أعلنت السلطات في
الفلبين، أن
الزلزال الذي ضرب وسط
البلاد أودى بحياة نحو 60 شخصا على الأقل وأصاب أكثر من 140 آخرين، وسط تحذيرات من
ارتفاع عدد
القتلى مع وصول عمال الإنقاذ إلى الأبنية المنهارة.
وقال رافاييليتو أليخاندرو، نائب رئيس مكتب الدفاع
المدني، للصحفيين في مانيلا: "نتلقّى عددا متزايدا من التقارير عن وجود
ضحايا، لذا فإنّ الوضع متقلّب للغاية. تلقّينا تقارير تفيد بمقتل ما يصل إلى 60
شخصا في هذا الزلزال".
كم قوة زلزال الفلبين؟
ووقع زلزال بقوة 6.9 درجة قبالة ساحل مدينة بوجو في
مقاطعة سيبو في منطقة فيساياس وسط الفلبين، مساء الثلاثاء، ما تسبب في انقطاع
التيار الكهربائي وانهيار أبنية بما في ذلك كنيسة عمرها أكثر من 100 عام.
وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن مركز
الزلزال حدد على بعد نحو 10 كيلومترات غرب بلدة بالومبون بمقاطعة ليتي، وعلى عمق
10 كيلومترات تحت سطح الأرض، وفي بيان لاحق، أشار المعهد الأمريكي للجيوفيزياء إلى
أن مركز الهزة وقع أيضًا قرب مدينة كالابي في مقاطعة بوهول، التي يقطنها نحو 33
ألف نسمة.
هل هناك تحذير من تسونامي؟
وأكد مركز التحذير من تسونامي في المحيط الهادئ أنه
لا يوجد خطر من حدوث موجات مد عاتية، فيما لم تصدر السلطات الفلبينية أي بيانات
رسمية بشأن خسائر بشرية أو مادية، وقد شعر السكان في عدة مناطق وسط الفلبين
بالهزة، ما دفع الكثيرين إلى مغادرة منازلهم خوفًا من هزات ارتدادية محتملة.
وتعد الفلبين من أكثر الدول تعرضا للنشاط الزلزالي
نظرًا لموقعها الجغرافي على "حزام النار"، وهو نطاق يمتد عبر المحيط
الهادئ يشهد حركة نشطة للصفائح التكتونية والبراكين، وتشير الإحصاءات إلى أن
البلاد تسجل سنويًا آلاف الهزات الأرضية، معظمها ضعيف ولا يحدث أضرارًا، إلا أن
بعضها يكون مدمرًا ويتسبب في خسائر كبيرة.
وفي السنوات الماضية، شهدت الفلبين عدة زلازل قوية،
أبرزها زلزال بقوة 7.1 درجات ضرب مقاطعة بوهول عام 2013 وأسفر عن مقتل أكثر من 200
شخص وانهيار مبانٍ وجسور تاريخية، كما أدى زلزال آخر في تموز/ يوليو 2022 بقوة 7 درجات شمال البلاد إلى سقوط عشرات
القتلى والجرحى وتشريد آلاف السكان.
في العام 1990 ضرب زلزال قوته 7,8 درجات شمال
الفيليبين وأسفر عن سقوط أكثر من 1200 قتيل وتسبب بأضرار جسيمة في مانيلا فضلا عن
شرخ في الأرض امتد على أكثر من مئة كيلومتر.
من جانبها، أكدت السلطات المحلية في مقاطعتي ليتي
وبوهول أنها تتابع الوضع عن كثب، وأن فرق الدفاع المدني في حالة تأهب تحسبًا لأي
طارئ. وأوصت هيئة الزلازل الفلبينية السكان بأخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن
المباني المتصدعة أو الضعيفة البنية، مشيرة إلى احتمال وقوع هزات ارتدادية خلال
الساعات أو الأيام المقبلة.
المساعدات الدولية
وبدأت الحكومة في توزيع المساعدات العاجلة للنازحين، بينما أعلنت عدة دول، منها اليابان وأستراليا، استعدادها لتقديم الدعم اللوجستي والطبي للمناطق المتضررة.
مع تصاعد عدد الضحايا واتساع حجم
الدمار، تترقب الفلبين أيامًا حرجة، بينما يبذل رجال الإنقاذ جهودًا مضنية للوصول إلى ناجين محتملين تحت الأنقاض، في سباق مع الزمن لاحتواء آثار الكارثة.