هاجم عناصر تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات فعالية نسائية في محافظة
حضرموت، في وقت داهمت قوة تابعة للمجلس الجنوبي مقر صحيفة "عدن الغد" واعتقلت رئيس تحريرها في العاصمة
اليمنية المؤقتة، عدن، جنوبي البلاد.
وداهمت عناصر تتبع
المجلس الانتقالي الجنوبي، فعالية نسائية تقيمها دائرة المرأة بحزب التجمع اليمني للإصلاح في مدينة المكلا، المركز الإداري لمحافظة حضرموت، شرق البلاد.
وأغلقت عناصر الانتقالي قاعة الفعالية التي تقام بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس الحزب ولاندلاع ثورة 26 سبتمبر، مما أضطر للمجتمعات لاستكمال الفعالية أمام قاعة الأندلس بالمكلا.
منع الفعالية
وقالت الناشطة اليمنية، أفنان البيتي، إنه تم منع حزب الإصلاح من إقامة فعاليته المرخصة رسميا من قبل الجهات المختصة، وذلك بعد تدخل مجموعات غير رسمية وصفت بـ"البلاطجة"، قامت بإغلاق القاعة وعرقلة الحدث باستخدام القوة، حاملين أعلام "الجنوب الحر"، في إشارة منها إلى علم الانفصال الذي يرفعه المجلس الانتقالي.
اعتداء سافر
من جانبه، أدان الفرع المحلي لحزب الإصلاح بمحافظة حضرموت، واستنكر قيام عناصر خارجة عن القانون تحمل شعارات المجلس الانتقالي، بالاعتداء السافر على الفعالية النسوية التي نظمتها دائرة المرأة بالتجمع اليمني للإصلاح في قاعة الأندلس بالمكلا، بمناسبة أعياد الثورات اليمنية سبتمبر وأكتوبر وذكرى تأسيس الإصلاح.
وفي بيان له، اليوم السبت، اعتبر أن ما حدث سلوك هجمي واستفزازي استهدف فعالية نسوية سلمية، "، مشيرا إلى أنه انتهاكا صارخا للقوانين والحقوق الدستورية، وتعدٍ على حرية العمل التعددي السياسي، ومحاولة يائسة لتكميم الأفواه وترهيب الخصوم السياسيين.
وحمل حزب الإصلاح السلطة المحلية والأجهزة الأمنية، المسؤولية الكاملة عن سلامة أعضائه وفعالياته، وطالبها بالقيام بواجباتها في حماية الأنشطة السياسية والمدنية، ومحاسبة المعتدين وتقديمهم للعدالة.
وأكد الحزب أنه أخطر رسميًا السلطات المحلية والأجهزة الأمنية بالمحافظة بموعد الفعالية ومكانها وطلب تأمينها، وأعطوا توجيهاتهم للجهات المختصة بذلك، الأمر الذي يضع علامات استفهام حول ما جرى من "اعتداء وعدم قيام الأجهزة المعنية بواجبها في حماية النشاط السلمي والقانوني".
إغلاق صحيفة واعتقال رئيسها
وفي سياق متصل، قالت نقابة الصحفيين اليمنيين إنها تابعت بقلق بالغ واقعة اقتحام مقر صحيفة "عدن الغد" واعتقال رئيس تحريرها الزميل فتحي بن لزرق قبل اطلاق سراحه لاحقا، و إغلاق الصحيفة وطرد موظفيها بقوة السلاح، وذلك بحسب ما نشره الزميل بن لزرق على صفحته في فيسبوك.
وعبرت النقابة في بيان لها اطلعت "عربي21" عليه، مساء اليوم، عن إدانتها بشدة هذه الواقعة، واعتبرتها انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة وحق الجمهور في الحصول على المعلومات، وتجاوزًا خطيرًا للقوانين والمواثيق التي تكفل حرية التعبير.
وحمّلت النقابة أيضا، "سلطة المجلس الانتقالي المسيطرة أمنيًا على مدينة عدن" المسؤولية الكاملة عن سلامة بن لزرق، وعن ما لحق بالصحيفة وموظفيها من أضرار.
ودعت في الوقت ذاته، سلطة المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية إلى إنهاء هذه الإجراءات التعسفية فورا وإعادة فتح الصحيفة وتمكين العاملين من العودة إلى أعمالهم، ومحاسبة الجهات والأفراد المتورطين في هذا الانتهاك.
كما جددت نقابة الصحفيين اليمنيين مطالبتها "بتوفير بيئة آمنة للعمل الصحفي تحترم الدستور والقانون وتصون حرية الصحافة وكرامة الصحفيين".
ويشهد اليمن تراجعا مخيفا في الحريات الصحفية والإعلامية، فيما يواجه الصحفيون قيودا متصاعدة وعراقيل متكررة على الأرض، مما يحرمهم من الحق في الوصول إلى المعلومات، إلى جانب الفاتورة الباهظة التي يدفعونها من اختطافات واعتداءات واغتيالات طالت العشرات في السنوات الماضية.