في 22 تشرين
الأول/ أكتوبر 2025، سيصل الديكتاتور
المصري عبد الفتاح
السيسي إلى بروكسل، عاصمة
الاتحاد الأوروبي، ليشارك في أول قمة رسمية مشتركة بين مصر والاتحاد. هذه الزيارة
ليست مجرد لقاء دبلوماسي؛ بل هي صفقة مشبوهة تكشف عن تواطؤ أوروبي صارخ في دعم
نظام
قمعي مسؤول عن جرائم ضد الإنسانية داخل مصر وخارجها، مقابل خدمات أمنية رخيصة
ومصالح اقتصادية.
الدكتاتور السيسي،
الذي يدير سجونا تضم أكثر من 60 ألف معتقل سياسي، وأشرف على إعدام أكثر من ألف
شخص، ويتسبب في وفيات بالإهمال الطبي المتعمد، يسعى للحصول على مليارات إضافية من
أموال دافعي الضرائب الأوروبيين.
في الوقت نفسه،
يتواطأ مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال صفقات غاز بمليارات الدولارات، تساهم في
تمويل الإبادة الجماعية في
غزة، رغم تصريحاته المنافقة عن "الإبادة
المنهجية".
يتغنى قادة
أوروبا بالديمقراطية، ويتجاهلون هذه الجرائم مقابل منع المهاجرين وتأمين صفقات
تجارية وعسكرية لمعسكر الجنوب.
في السطور
القادمة نغوص في تفاصيل الزيارة بجرأة غير مسبوقة، نكشف طموحات الديكتاتور الشخصية،
ونحلل ازدواجية أوروبا التي تبيع مبادئها مقابل أمن زائف. ثم نركز على فضح جرائم
النظام في مصر وفلسطين، مع التركيز على صفقات الغاز والتبادل التجاري مع الاحتلال.
وأخيرا، الدور المتوقع للمعارضين المصريين في الخارج، بقيادة حملات مثل #GenZ002 لتحويل هذه الزيارة إلى كارثة دبلوماسية، كاسرين التابو الذي يصور
السيسي كـ"حامي أوروبا" من ناحية الجنوب، وكاشفين دوره الدموي في غزة.
الزيارة تأتي في سياق أزمة اقتصادية كارثية في مصر، مع ديون خارجية تجاوزت 200 مليار دولار بحلول 2025، وتضخم يقارب 35 في المئة. يستغل السيسي هذه القمة ليضغط على أوروبا لزيادة الدعم، مستفيدا من مخاوفها من تدفق المهاجرين واللاجئين بعد اضطرابات في دول المنطقة
سنتطرق إلى نقاط
غير مطروحة، مثل كيف تساهم صفقات الغاز في تمويل القمع الداخلي، وتأثير الدعم
الأوروبي على أزمات الطاقة في أوروبا، وكيف يمكن للاحتجاجات أن تؤدي إلى انهيار
اقتصادي جزئي للنظام المصري.
تفاصيل الزيارة:
قمة تاريخية أم مهرجان للنفاق الدبلوماسي؟
ستكون القمة
المقررة في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2025 هي الأولى من نوعها، حيث يمثل السيسي مصر،
بينما يقود الجانب الأوروبي رئيس المجلس أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية أورسولا
فون دير لاين.
يشمل البرنامج
جلسة افتتاحية في مقر الاتحاد، تليها اجتماعات ثنائية مع قادة مثل المستشار
الألماني فريدريش ميرتز ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، استكمالا للقاءات
سابقة مثل تلك في قمة السلام بشرم الشيخ في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
تتناول المواضيع
الرئيسية:
1- تعزيز
الشراكة الاستراتيجية التي بدأت في آذار/ مارس 2024 بـ7.4 مليار يورو.
2- التركيز
على مكافحة الهجرة غير الشرعية، والطاقة، والأمن.
3- من
المتوقع توقيع اتفاقيات جديدة، تشمل تمويل إضافي لمشاريع طاقة في شرق المتوسط،
وتعزيز التعاون في مجال المناخ.
تخفى هذه
التفاصيل اللامعة حقيقة مرة:
الزيارة تأتي في
سياق أزمة اقتصادية كارثية في مصر، مع ديون خارجية تجاوزت 200 مليار دولار بحلول
2025، وتضخم يقارب 35 في المئة. يستغل السيسي هذه القمة ليضغط على أوروبا لزيادة
الدعم، مستفيدا من مخاوفها من تدفق المهاجرين واللاجئين بعد اضطرابات في دول
المنطقة.
يمكننا أن نقول: هذه
القمة ليست عن الشراكة، بل عن ابتزاز. السيسي يعرف أن أوروبا، التي تواجه انتخابات
برلمانية في 2025/2026، تخشى صعود اليمين المتطرف بسبب الهجرة، فيستخدم ذلك ليحصل
على أموال دون شروط حقيقية حول حقوق الإنسان.
