صحافة دولية

تصاعد التعبئة الشعبية والسياسية في إيطاليا لدعم أسطول الصمود نحو غزة

إيطاليا.. تعبئة شعبية ونقابية كبيرة لدعم أسطول الصمود نحو غزة - الأناضول
إيطاليا.. تعبئة شعبية ونقابية كبيرة لدعم أسطول الصمود نحو غزة - الأناضول
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريراً سلطت فيه الضوء على تصاعد التعبئة الشعبية والسياسية في إيطاليا دعما لأسطول الصمود المتجه إلى قطاع غزة، مع استعداد النقابات لإضراب عام وتحذيرات حكومية من تداعيات دخول المياه الإسرائيلية.

وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمه موقع "عربي 21"، أن رئيس أساقفة جنوة، ماركو تسكا، بارك السفن الإيطالية المشاركة في الأسطول الإنساني المتجه إلى غزة في 30 آب/أغسطس الماضي، مؤكدا أن المشاركين هم "رسل سلام"، داعياً إلى دعمهم ومساندتهم، ومشدداً على أن الكنيسة تقف إلى جانبهم.

وشهدت مدينة جنوة تعبئة واسعة شملت البلدية والمدارس والمنظمات غير الحكومية، حيث جُمعت نحو 300 طن من المساعدات الإنسانية، فيما لوح عمال الموانئ بخطوات تصعيدية قائلين: "إذا فقدنا الاتصال بالسفن حتى لعشرين دقيقة فقط، سنوقف حركة الشحن في أوروبا بأسرها، ولن تخرج أي بضائع من ميناء جنوة"، وفق ما ذكره التجمع المستقل لعمال الموانئ، وفق التقرير.

وأكدت الصحيفة أن مؤشرات التأييد الشعبي في إيطاليا تعكس تفاقم الزخم المدني تجاه الأسطول، حيث أظهر استطلاع نشرته قناة "لا 7" أن 72% من الإيطاليين يؤيدون المبادرة، بينما بلغت نسبة التأييد بين ناخبي الحكومة اليمينية برئاسة جورجيا ميلوني 55%. وتزداد وتيرة التحركات مع اقتراب لحظة الاحتكاك المحتملة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع وجود أربعين إيطاليا على متن الأسطول، بينهم نواب ومستشارين من ثلاثة أحزاب معارضة.

وأشارت "إل باييس" إلى استعداد النقابة الأكبر في إيطاليا، "سي جي آي إل"، للدعوة إلى إضراب عام فوري إذا وقع أي حادث مع الأسطول، في خطوة تعكس تجاوبها مع الزخم الشعبي عقب احتجاجات واسعة قادها اتحاد "يو إس بي" في 81 مدينة، فيما تبرز مشاركة الطلاب الجامعيين وطلاب الثانويات من خلال احتجاجات واحتلال مبانٍ مدرسية في روما وميلانو ومدن أخرى.

وأضافت الصحيفة أن التحركات ستبلغ ذروتها السبت المقبل بتظاهرة كبرى في روما دعماً لغزة، يُتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف، مع استعدادات أمنية مشددة بعد أعمال الشغب في محطة ميلانو، إلى جانب مبادرات رمزية للأطباء والممرضين في 100 مستشفى تشمل يوماً للصوم وتجميعات مسائية.

وأوضحت "إل باييس" أن عمال الموانئ، الذين برز دورهم منذ انطلاق الأسطول، يُعدون من أكثر القطاعات نشاطا وفعالية، إذ أوقفوا شحنات وسفن حاويات متجهة من وإلى الاحتلال الإسرائيلي في عدة مدن. 

ففي 18 أيلول/سبتمبر الماضي بمدينة رافينا، منعوا سفينة تابعة لشركة "زيم" من تحميل حاويتين تحتويان على ذخيرة متجهة إلى ميناء حيفا، بمشاركة عمدة المدينة ورئيس الإقليم من التيار الوسطي اليساري.

وتكرر المشهد الأسبوع الماضي في تارانتو، حيث منعوا تزويد الطيران الإسرائيلي بنحو 30 ألف طن من النفط الخام على متن ناقلة "سي سالفيا". وفي ليفورنو، يرفض العمال رسو سفينة الشحن "ڤرجينيا" لتفريغ آلاف الحاويات القادمة مباشرة من الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من عدم حملها مواد عسكرية، حسب التقرير.

ولفتت الصحيفة إلى تصاعد المخاوف في إيطاليا حيال مصير الأسطول، حيث دعا رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا المشاركين إلى إعادة النظر في قرارهم، في حين فشلت حكومة ميلوني في التوسط لدى الفاتيكان، وأرسلت فرقاطة حربية لتكون جاهزة لتقديم المساعدة عند الحاجة، ضمن حدود المياه الإسرائيلية، مع تفادي أي مواجهة مباشرة.

وفي الوقت ذاته، اتهمت رئيسة الوزراء المشاركين في الحملة بأنهم "غير مسؤولين" وهدفهم "إثارة المشاكل للحكومة". وذكرت "إل باييس" أن هذه التحركات أثارت أزمة سياسية متصاعدة، مع تحذيرات متكررة للبعثة من أن دخول المياه الإسرائيلية سيكون له عواقب لا تتحمل الدولة تبعاتها.

وأكد وزير الدفاع الإيطالي، جويدو كروسيتو، أن السلطات كانت ستوافق فورًا لو اقتصر الأمر على الاعتقال دون تبعات أخرى، فيما صرح وزير الخارجية، أنطونيو تاجاني، أنه طلب من الحكومة الإسرائيلية "عدم استخدام العنف"، وجاء الرد مطمئنا بعدم وجود نية لممارسات عنيفة، وفق ما ذكر المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عيدن بار تال.
التعليقات (0)