون بضمان أن يكون هذا هو نهاية الحرب"، مؤكدا مع ويتكوف تصميم إدارة ترامب على إنهاء الصراع المستمر منذ عامين بشكل كامل.
وأضاف ويتكوف: "نصر على التركيز على مسألة إنهاء الحرب وإتمام تبادل الرهائن (الأسرى الإسرائيليين)، ونرغب في تجنب كل ما قد يعرقل المفاوضات".
ووفق الموقع، شدد الحية خلال اللقاء على أن حماس كانت دائما راغبة في إنهاء الحرب، وتحدث عن ضرورة وقف المعاناة الإنسانية في غزة، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي أدى إلى مقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني، وأن الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع يتطلب جهودا ضخمة لإعادة الإعمار.
وفي اليوم التالي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس، قبل أن تبدأ، الاثنين، عملية تبادل الأسرى التي شملت الإفراج عن 20 أسيرا إسرائيليا أحياء مقابل نحو ألفي أسير فلسطيني.
وأشار موقع "أكسيوس"، إلى الاجتماع بين ويتكوف وكوشنر ومسؤولي حماس، مبينا أن المبعوثين الأمريكيين توجها إلى مصر لكسر الجمود في المفاوضات، فيما أكدت مصادر الموقع أن الاتفاق كان قد أُنجز فعليا، وأن لقاء شرم الشيخ كان بمثابة إجراء لبناء الثقة وتأكيد الالتزامات.
ويعد هذا اللقاء ثاني اتصال مباشر مهم بين إدارة ترامب وحركة حماس، إذ سبق أن التقى المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر، في آذار/مارس الماضي، بقيادات من الحركة الفلسطينية للتفاوض بشأن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكساندر، الذي أُسر في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.