نطرح هنا نقطة
غير مطروحة: الزيارة قد تشمل صفقات سرية لشراء أسلحة أوروبية، مثل طائرات
يوروفايتر الألمانية، التي تستخدم في في سيناء، مما يجعل أوروبا شريكا مباشرا في
الجرائم. هذا التواطؤ يمتد إلى الطاقة، حيث تعتمد أوروبا على غاز شرق المتوسط الذي
يمر عبر مصر، لكن ذلك يربطها بجرائم السيسي في غزة، كما سنرى لاحقا.
ماذا يريد السيسي
من الاتحاد الأوروبي: دعم مالي لإطالة عمر ديكتاتورية فاسدة ودموية
لا يأتي
الدكتاتور السيسي إلى بروكسل لمناقشة الديمقراطية؛ بل ليسرق أموال أوروبا لإنقاذ
نظامه المتهاوي، الذي يعتمد على القمع الوحشي للبقاء.
أولا التمويل: بعد
صفقة 2024 بـ7.4 مليار يورو، يسعى لزيادة إلى 10 مليارات أو أكثر، تحت ستار
"الاستقرار الإقليمي". هذه الأموال ستذهب إلى مشاريع فاشلة مثل العاصمة
الإدارية، التي أهدرت 60 مليار دولار دون فائدة، بينما الشعب يعاني من الجوع.
ثانيا، الدعم
العسكري:
يريد تدريبات وأسلحة لقواته، التي قتلت آلافا منذ انقلاب 2013.
ثالثا، الشرعية: صور
مع قادة أوروبيين ستستخدم في الدعاية الداخلية ليظهر كزعيم عالمي.
نغوص قليلا بتحليل
عميق: هذا الدعم ليس مجانيا؛ إنه يعزز فساد الجيش المصري، الذي يسيطر على 70 في
المئة من الاقتصاد، مما يؤدي إلى احتكار يفاقم الفقر.
نطرح نقطة جريئة:
إن السيسي يستخدم هذه الأموال لتمويل شبكاته الشخصية، بما في ذلك استثمارات في دبي
وأوروبا. هذا يعني أن دافعي الضرائب الأوروبيين، الذين يعانون من تضخم 5-7 في
المئة في ألمانيا وإيطاليا، يمولون ثروة ديكتاتور، بينما يزداد الفقر في مصر، مما
يدفع المزيد من الشباب للهجرة.
ونزيد من الشعر
بيتا، هذه الأموال تساهم مباشرة في جرائم النظام، كما في تمويل السجون التي تؤدي
إلى وفيات بالإهمال الطبي، حيث يموت السجناء بسبب عدم تقديم الرعاية الصحية، في
انتهاك صارخ للحقوق الأساسية.
ازدواجية المواقف
الأوروبية: منافقون يبيعون قيمهم مقابل أمن زائف وطاقة قذرة
ينتقد قادة
أوروبا السيسي علنا كديكتاتور، لكنهم يدعمونه بمليارات رغم جرائمه. ففي 2024، وُقعت
صفقة 7.4 مليار رغم تقارير عن تعذيب المهاجرين في معسكرات مصرية، وفي 2025، نُقل مليار
يورو رغم "مخاوف حقوقية". هذه الازدواجية تجعل أوروبا شريكا في الجرائم.
هذا النفاق ليس
خطأ غير متعمد بل سياسة مدروسة. أوروبا تستخدم مصر كـ"سجن خارجي"
للمهاجرين، متجاهلة أن هذا يعزز الاستبداد، مما قد يؤدي إلى ثورة تشبه 2011، تهدد
أوروبا بموجات هجرة هائلة.
يؤثر هذا الدعم على
أسواق الطاقة الأوروبية، إذ يعتمد على غاز شرق المتوسط الذي يمر عبر مصر، لكن
روابط السيسي مع إسرائيل تجعل هذا الغاز مشروطا بتواطؤ في غزة، مما يجعل أوروبا
متواطئة في الإبادة لأجل الطاقة.
هذا التواطؤ يمتد
إلى غض الطرف عن جرائم السيسي في فلسطين، حيث يبيع الغاز الإسرائيلي بمليارات، رغم
قتله للشعب الفلسطيني عبر حصار خانق منذ 19 عام.
فضح جرائم النظام
المصري في مصر: سجون الموت والإعدامات الجماعية
يدير السيسي
نظاما قمعيا يفوق في وحشيته أي ديكتاتورية سابقة في مصر. يقبع أكثر من 60 ألف
معتقل سياسي في سجون مكتظة، مثل سجن بدر 4 سيئ السمعة، حيث يتعرضون للتعذيب
المنهجي، والضرب، والاغتصاب. هؤلاء ليسوا مجرمين؛ بل معارضون، وصحفيون، وناشطون
اعتقلوا دون محاكمات عادلة، في عملية "التدوير"، حيث يتم تجديد الاعتقال
مرارا لسنوات.
هذا القمع ليس
عشوائيا؛ بل أداة للحفاظ على السلطة، حيث يستخدم السيسي الاعتقالات لإسكات أي صوت
ينتقد فساده أو فشله الاقتصادي.
تحولت هذه السجون
إلى مقابر حية، مع وفيات بالإهمال الطبي المتعمد، حيث يرفض النظام علاج الأمراض
المزمنة، مما أدى إلى وفاة مئات، مثل حالات السرطان والسكري التي تترك دون دواء.
