نشرت صحيفة "
الغارديان" تقريرا لمراسل شؤون الأمن الدولي جيسون بيرك، قال فيه إن حركة
حماس تعمل ومنذ وقف إطلاق النار على تأكيد سلطتها في قطاع
غزة بهدف الحفاظ على قوتها العسكرية.
وقالت الصحيفة إن "جماعات ومنظمات الإغاثة والمساعدات الإنسانية ظلت طوال الحرب الإسرائيلية ضد غزة تتجنب ذكر حماس، خشية أن تكون الإتصالات بين أفرادها مخترقة ويتم التنصت عليها. ولهذا أشارت إليها بـ "سلطة الأمر الواقع" أو الفعلية".
وأضافت أن "الرمزية في الإشارة للحركة التي سيطرت على القطاع عام 2007، لامست الحقيقة. ومع أنها لم تكن ظاهرة في الأشهر الأخيرة إلا أنه وفي غياب البديل ظلت السلطة الوحيدة القادرة على الحكم في القطاع المدمر".
واوضحت أن "مسؤولوها (حماس) واصلوا العمل والتحاور مع منظمات الإغاثة الإنسانية، فيما لاحقت قوات الشرطة التابعة لها جماعات النهب والعصابات المسلحة والعشائر التي تحدت سلطتها والنقاد الفلسطينيون العاديون لها إلى جانب الميليشيات المسلحة التي دعمتها إسرائيل. وأصبحت حملة تأكيد السلطة أولوية لحماس وتحتاج السلاح، الذي من المفترض أن تتخلى عنه حماس في الإتفاق الذي تم التوصل إليه في الأسبوع الماضي".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أن "حماس لديها أولويات ولا تتضمن التخلي عن السلاح. وقد عبر المسؤولون البارزون في إدارة دونالد ترامب عن هذا وبوضوح، حيث بدأ بعضهم المفاوضات الصعبة للمرحلة المقبلة في تطبيق خطة الرئيس الأمريكي المكونة من 20 نقطة. وبدلا من ذلك تحركت حماس وبسرعة لتأكيد سيطرتها على التجمعات السكانية التي يعيش فيها 2.3 مليون نسمة، وهي مساحة 47 بالمئة من أراضي القطاع التي تركت فيها القوات الإسرائيلية مواقعها".
وقالت الصحيفة إن "الأيام الأخيرة شهدت مناوشات وإطلاق نار، وإعدام سبعة أشخاص علنا من "الخونة والمتعاونين" مجهولي الهوية في حي الزيتون، وهو حي مدمر شرق مدينة غزة. ورغم أن الجماعة قد لا تتمكن من ردع الأعداء والمنافسين والمجرمين العاديين عبر العقاب، إلا أنها تعتقد بوضوح أنها تستطيع فعل ذلك من خلال التمسك بالسلاح".
وأكدت أن "هذا قد يثير الرعب لدى السكان، ولكن ليس بالضرورة جميع من تضررت حياتهم جراء انهيار سيادة القانون والنظام الاجتماعي في غزة خلال الصراع. ولا شك أن البعض يعارض العدالة القاسية الجديدة".
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن ناشط في وسط غزة قوله: "لا يمكن تصحيح خطأ بخطأ، الإعدامات دون محاكمة عادلة جريمة، نسأل الله أن يهدي شعبنا". إلا أن نجلاء جندية، من مدينة دير البلح بوسط غزة، قالت إنها تؤيد حملة حماس الجديدة و"لن أخفي ذلك، أنا قلقة جدا بشأن الفوضى التي تحدث حاليا في غزة، وأشجع بشدة الإجراءات المتخذة ضد اللصوص ومسببي الفوضى حتى تتولى حكومة مسؤولة مسؤولية الحفاظ على السلامة والأمن"، هذا ما قالته المرأة البالغة من العمر 36 عاما لصحيفة "الغارديان".
وأشارت الصحيفة إلى أن "أحد أسباب الفوضى هو رفض إسرائيل المستمر وطوال الحرب، الحديث عن حكومة بديلة لحماس ورفضها لأي دور للسلطة الوطنية في رام الله. وعلى الرغم من الجهود الإسرائيلية الترويح للعصابات المسلحة كقوة موازنة لحماس على الأرض، فقد كانت النتيجة هي فراغ يمكن لحماس الآن ملؤه".
ونقلت عن إتش إيه هيلر، الزميل في المعهد الملكي للدراسات المتحدة (روسي) ومركز التقدم الأمريكي قوله:"عندما يكون هناك تدمير كامل وشامل لمجتمع، فإن أولئك الذين يمكنهم الحفاظ على نوع من احتكار العنف هم من سيحكمون، لقد كانت حماس الأكثر نجاحا على الإطلاق من حيث نشر القوة والسيطرة على العنف".
اظهار أخبار متعلقة
وأبرزت "أهمية جهود حماس للقضاء على منافسيها من خلال تصريحات ترامب التي أكد غيها أنه منحها الضوء الأخضر لاستخدام القوة ومنع وقوع "أمور سيئة". ولم يكن هذا ليتحقق إلا لو نقلت قطر أو أي طرف موثوق آخر إلى الولايات المتحدة طلبا محددا من حماس بالسماح لها بمواصلة حملتها. وفي الوقت نفسه تقريبا".
و قال ترامب: "إذا لم تنزع حماس سلاحها، فسننزع سلاحها. وسيحدث ذلك بسرعة وربما بعنف". وصعد تهديده في وقت متأخر من يوم الخميس، قائلاً: "إذا استمرت حماس في قتل الناس في غزة، وهو ما لم يكن متفقا عليه في الاتفاق، فلن يكون أمامنا خيار سوى التدخل وقتلهم".
وتدعو خطة ترامب إلى إنشاء إدارة انتقالية تضم تكنوقراط فلسطينيين بدون انتماءات سياسية وتحت إشراف دولي. كما تنص على استبعاد حماس والفصائل المسلحة الأخرى في غزة من الحكم المستقبلي للأراضي الفلسطينية. ولم يحدد جدول زمني لتنفيذ أي من هذا. في الواقع، لا يوجد اتفاق على الإطلاق.
والسيناريو الأرجح هو أن تسلم حماس ما تبقى لديها من مخزونات ضئيلة من الأسلحة الهجومية الثقيلة القادرة على استهداف إسرائيل، لكنها ترفض تسليم الأسلحة الأخف التي ستمكنها من سحق أي معارضة لحكمها. وهذا أقل مما يطلبه ترامب – وإسرائيل، ولكنه قد يكون كافيا. أما بالنسبة لاستبعادها من الحكم المستقبلي، فمن المرجح أن تكون هذه الأيام الأخيرة حاسمة. قد تتخلى حماس عن أي دور رسمي في غزة، لكن من المرجح جدا أن تبقى "السلطة الفعلية" في المستقبل المنظور.