نشرت صحيفة
التايمز البريطانية تقريرًا للصحفيين كاتي بولز وديفيد تشارتر، سلّطا فيه الضوء على عودة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني
بلير إلى الواجهة عبر صلاته الوثيقة بمستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد
كوشنر، وما قد تعكسه هذه العلاقة عن رؤية ترامب لغزة والمنطقة.
ففي عام 2007، وبعد استقالته من رئاسة الوزراء، عُيّن بلير مبعوثًا للجنة الرباعية الدولية المكلفة بالتوسط بين
الفلسطينيين والإسرائيليين. لكن مهمته واجهت رفضًا فلسطينيًا سريعًا واعتُبرت "عديمة الفائدة"، فيما يقول مقربون إن الدور الذي أراده له الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن تم تقويضه داخل الإدارة الأمريكية من قبل ديك تشيني وكوندوليزا رايس، لينحصر نشاطه لاحقًا في التنمية الاقتصادية بدل العملية السياسية.
ومع عودة بلير اليوم كأول عضو في "مجلس السلام" الذي شكّله ترامب، يُطرح تساؤل: هل تنجح محاولاته هذه المرة في ظل علاقته المباشرة بالبيت الأبيض؟ بلير نفسه وصف مشاركة ترامب المباشرة بأنها "إشارة قوية"، فيما يرى مقربون أنه بات يتمتع بشبكة علاقات واسعة في إسرائيل والسعودية والإمارات والأردن والولايات المتحدة، أبرزها عبر كوشنر.
بلير وكوشنر.. علاقة ممتدة
تعود علاقة بلير بكوشنر إلى عام 2010، عندما التقيا في حفل عائلي بحضور إيفانكا ترامب. ومع صعود ترامب للسلطة عام 2016، تكثفت اللقاءات بينهما، حيث اجتمعا في أسبن، ثم في نيويورك بعد الانتخابات، ولاحقًا في البيت الأبيض عام 2017، وإن لم يُعلن عن أي دور رسمي لبلير حينها.
وبحسب التقرير، واصل بلير العمل من وراء الكواليس لدعم جهود كوشنر الرامية إلى دفع الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل. وفي مؤتمر "السلام من أجل الازدهار" عام 2019، وصف كوشنر بلير بأنه "صديق جيد ومستشار مهم"، فيما لعب معهد بلير دورًا في إقناع الإمارات بالانضمام إلى "اتفاقيات إبراهيم" عام 2020.
حضور متكرر في البيت الأبيض
شوهد بلير أكثر من مرة في البيت الأبيض خلال فترة ترامب، بينها تموز/ يوليو الماضي في يوم زيارة بنيامين نتنياهو، ثم في آب/ أغسطس لحضور قمة خاصة حول مستقبل
غزة نظمها مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، الذي استفاد هو الآخر من خبرة بلير وصلاته.
ويشير التقرير إلى أن كوشنر وويتكوف يعدان أبرز اللاعبين في صياغة رؤية ترامب للمنطقة، مع توقع ضم شخصيات أخرى إلى "مجلس السلام".
الموقف الفلسطيني
أما من الجانب الفلسطيني، فقد قوبل تعيين بلير بتحفظات شديدة، إذ يرى كثيرون أنه منحاز لإسرائيل والولايات المتحدة، فيما استُحضرت مشاركته في حرب العراق كدليل على فقدان المصداقية. وقال طاهر النونو، القيادي في حركة حماس، إن دور بلير يفرض "وصاية أجنبية" مرفوضة على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الفلسطينيين قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم.
ويخلص التقرير إلى أن بلير يراهن على أن يكون التدخل المباشر لترامب وكوشنر هذه المرة مختلفًا، على أمل أن يمنحه دعم البيت الأبيض فرصة لنجاح لم يتحقق له قبل أكثر من عقد.