قال الرئيس السوري أحمد
الشرع، إن "بعض سياسات إسرائيل أظهرت حزنها على سقوط النظام السابق لأنها أرادت من
سوريا أن تكون ميدانا للصراع".
وأضاف خلال مقابلة مع "الإخبارية السورية"، أن "إسرائيل كانت تخطط لتقسيم سوريا وجعلها ساحة مواجهة مع أطراف أخرى، لكنها تفاجأت من سقوط النظام، لهذا اعتبرت ذلك خروجاً من اتفاق عام 1974 رغم التزام سوريا به منذ اللحظة الأولى".
وأوضح أن سوريا راسلت الأمم المتحدة وطلبت من قوات الأندوف العودة إلى مواقعها السابقة، ويجري حالياً التفاوض على اتفاق أمني لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 8 ديسمبر، مشيراً إلى أن إسرائيل بدأت بقصف مواقع مدنية وعسكرية وهو أمر غير مبرر.
وأشار إلى أن سوريا لا تريد أن تكون في حالة قلق أو توتر مع أي دولة، وأن الكرة في ملعب الدول التي تثير الفتن والقلاقل، مشدداً على أن سوريا تبحث عن علاقات هادئة مع جميع دول العالم والمنطقة.
وتابع، أن لروسيا مكانة مهمة باعتبارها دولة كبرى وعضواً في مجلس الأمن، وأن الروابط معها ينبغي الحفاظ عليها وإدارتها برزانة، مؤكداً أن العلاقات يجب أن تُبنى على أساس سيادة سوريا واستقلال قرارها.
وأشار إلى أن المفاوضات جرت مع
روسيا في معركة حماة، بينما انسحبت موسكو من المشهد العسكري عند معركة حمص ضمن اتفاق، مبينا أن سوريا استطاعت أن تبني علاقة جيدة مع الولايات المتحدة والغرب، وتحافظ على علاقة هادئة مع روسيا، وتؤسس لعلاقات قوية مع دول الإقليم.
وأردف الشرع، أن سوريا دخلت بعد التحرير في عدة مراحل، بدأت بملء الفراغ الرئاسي، ثم مؤتمر وطني جامع، فالحكومة، فالانتخابات البرلمانية، مبينا أن هذه مرحلة انتقالية مؤقتة تحتاج إلى وقت.
ولفت الرئيس السوري إلى أن صياغة الدستور ستأتي بعد الانتخابات وستتضمن تفاصيل عديدة، مع الاستمرار بالعمل في جميع المجالات بالتوازي.
وحول السويداء، ذكر أن خلافا وقع في السويداء بين البدو وأبناء الطائفة الدرزية وتطور إلى أعمال عنف، مؤكدا أن الواجب كان وقف سيل الدماء، وقد شُكّلت لجان لتقصي الحقائق ومحاسبة كل من أساء أو اعتدى.
كما شدد على أن سوريا لا تقبل القسمة، وأن أي محاولة للتقسيم في شمال شرقي سوريا ستضر بالعراق وتركيا، مبيناً أن المكون العربي يشكل أكثر من 70 بالمئة من سكان المنطقة، وأن "قسد" لا تمثل كل المكون الكردي.
وذكر أن مصلحة السويداء ومصلحة شمال شرقي سوريا مع دمشق، معتبراً أن هذه فرصة لسوريا كي تلمّ جراحها وتنطلق بحلة جديدة.
وعن قسد أشار الرئيس الشرع إلى أن المفاوضات مع قسد كانت تسير بشكل جيد، لكن يبدو أن هناك نوعاً من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق.
ومضى قائلا، إن "الاتفاق مع قسد وُضع له سقف زمني حتى نهاية العام، وكنا نسعى لأن تطبّق بنوده مع نهاية شهر كانون الأول القادم. في نهاية المطاف سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة، وهذا قسم أقسمناه أمام الناس، يجب أن نحمي كل التراب السوري وأن تتوحد سوريا".