تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها المتكررة في الأراضي السورية، حيث توغلت الجمعة في بلدة عين زوان الواقعة بريف
القنيطرة الجنوبي.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء السورية "سانا" بأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تقدّمت في الحارة الغربية للبلدة، ثم اتجهت نحو تل أحمر المحاذي لعين زوان من الجهة الجنوبية، وشرعت بملاحقة شابين وإطلاق الرصاص عليهما لإجبارهما على التوقف، إلا أنهما نجحا في الفرار.
وتأتي هذه
التوغلات ضمن سلسلة اعتداءات متواصلة على الأراضي السورية، في انتهاك صريح لاتفاق فض الاشتباك المبرم عام 1974، بالإضافة إلى مخالفة قواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وتؤكد الحكومة السورية أنّ: "هذه الممارسات تمثل تهديداً مباشراً لأراضيها ومواطنيها، وتدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم لوقف هذه الانتهاكات".
وكانت قوات الاحتلال قد نفّذت، الخميس الماضي، عمليتي توغل في محافظة القنيطرة، إحداهما قرب سد كودنة في تلة أبو قبيس بواسطة دورية مكونة من سبع سيارات عسكرية، انسحبت بعدها دون تنفيذ أي عمليات دهم أو تفتيش، فيما انطلقت الدورية الثانية من قاعدة العدنانية باتجاه قرية أم العظام وصولاً إلى سد المنطرة. وسجلت وسائل إعلام محلية توغلاً آخر في بلدة رويحينة بريف القنيطرة.
وفي سياق متصل، توغلت قوة تابعة للاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء الماضي في قرية صيدا
الجولان، وأقامت حاجزاً مؤقتاً ورفعت العلم الإسرائيلي وعزفت النشيد الوطني "هتيكفا" في مدينة القنيطرة السورية.
ويذكر أنّ اتفاق فض الاشتباك بين الجانبين السوري والاحتلال الإسرائيلي أبرم في أيار/مايو 1974 بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، تحت إشراف الأمم المتحدة عبر قوة "يوندوف"، وتمتد المنطقة ضمن خطين لوقف إطلاق النار: "ألفا" من جانب إسرائيل و"برافو" من جانب
سوريا، بطول نحو 70 كيلومتراً من
جبل الشيخ شمالاً إلى وادي اليرموك جنوباً. وتمنع أي تحركات للقوات العسكرية في المنطقة، وتقوم الأمم المتحدة بدوريات مراقبة دورية.
غير أن الاحتلال الإسرائيلي قد واصل خرق هذا الاتفاق عبر تنفيذ عمليات توغل بري متكررة، وإنشاء قواعد عسكرية مؤقتة ونقاط تفتيش داخل المنطقة.
وشهدت الأسابيع الماضية سلسلة توغلات مشابهة، من بينها:
28 أيلول/ سبتمبر: توغلت قوة مؤلفة من 16 آلية عسكرية باتجاه بلدة صيدا الجولان، وداهمت منازل المدنيين قبل الانسحاب.
24 أيلول/ سبتمبر: توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وداهمت عدة منازل في قرية صيدا الجولان دون اعتقال أي شخص.
18 أيلول/ سبتمبر: نفذت القوات توغلاً في تل الأحمر الشرقي بريف القنيطرة، مع أعمال حفر ورفع سواتر.
17 أيلول/ سبتمبر: توغلت قوة ضمت أكثر من 15 آلية في بلدتي جباثا الخشب وأوفانيا وقرية خان أرنبة، واعتقلت أربعة شبان قبل الانسحاب.
وتأتي هذه العمليات في سياق سلسلة أحداث أمنية شهدها الجنوب السوري، أبرزها إنزال جوي لجيش الاحتلال الإسرائيلي بأربع مروحيات في جنوب شرقي مدينة الكسوة بريف دمشق في 27 آب/ أغسطس الماضي، وذلك دون اشتباك مع عناصر وزارة الدفاع السوريين المتواجدين بالقرب من المنطقة.
إلى ذلك، تؤكد هذه التطورات استمرار التوتر وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في جنوب سوريا، والتي تأتي في تحد واضح للمعاهدات الدولية ولأطر فض الاشتباك القائمة منذ أكثر من خمسة عقود.