تواجه شركة
ستاربكس الأمريكية واحدة من أصعب مراحلها في السنوات الأخيرة، بعد أن أعلنت عن خطة إعادة هيكلة بقيمة مليار دولار، تتضمن إغلاق مقاهٍ ضعيفة الأداء في أمريكا الشمالية وتسريح نحو 900 موظف، في محاولة لإنعاش الشركة التي تأثرت بشكل ملحوظ بإضرابات وموجات
مقاطعة واسعة طالتها منذ اتهامها بدعم الاحتلال الإسرائيلي مع اندلاع الحرب على
غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وذكرت الشركة، في بيان لها الخميس، أن غالبية عمليات الإغلاق ستُنجز قبل نهاية السنة المالية الحالية، ما سيؤدي إلى خفض عدد المقاهي في الولايات المتحدة وكندا.
وبحسب الأرقام الرسمية، فإن الشركة ستختتم سنتها المالية بحوالي 18 ألفًا و300 فرع، مقارنة بـ18 ألفًا و734 فرعًا تم الإعلان عنها في تموز/ يوليو الماضي.
وأوضح الرئيس التنفيذي، برايان نيكول، في رسالة للموظفين: "حددنا مقاهي لا نستطيع فيها توفير البيئة التي يتوقعها عملاؤنا أو لا نرى فيها مسارًا للأداء المالي، وسيتم إغلاق هذه المواقع".
وأضاف أن خفض الوظائف سيشمل أيضًا بعض فرق الدعم، فضلًا عن إلغاء وظائف شاغرة، لافتًا إلى أن هذه الخطوة مؤلمة لكنها ضرورية لتعزيز استقرار الشركة.
وتراجع سهم ستاربكس بنسبة 0.7% ليصل إلى 83.66 دولارًا في أحدث تعاملات، في وقت تكافح فيه الشركة لتجاوز انخفاض المبيعات في السوق الأمريكية للربع السادس على التوالي، إذ أدى ارتفاع الأسعار وتزايد المنافسة إلى تراجع الطلب على منتجاتها، خصوصًا مشروبات "اللاتيه".
ولعبت المقاطعة الشعبية للشركة في الشرق الأوسط دورًا بارزًا في تراجع أدائها، حيث اضطرت شركة "الشايع" –أحد أكبر وكلاء الامتياز الإقليميين– إلى تسريح نحو 2000 موظف بسبب الظروف التجارية الصعبة الناجمة جزئيًا عن المقاطعة.
وفي نتائج الربع الثالث من السنة المالية 2025، سجّلت الشركة انخفاضًا بنسبة 2% في مبيعات المتاجر التي تعمل منذ أكثر من 13 شهرًا في أمريكا الشمالية. ورغم نفيها المستمر للاتهامات بشأن دعم الاحتلال الإسرائيلى، أقرت ستاربكس بتأثير حملات المقاطعة على أدائها في أسواق عدة.
وأكد نيكول أن الشركة تواجه تحديات متعددة، ليس فقط بسبب المقاطعة وتراجع المبيعات، بل أيضًا نتيجة مشاكل تشغيلية أخرى، مثل طول فترات الانتظار في المقاهي وارتفاع الأسعار، وهو ما يدفع المستهلكين نحو تقليص إنفاقهم.