هذا ليس إهمالا؛ بل قتل بطيء وجريمة ضد الإنسانية، وما حدث للرئيس مرسي على الهواء
مباشرة ليس ببعيد عنا.
أما الإعدامات
فحدث ولا حرج، فقد تجاوزت الألف منذ 2013، في محاكمات جماعية وهمية، حيث يُحكم على
عشرات بالإعدام في جلسة واحدة دون أدلة.
وهذه الإعدامات
ليست عدالة؛ بل إرهاب دولة، تهدف إلى ترهيب الشعب وإخماد أي حركة احتجاجية.
وهناك نقطة غير
مطروحة: جزء من الدعم الأوروبي يذهب إلى تمويل هذه السجون، مما يجعل أوروبا
متواطئة في هذه الجرائم، رغم ادعاءاتها بحقوق الإنسان.
فضح جرائم النظام
في فلسطين: صفقات الغاز والتبادل التجاري مع الاحتلال، تواطؤ في الإبادة
إن السيسي ليس
فقط مجرد ديكتاتور داخلي؛ بل متواطئ في الإبادة الجماعية في غزة، ورغم تصريحاته
الإعلامية في آب/ أغسطس 2025 عن "الإبادة المنهجية" الإسرائيلية، إلا انه وقع
اتفاق غاز بـ35 مليار دولار مع إسرائيل من حقل ليفياثان، ليزيد التصدير إلى مصر
ثلاث مرات حتى 2040.
تعد هذه الصفقة
ليست اقتصادية وحسب، بل خيانة للدماء الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، إذ يأتي الغاز
من حقول سرقت من غزة، وتمول الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل 60 ألف فلسطيني. السيسي يشترى
الغاز الإسرائيلي لإنقاذ الاقتصاد الصهيوني، بينما يغلق معبر رفح، مما يساهم في
"حرب التجويع" التي يتهم إسرائيل بها.
ماذا سيفعل المعارضون المصريون في الخارج؟ أعتقد أنهم سيحولون الزيارة إلى فضيحة عالمية، مستغلين المنصات الرقمية والشوارع الأوروبية لكسر تابو "السيسي الحامي". المعارضة، التي تضم آلافا في أوروبا، لديها تاريخ في الاحتجاجات
يجب أن نعلم أن
التبادل التجاري مع الاحتلال يتجاوز الغاز بصفقات أخرى بما في ذلك اتفاقيات أمنية
سرية وتصدير سلع، مما يعزز الاقتصاد الإسرائيلي أثناء الإبادة. هذا التواطؤ يمتد
إلى اعتقال عشرات المتضامنين مع فلسطين في مصر، حيث يسجن النظام أي شخص يحتج على
حرب غزة، مما يجعل السيسي شريكا في القمع الإسرائيلي. وتساهم هذه الصفقات في تمويل
القمع الداخلي، إذ تستخدم عائدات الغاز لشراء أسلحة تقمع الشعب المصري، في حلقة
مغلقة من الجرائم.
النقطة المهمة:
دور المعارضين في الخارج و#GenZ002 في كشف الوجه الدموي
للسيسي
نأتي الآن إلى النقطة
الحرجة: ماذا سيفعل
المعارضون المصريون في الخارج؟ أعتقد أنهم
سيحولون الزيارة إلى فضيحة عالمية، مستغلين المنصات الرقمية والشوارع الأوروبية
لكسر تابو "السيسي الحامي". المعارضة، التي تضم آلافا في أوروبا، لديها
تاريخ في الاحتجاجات.
أولا، كسر
التابو: سيفضحون كيف يستخدم الدعم لقمع الشعب، مع فيديوهات التعذيب والإعدامات.
ثانيا، حصار
السفارات: تنظيم احتجاجات حول السفارات في بروكسل ولاهاى ولندن وبرلين، محاصرة رمزية لساعات،
ستجبر الإعلام على تغطية الجرائم. وهذا يدفع الى أن يؤثر اقتصاديا، إذ تعتمد مصر
على 32 مليار دولار من تحويلات المغتربين، فإذا دعا المعارضون إلى إضراب تحويلات،
سينهار النظام جزئيا.
ثالثا، دور #GenZ002:
هذه الحركة الشابة ستلعب دورا محوريا في كشف "الحقيقة
الدموية". حملات تظهر دور السيسي في غزة: رفض فتح رفح، وصفقات غاز مع
الاحتلال، واعتقال متضامنين مع غزة والتضييق على أسطول الصمود المصري. #GenZ002 يمكن أن تربط القمع الداخلي بالتواطؤ الخارجي، مستخدمة فيديوهات لإغراق
التواصل الاجتماعي، مما يجبر قادة أوروبا على التراجع.
وإذا نجحت
الحملة، قد تؤدي إلى مقاطعة اقتصادية، مثل رفض شركات أوروبية التعامل مع الجيش
المصري، مما يعجل بسقوط السيسي.
في الختام، هذه
الزيارة فرصة للمعارضة لتحويل النفاق الأوروبي إلى سلاح ضد السيسي الديكتاتور الدموي،
المتواطئ في الإبادة.