قال الرئيس السابق لفرع
إيران في قسم الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" داني سيترينوفيتش، إنه منذ عام 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015، وأعادت فرض العقوبات على إيران، أوقفت
طهران أجهزة تحديد المواقع لأسطول ناقلات النفط التابع لها، المعروف باسم "الأسطول الخفي".
وأضاف سيترينوفيتش في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" أنه "هذا الأسبوع، كُشف النقاب عن الأسطول المعني، وأُعيد تشغيل أجهزة تحديد المواقع، ويبدو أن هذا بمثابة رد مباشر على تفعيل آلية "سناب باك"، التي أعادت فرض العقوبات التي تلزم جميع دول العالم بتطبيق الحظر التجاري على الجمهورية الإسلامية".
واعتبر أن "قرار طهران الأخير بعدم إخفاء أسطولها من ناقلات النفط يُضاف إلى جهودها لإعادة بناء برنامجها النووي، التي تُكشف أسبوعيًا تقريبًا في صور الأقمار الصناعية، وإصرارها على مواصلة التخصيب على أراضيها، رغم تعرضها لضربة موجعة. تشير هذه الحقائق إلى أنه رغم إنجازات
إسرائيل، لم تُغيّر إيران مسارها، بل تُسرّع من استعدادها لمواجهة جديدة مع إسرائيل والولايات المتحدة".
وأوضح "ولكن القرار الأخير ليس تكتيكيا فحسب: بل له أهمية استراتيجية، إذ يشير إلى أن إيران لا تخشى استفزاز الغرب والمخاطرة بتجدد الصراع إذا حاول أحد إيقاف ناقلاتها. ويُضاف هذا القرار إلى سلسلة من القرارات والإجراءات التي اتخذتها إيران مؤخرًا، والتي تعني شيئًا واحدًا: إيران لا تعتبر نفسها الطرف الخاسر".
وذكر أنه "مرة أخرى، كدليل: إن حكومة طهران ليست فقط غير مستعدة للتنازل عن حقها في التخصيب على أراضيها، بل إنها بدأت تتخذ إجراءات، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، بشأن الاستخدام المحتمل لمواقع التخصيب التابعة لها، بما في ذلك موقع جديد جنوب نطنز".
وأضاف "في الوقت نفسه، تواصل إيران إعادة بناء أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بقوة، وتتوالى التقارير عن عمل مواطنيها مع موسكو وبكين للحصول على قدرات متقدمة مثل طائرات سوخوي 35 وبطاريات إس 400".
وأشار إلى أن "هذه التحركات من طهران من جهة، والتهديدات الصادرة عن إسرائيل وواشنطن من جهة أخرى، تُقرّب المواجهة بين الطرفين. من الواضح أنه رغم إنجازات إسرائيل والولايات المتحدة في منظومة "عام كلافي" ورغم اعتراف طهران بتضررها الكبير، يبدو أن القيادة الإيرانية تعتقد أنها حققت إنجازات كبيرة (أهمها منع إسرائيل من إسقاط النظام) وأنه من خلال "التعديلات المناسبة"، يُمكن تحسين القدرة على مواجهة هجمات مماثلة في المستقبل".
وقال سيترينوفيتش إن "هذه الثقة، إلى جانب الإدراك المحتمل بأن الغرب غير مستعد لدفع ثمن إعادة فرض العقوبات، أدّت إلى السلوك "الوقح" الذي نشهده. وقد يكون هذا السلوك إشارةً لمزيد من التحركات ضد المصالح الغربية في منطقة الخليج، وخاصةً في المجال البحري".
واعتبر أن "هذا الموقف الإيراني يُبعد احتمال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشكل كبير، فرغم رغبتها الأساسية في التوصل إلى اتفاق، تُقابل مواقف واشنطن تجاه المفاوضات بنظرة قوة نسبية. وهكذا، فبينما تثق الولايات المتحدة في ضعف إيران، وبالتالي يُمكن إجبارها على الانسحاب منها مقابل تنازلات كبيرة، يرى النظام الإسلامي نفسه قويًا بما يكفي لعدم التخلي عن مواقفه الأساسية في أي مفاوضات مستقبلية".
وأضاف أنه "رغم وجود نقاش حاد ظاهريًا في إيران حول السياسة الواجب اتباعها، فمن الواضح تمامًا أن موقف المرشد الأعلى يدعم ويدعم سياسة النظام الحالية، ومن المشكوك فيه أن يتغير هذا الوضع طالما ظل خامنئي يُسيطر على طهران".
وختم بالقول: إن "سلوك نظام آية الله منذ حملة "الأسد الصاعد" يكشف أن قيادته تُدرك أضرار الحرب، لكن طهران في الوقت نفسه لا تُدرك خسارتها للحرب، ولذلك لا تتغير مواقف إيران فحسب، بل إن الجمهورية الإسلامية مستعدة للمخاطرة باستعادة نظام التخصيب، أو حتى مواجهة بحرية على خلفية احتمال الاستيلاء على ناقلاتها. ورغم الشك في استعداد إيران للقتال، إلا أنها بالتأكيد غير مستعدة للتراجع عنه. هذه الحقيقة، بالإضافة إلى الجمود في المفاوضات، تُنذر بالتصعيد".