تحول أطباء أستراليون
متطوعون في قطاع
غزة إلى ما يشبه المراسلين غير الرسميين، بعد أن باتوا شهود عيان على
أوضاع وصفت بـ"الكارثية" داخل
مستشفى الشفاء، في ظل استمرار قصف
الاحتلال الإسرائيلي المستمر على المدينة منذ عامين
وبحسب شبكة "
ABC
News"
الأمريكية كشفت الطبيبة الأسترالية ندى أبو الرب أن قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء بمدينة
غزة، استقبل طفل صغير لم يتجاوز عمره العشر سنوات على وجه السرعة من قبل أقاربه، ولم
تكن هناك أسرة شاغرة، فاضطر الأطباء إلى وضع الطفل علاء على سرير معدني مزود بأحزمة
قماشية رقيقة.
وأضافت أبو الرب
أن الطفل كان وجهه مغطى بالدماء وتنفسه ضعيفًا، وسط صراخ المرضى وأقاربهم، ورغم الفوضى،
كانت الطبيبة الأسترالية تسعى لتهدئة الأوضاع في القسم.
أفاد التقرير بأن أبو
الرب قامت بغسل وجه الطفل المصاب، ثم قدمت له ما توفر من الأدوية والإمدادات الطبية
المحدودة، حيث كان يقف بجواره رجل يبكي، يعتقد أنه والده، بينما كان قميصه ملطخًا بالدماء،
مرددا عبارة من القرآن الكريم: "توكلت على الله"، معبرا عن استسلام الفلسطينيين
لأمر الله.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت أبو الرب “لا أعتقد
أن أحدًا يستطيع أن يتخيل مدى بشاعة هذه المشاهد وما ينتج عن استخدام هذه الأنواع من
الأسلحة من إصابات فظيعة، علينا اختيار الحالات التي لديها فرصة للبقاء، ونقوم بمعالجتها
أولاً، أثناء الحوادث الكبيرة، لا توجد أسرة ولا فراش، فالناس يتركون على الأرض، وتتجمع
الدماء في كل مكان."
أضاف التقرير أنه مع
تصاعد الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة، باتت المستشفيات، بما فيها مستشفى الشفاء،
مكتظة بالمرضى، وتعد أبو الرب وزميلتها الأسترالية سيا عزيز من بين المتطوعين في جمعية
الأطباء الفلسطينيين الأستراليين النيوزيلنديين (PANZMA)، رغم أن حجم المعاناة يختبر
إصرارهم يوميًا، قالت أبو الرب: "يرى الأطفال آباءهم ممزقين إلى أشلاء، ونرى حالات
مرضية خطيرة، مثل قطع الأطراف، نزوح الأمعاء، أو تلف الدماغ، كل ذلك في حالة واحدة."
وأشار التقرير إلى
أن أبو الرب تعالج عشرات المرضى يوميًا، وسط نقص حاد في المعدات والإمدادات الطبية،
وهو ما يجعلها تواجه صعوبة كبيرة في تقديم الرعاية لكل من يحتاج إليها.
ولفت التقرير إلى
أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، أصدرت تقريرًا اتهمت فيه الاحتلال الإسرائيلي
بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، ضمن سلسلة اتهامات تشير إلى تجاوز جيش
الاحتلال الإسرائيلي وحكومة نتنياهو هدفهم المزعوم في استهداف حركة حماس.
ووفقًا لوزارة الصحة
الفلسطينية، استشهد أكثر من 65 ألف فلسطيني خلال العامين الماضيين، فيما ينفي
الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب أي جرائم حرب، مؤكدة أن عملياتها تستهدف حركة حماس فقط،
لكن الأطباء يشيرون إلى أن التدفق الكبير للمدنيين إلى المستشفيات دليل على استهداف
عشوائي للمدنيين.
اظهار أخبار متعلقة
وأردف التقرير إلى
آلاف المرضى في مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، يواجهون خطرا متزايدا مع استمرار
الهجمات العسكرية، إذ لا يستطيع العديد منهم الإخلاء أو العثور على مكان آخر.
وتابع التقرير أن أبو
الرب قالت: "لدينا الآن أكثر من 1500 جثة تحت الأنقاض في حرم المستشفى، لم أجد
طبيبًا واحدا لم يخسر أحد أفراد أسرته، أو لم تفقد منزله بالكامل، أو لم يضطر للإخلاء
أكثر من مرة، وجميعهم يقيمون في المستشفى ويعملون على مدار الساعة، مع استراحة قصيرة
ومتقطعة بين الحين والآخر."
وأضافت أن الأطباء
مضطرون للعيش والنوم في المستشفى، وطالبت إسرائيل بإخلائه ونقل المرضى إلى الجنوب رغم
استحالة ذلك.
ولفت التقرير أن
الطبيبة أبو الرب وزملائها أصبحوا مثل غيرهم من الأطباء المتطوعين، مراسلين غير رسميين،
بعد منع وسائل الإعلام الدولية من دخول غزة لتغطية أحداث الحرب، حيث نشروا مقاطع فيديو
على مواقع التواصل الاجتماعي محذرين من أن تكون هذه آخر ما ينشرونه من المستشفى،
حيث قالت أبو الرب: "إنه كابوس حقيقي، نصور هذا الفيديو لأننا نعلم أننا قد نموت
في أي لحظة."