تطرق الخطباء في
جميع مساجد
تركيا، الجمعة الماضية، إلى ما يعاني منه سكان قطاع
غزة من احتلال وظلم
وعدوان. وجاء في الخطبة الموحدة أن قطاع غزة يشهد اليوم معركة شبيهة بمعركة الخندق،
وأن القتلة يرتكبون فيه إبادة جماعية أمام أعين العالم، وأن مجموعة من المجاهدين
المسلمين يخوضون في الأنفاق التي حفروها كفاحا نادرا ما يشهده العالم مثيله. ثم
تمت الإشارة إلى قول الله تعالى: "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم
فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".
جميع المدارس
التركية شهدت، أمس الثلاثاء (7 تشرين الأول/ أكتوبر)، الذكرى الثانية لعملية طوفان
الأقصى، فعاليات توعوية مختلفة لتعزيز الوعي بالقضية
الفلسطينية وصمود قطاع غزة.
ويقول وزير التعليم التركي يوسف تكين، إن تلك الفعاليات التي تم تنظيمها بتوجيهات
منه في كافة محافظات تركيا، ليست لتزويد الطلاب بمعلومات فحسب،
الفعاليات المكثفة التي تشهدها تركيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني جزء من معركة الهوية التي تستمر فصولها منذ عقود، وهي معركة بين الذين يريدون أن تقطع تركيا علاقاتها مع العالمين العربي والإسلامي وقضاياهما، والآخرين الذين يسعون إلى حماية هوية الشعب التركي المسلم
بل تهدف أيضا إلى تربية
الطلاب على التحلي بالوجدان والعدالة والمسؤولية الإنسانية، ويضيف أنه من واجبنا
المشترك إحياء الوعي لدى أطفالنا بالدفاع عن كرامة الإنسانية دون تجاهل الأوجاع
التي تعاني منها فلسطين وغزة.
الفرع النسائي
لحزب العدالة والتنمية الحاكم نظَّم يوم الاثنين، فعالية "صرخة صامتة من أجل
غزة"، شكلت فيها النساء سلاسل بشرية في جميع أنحاء البلاد للتضامن مع قطاع
غزة والمطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي. وكانت قبل
ذلك دروس ومحاضرات في جميع الجامعات التركية بمناسبة بدء العام الدراسي، لتسليط
الضوء على القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة،
بالإضافة إلى ما يجري في القطاع من قتل وتدمير وتجويع. وتم أمس تعليق علم
فلسطيني كبير على جسر شهداء 15 تموز/ يوليو في
إسطنبول، كما خرجت البارحة مظاهرات عارمة في عدة مدن تركية، مثل قونيا وديار بكر،
بمناسبة ذكرى عملية طوفان الأقصى.
وباختصار، تشهد
تركيا كل يوم فعاليات مختلفة بعضها على مستوى البلاد وأخرى محلية تهدف جميعها إلى
تعزيز الوعي لدى عموم الشعب التركي، والأجيال الناشئة على وجه الخصوص، بقضية الشعب
الفلسطيني العادلة ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني الذي يئن تحت وطأته. ولا تقتصر تلك
الفعاليات على مظاهرات احتجاجية، بل تتنوع من محاضرات إلى معارض ثقافية للتعريف
بكل ما يتعلق بفلسطين وتاريخها وقضيتها وتراثها وأدبها وفنها.
هناك حراك عالمي
للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة، ويخرج مئات الآلاف
في عواصم أوروبية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على القطاع، ويتم تسيير سفن وقوارب في
محاولة لكسر حصار غزة عن طريق البحر. وشارك عدد كبير من الأتراك في أسطول الصمود
العالمي، وعادوا إلى البلاد ليتحدثوا في فعاليات مختلفة عما شاهدوا أثناء رحلتهم
البحرية من صعوبات وعزم وتحدٍ لمحاولات العرقلة، واعتقالهم من قبل قوات الاحتلال
قبل أن يصلوا إلى سواحل غزة، وترحيلهم إلى تركيا.
الفعاليات
المكثفة التي تشهدها تركيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني جزء من معركة الهوية التي
تستمر فصولها منذ عقود، وهي معركة بين الذين يريدون أن تقطع تركيا علاقاتها مع
العالمين العربي والإسلامي وقضاياهما، والآخرين الذين يسعون إلى حماية هوية الشعب
التركي المسلم، أحفاد السلاجقة والعثمانيين. وبينما يرى الزعيم السياسي العنصري
أميت أوزداغ وأمثاله أن فلسطين قضية العرب وليست قضية الأتراك، ويشاركه
في هذا الرأي معظم مؤيدي حزب الشعب الجمهوري المعارض،
تركيا ترى حماس حركة وطنية لمقاومة الاحتلال، كما جدد تذكيره بذلك رئيس حزب الحركة القومية المؤيد للحكومة، دولت بهتشلي، الذي طالب، أمس الثلاثاء، بلجم إسرائيل باستخدام القوة العسكرية إن لم يتم لجمها بطرق دبلوماسية
تسعى الحكومة إلى تعزيز
الوعي في الشارع التركي بمدى أهمية قضية فلسطين التي هي كانت حتى الأمس القريب
جزءا من الدولة العثمانية، ليتذكروا التضحيات التي قدمها أجدادهم للدفاع عن القدس
والمسجد الأقصى.
هذه الفعاليات
تشكل دعما شعبيا قويا للحكومة التركية التي تبذل جهودا دبلوماسية حثيثة من أجل وقف
الإبادة الجماعية في قطاع غزة. ومن المؤكد أن هذا الاستنفار الشعبي سيسهِّل مهمة
الحكومة في تقديم خطوات كبيرة من أجل إعادة إعمار القطاع المدمر وحماية سكانه من
العدوان الإسرائيلي، علما بأن تركيا ترغب في المشاركة في القوات العربية
والإسلامية التي قد يتم نشرها في غزة لحماية وقف إطلاق النار. كما يُتوقع أن تنعكس
الفعاليات التي تمتد إلى جميع أنحاء البلاد بشكل إيجابي على جهود منظمات المجتمع
المدني في دعم سكان القطاع بمساعدات إنسانية.
تركيا ترى حماس
حركة وطنية لمقاومة الاحتلال، كما جدد تذكيره بذلك رئيس حزب الحركة القومية المؤيد
للحكومة، دولت بهتشلي، الذي طالب، أمس الثلاثاء، بلجم إسرائيل باستخدام القوة
العسكرية إن لم يتم لجمها بطرق دبلوماسية. وترفض أنقرة مشاريع التهجير وتسعى إلى
الإسهام في جهود إنهاء الإبادة الجماعية ومواجهة أطماع إسرائيل بقيادة مجرم الحرب
بنيامين نتنياهو، والضغط على الإدارة الأمريكية بالتنسيق والتعاون مع الدول
العربية والإسلامية، لتضغط هي بدورها على حكومة نتنياهو لوقف الجيش الإسرائيلي عدوانه
على قطاع غزة وانسحاب قوات الاحتلال منه.
x.com/ismail_yasa