رفضت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، بشكل قاطع التلميحات إلى أن صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،
جاريد كوشنر، يساعد الحكومة الأمريكية في شؤون تتعلق بقطر والإمارات والسعودية، نظرا لاستثماراتها في شركته "أفينيتي بارتنرز"،
وقالت ليفيت ردا على سؤال من أحد المراسلين خلال المؤتمر الصحفي للبيت الأبيض: "أعتقد أنه من الحقير للغاية أن تحاولوا التلميح إلى أنه من غير اللائق أن يضع جاريد كوشنر، الذي يحظى باحترام واسع النطاق حول العالم ويثق ثقة كبيرة في العلاقات مع هؤلاء الشركاء الأساسيين في هذه الدول، خطة سلام شاملة ومفصلة من 20 بندا بشأن غزة، لا يمكن لأي إدارة أخرى تحقيقها".
ووصفت ليفيت مشاركة كوشنر بأنها تبرع بـ"طاقته ووقته لحكومتنا" من أجل "ضمان السلام العالمي"، كونه لا يعمل بصفة رسمية، وذكرت، في إشارة إلى الخطة الهادفة لإنهاء الحرب في غزة، قائلة: "يدعم العالم أجمع تقريبا هذه الخطة التي كرس جاريد كوشنر وقته للمساعدة في إعدادها، إلى جانب مبعوثنا الخاص ستيف ويتكوف، ونائب الرئيس، ورئيس الولايات المتحدة، ووزير الخارجية، وفريق الرئيس للأمن القومي بأكمله، ونحن فخورون جدا بهذه الخطة، ونأمل أن تقبلها حركة حماس لأنها ستؤدي إلى شرق أوسط أكثر سلاما وازدهارا".
وأعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، بالتحالف مع شركة أفينيتي بارتنرز التابعة لجاريد كوشنر وشركة الاستثمار الأمريكية سيلفر ليك، عن الاستحواذ على عملاق صناعة الألعاب إلكترونيك آرتس (EA)، وبلغت قيمة الصفقة 55 مليار دولار، لتصبح أكبر استحواذ بالاقتراض في التاريخ، وتمنح المساهمين 210 دولارات للسهم بزيادة 25 بالمائة عن السعر السابق، على أن تُموَّل الصفقة بمزيج من الأسهم والديون يقوده جي بي مورغان.
وبموجبها ستتحول إلكترونيك آرتس إلى شركة خاصة بعد 36 عامًا من إدراجها في بورصة ناسداك، مع بقاء الرئيس التنفيذي أندرو ويلسون في منصبه، وتملك EA سلاسل ألعاب شهيرة مثل باتلفيلد وMadden NFL وThe Sims، لكن الصفقة أثارت ردود فعل سلبية في مجتمع الألعاب وسط مخاوف من تأثيرها على مستقبل صناعة الألعاب.
ويأتي دخول كوشنر في الصفقة بعد أن نجح في بناء شبكة علاقات قوية مع قادة الخليج خلال فترة عمله في البيت الأبيض، وهو ما فتح الباب أمامه لتأسيس شركته الاستثمارية عام 2021 بدعم مليارات الدولارات من السعودية وقطر.
وفي وقت سابق، قال جوش بول، الذي عمل مستشارا للأمن القومي في سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق، ومستشارا في قطاع الأمن لدى منسق الأمن الأمريكي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، إن "خطة كوشنر- بلير لغزة هي مذبحة أخلاقية وكارثة في مجال السياسة. وأضاف أن مغامرة جاريد كوشنر وتوني بلير الاستعمارية الجديدة ستكون زراعة غريبة سيرفضها الجسد".
وأضاف في مقال له بصحيفة الغارديان، إن حكومة بقيادة بلير في غزة ستكون مثل الحكومة الأمريكية في العراق، بمثابة عملية زراعة غير ناجحة وسوف يرفضها الجسم، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من العنف والتصعيد يمكن تجنبها تماما وهي ليست في مصلحة أحد.
مؤكدا أن لا أحد سيهتم، فجاريد كوشنر، شريك بلير في هذا المشروع، هو مثل كبير المفاوضين الأمريكيين، ستيفن ويتكوف، بل ودونالد ترامب نفسه، مطور عقاري في جوهره، مضيفا أن في غزة، لا يرى كوشنر ثقافة مزدهرة ونابضة بالحياة يتزامن تاريخها مع صعود الأهرامات، بل يرى فقط ما تصنعه إسرائيل بأسلحة أمريكية، وهو "خراب وتسوية بالأرض على قطعة ساحلية مميزة، موقف سيارات على شاطئ البحر جاهز لإعادة التطوير. وفي هذا الخيال الاقتصادي، يعد سكان غزة وسياساتها مجرد إلهاء عن فرصة الربح".