حظيت قمة شرم الشيخ
للسلام بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الدولية، التي ركزت على الدور المصري الداعي
للقمة في دعم جهود إنهاء الحرب في
غزة وإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط.
وأبرزت تقارير غربية
تصريحات
السيسي التي أشاد خلالها بخطة
ترامب ودعا فيها إلى حل الدولتين كخيار وحيد
لتحقيق الاستقرار، مشيرة إلى أنه وصف المقترح الأمريكي الذي طرحه الرئيس دونالد ترامب
بأنه “الفرصة الأخيرة للسلام في المنطقة”.
في تغطيتها للقمة،
ركزت وكالة
أسوشيتدبرس (AP) على تصريحات رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، التي وصف فيها مقترح ترامب للشرق
الأوسط بأنه "الفرصة الأخيرة لتحقيق السلام في المنطقة".
وقالت الوكالة إن السيسي
كرر تأييده لحل الدولتين، مؤكدًا أن للفلسطينيين "الحق في إقامة دولتهم المستقلة"،
وأوضحت أن السيسي شدد على أن نجاح أي مبادرة سلام يتطلب التزامًا جادًا من واشنطن وضغوطًا
متوازنة على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأضافت الوكالة أن
السيسي، قال لترامب خلال الجلسة العلنية: "فقط أنت من يمكنه تحقيق السلام في الشرق
الأوسط."
ووصفت أسوشيتدبرس القمة
بأنها محاولة لحشد الدعم الدولي للرؤية الأمريكية الجديدة الخاصة بما بعد الحرب في
غزة، مشيرة إلى أن مقترح ترامب يتحدث عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقبلًا، لكن
بعد فترة انتقالية طويلة من الحكم في غزة وإصلاحات داخل السلطة الفلسطينية، في حين
يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مبدأ الدولة الفلسطينية.
ونقلت الوكالة أيضًا
تصريحات لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، قال فيها إن نجاح
خطة ترامب للسلام
يعتمد على استمرارية التزام واشنطن بالملف، وعلى ممارسة ضغوط سياسية متوازنة على جميع
الأطراف، مؤكدًا أن أي اتفاق مستدام سيتطلب دورًا دوليًا في مهام حفظ السلام المستقبلية
في غزة.
رهان ترامب الكبير
من جانبها، تناولت
صحيفة "
وول ستريت جورنال" الأمريكية القمة من زاوية مختلفة، مركزة على التحول
في استراتيجية ترامب بعد وقف إطلاق النار في غزة، ومحاولته الانتقال السريع من هدنة
مؤقتة إلى طرح رؤية أشمل للسلام الإقليمي.
وأشارت الصحيفة إلى
أن ترامب، خلال الجلسة التي جمعته بالرئيس السيسي، تحدث عن "تعقيد المراحل"
المرتبطة بخطته قائلاً: "كل المراحل متداخلة قليلًا... انظروا إلى غزة، هي بحاجة
إلى الكثير من إعادة الإعمار."
ووصفت
الصحيفة اللقاء
بين السيسي وترامب بأنه علامة على استمرار التنسيق المصري - الأمريكي في ملفات المنطقة،
مشيرة إلى أن واشنطن تعتمد على القاهرة كـ"وسيط موثوق" بعد نجاحها في التوصل
إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
لكن التقرير أشار أيضًا
إلى مخاطر سياسية في مقاربة ترامب الجديدة، موضحًا أن الرهان على تجاوز الانقسامات
القديمة في الشرق الأوسط "ينطوي على مجازفة كبيرة"، وقد يثير توترًا جديدًا
بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية إذا لم يتم التعامل معه بحذر.